2024- 05 - 07   |   بحث في الموقع  
logo توتر كبير على الجبهة الجنوبية.. إليكم التطورات logo اتفاق الهدنة:رحلة معقدة من 3 مراحل..معرضة للانتهاكات logo ميقاتي: موافقة حماس على وقف اطلاق النار خطوة متقدمة نحو وقف العدوان.. logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأثنين logo للضغط على حماس... مجلس الحرب الاسرائيلي يقرر بالإجماع استمرار العملية في رفح logo "خطوة متقدمة"... ميقاتي يُعلق على موافقة "حماس" وقف اطلاق النار بِغزة logo "الجيش" يُحبط محاولات تسلّل غير شرعي عبر الحدود! logo توقيفات للجيش.. وإحباط محاولات تسلل سوريين عبر الحدود
كيف ساهمت الطاقة الشمسية في ازدهار إنتاج الأفيون؟
2020-07-28 12:56:06







_113668520__113488845_976x549img_7460




<►>





إذا ما ساورتك الشكوك بشأن كون الطاقة الشمسية تكنولوجيا ثورية فما عليك سوى متابعة قراءة هذه المادة.

هذه قصة تشرح كيف نجحت الطاقة النظيفة في إثبات أهميتها في أصعب الظروف.

ربما يُعد السوق الذي أتحدث عنه المثال الأوضح للنظام الرأسمالي على الأرض. هنا لا يوجد دعم حكومي. لا أحدَ يفكر في التغير المناخي أو أي اعتبارات أخلاقية ذات صلة.

نتحدث عن أصحاب مشاريع صغيرة يحاولون تحقيق ربح. إنها قصة تحول مزارعي الأفيون إلى الطاقة الشمسية وزيادة إمدادات العالم من الهيروين بشكل محلوظ.

مروحية في سماء هلمند

كنت على متن مروحية تحلق فوق حقول الخشخاش الخضراء في وادي هلمند بأفغانستان حين لمحت أول لوح طاقة شمسية.

لابد وأنك سمعت عن هلمند. إنه أخطر إقليم في أفغانستان. جميع الجنود البريطانيين الذين قتلوا خلال الصراع في أفغانستان وعددهم 454 جنديا سقطوا في إقليم هلمند عدا خمسة.

يقع الإقليم كذلك في قلب المنطقة الأكثر زراعة للأفيون على وجه الأرض. يتم تحويل أغلب الأفيون إلى الهيروين، أحد أكثر أنواع المخدرات إدماناً.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة فإن نحو 80% من الأفيون الأفغاني مصدره جنوب غرب البلاد، بما في ذلك هلمند. وهو ما يقدر بثلثي الإمدادات العالمية. وبالتالي لا نتوقع أن يكون مكاناً ضمن تلك التي تتصدر جهود تعزيز الاقتصاد منخفض الكربون.

ولكن بعد أن لمحت أول لوح طاقة شمسية، وجدت الكثير منها. في الواقع رأيت مجموعات صغيرة من الألواح الشمسية في أركان أغلب مجمعات المزارع. كان ذلك عام 2016.

والآن فقط اتضح حجم الثورة في انتاج الهيروين الذي كنت أتابعه دون قصد. لأنني لم أكن الشخص الوحيد الذي لاحظ اهتمام المزارعين الأفغان بالتكنولوجيا منخفضة الكربون.

دليل من الفضاء

جلس ريتشارد بريتان محني الظهر أمام جهاز الكمبيوتر داخل مكتب يستحيل وصفه في منطقة صناعية بغيلفورد جنوبي إنكلترا. كان يطالع آخر مجموعة من صور الأقمار الاصطناعية لأفغانستان.

بريتان كان ضابطأ بريطانياً وتتخصص شركته ألسيس Alcis في تحليل صور الأقمار الاصطناعية لما يسميه “بيئات معقدة”. ويُعد هذا وصف مخفف للمناطق الخطرة. كما أن بريتان خبير في انتاج المخدرات في أفغانستان.

قام بتكبير الصورة على منطقة تبدو كأحد المخارج في صحراء هلمند. قبل سنوات كانت المنطقة خاوية، والآن توجد مزرعة محاطة بالحقول.

إذا ما قمت بتكبير الصورة أكثر، يمكنك أن ترى بوضوح مجموعة من ألواح الطاقة الشمسية وحوضاً كبيراً. وإلى اليمين توجد مزرعة أخرى. نفس النسق، ألواح شمسية وحوض. ذات الصورة ونفس النسق يتكرر مرات ومرات ومرات في المنطقة بالكامل.

يقول لي بريتان “هذه هي طريقة زراعة الخشخاش الآن، يقومون بالحفر إلى عمق 100 متر أو حتى الوصول إلى المياه الجوفية، ويتم وضع مضخة كهربائية وربطها بعدد من الألواح، ثم تبدأ المياة في الجريان”.

وقد تم اعتماد هذه التكنولوجيا الجديدة بسرعة فائقة. يرجع تقرير حول أول مزارع أفغاني استخدم الطاقة الشمسية إلى عام 2013.

وفي العام التالي كان التجار يقومون بتوفير عدد من الألواح الشمسية في لاشكر غاه عاصمة إقليم هلمند.

ومنذ ذلك الحين تسارع النمو بشكل كبير، فقد تضاعف عدد الألواح الشمسية في المزارع سنوياً.

وبحلول عام 2019 أحصى فريق بريتان 67 ألف مجموعة ألواح في وادي هلمند وحده. وفي سوق لاشكر غاه تتكدس الألواح الشمسية على ارتفاع ثلاثة طوابق.

من السهل فهم السبب وراء تسارع نمو هذه التجارة إلى هذا الحد. لقد أحدثت الطاقة الشمسية تحولاً في إنتاجية مزارع المنطقة.

حصلت على تسجيل فيديو تم تصويره قبل أسبوعين لمزرعة خشخاش في منطقة كانت صحراوية. يستعرض المزارع مجموعتين تضمان 18 لوحاً شمسيا، تقوم بتشغيل مضختين لملء حوض ضخم. يصور الرجل قناة مائية صغيرة تسمح له بري أرضه. وتبدو حقوله المحيطة مزدهرة.

قام بجني محصول الأفيون في مايو/أيار والآن يزرع الطماطم. يقول الدكتور ديفيد مانسفيلد بينما نشاهد الفيديو “لقد غيرت الطاقة الشمسية كل شيء بالنسبة لهؤلاء المزارعين”.

الدكتور مانسفيلد هو مؤلف التقرير. كان يدرس انتاج الأفيون في أفغانستان لأكثر من 25 عاماً ويقول لي إن إدخال التكنولوجيا الشمسية هي أكبر تغير تكنولوجي رآه خلال هذه الفترة.

كان شراء وقود الديزل اللازم لتشغيل مضخات المياه الأرضية هو الأمر الأكثر كلفة بالنسبة للمزارعين.

يمضي الدكتور مانسفيلد قائلاً “الأمر لا يتعلق بالتكلفة فقط، فوقود الديزل في المناطق النائية يكون مغشوشاً بشكل كبير وبالتالي فإن المضخات والمولدات كثيراً ما تتعطل. إنها مشكلة ضخمة بالنسبة للمزارعين”.

لكن الوضع الآن صار مختلفا. من خلال دفع مبلغ مقدم يقدر بسبعة آلاف دولار يمكنهم شراء مجموعة من الألواح الشمسية ومضخة كهربائية، وبمجرد تركيبها تبدأ العمل دون أي نفقات تشغيل.

يقر الدكتور مانسفيلد بأن المبلغ كبير، إذ تبلغ التكلفة في المتوسط 7 آلاف دولار، لكن زيادة الانتاج تكون هائلة وعادة ما يتم سداد القرض في غضون عامين.

ويقول “ومن بعد ذلك تصير المياه مجانية”. تقوم الكثير من المزارع الآن بحصد محصولين في العام، وبعضها يحصد ثلاثة.

وليس هذا هو الإنجاز الوحيد. فاستخدام الطاقة الشمسية يعني أن المزارعين صار بإمكانهم زرع الخشخاش في مناطق لم يخطر على بالهم العمل بها من قبل.

نحو الصحراء

في مكتب غيلفورد جلس بريتان يطالع صورة أخرى على شاشة حاسوبه، صورة لوادي هلمند بالكامل. يستعرض المنطقة حين كان يجرى استصلاحها عام 2012. كان المزارعون يعملون في مساحة تقدر بحوالي 157 ألف هكتار. ثم أظهرت سلسلة من الصور كيف تغير الوضع بمرور الوقت.

يمكنك أن ترى المزارع تتمدد داخل الصحراء مع بدء استخدم الطاقة الشمسية. تبدو كما لو كانت نباتات طفيلية لكن على نطاق شاسع.

زادت المناطق التي يتم استصلاحها بعشرات آلاف الهكتارات سنويا.

وبحلول عام 2018 تضاعفت إلى 317 ألف هكتار، وفي 2019 وصلت 344 ألف هكتار. “ومازالت تنمو” كما يقول بريتان.

في الوقت نفسه، أصبحت الأرض أكثر إنتاجية. عندما يتحول المزارعون إلى الطاقة الشمسية، يمكنك رؤية المنطقة المظللة باللون الأخضر تنمو. يقول بريتان: “كل هذه المياه تجعل الصحراء مزدهرة”.

ومع نمو المساحة المزروعة، ازداد عدد السكان في المنطقة. و يقدر بريتان أن نصف مليون شخص قد هاجروا إلى المناطق الصحراوية في هلمند في السنوات الخمس الماضية فقط. وقد أحصى فريقه 48 ألف منزل إضافي تم بناؤه خلال تلك الفترة.

ويبدو أن التأثير على المعروض العالمي من الأفيون كان دراماتيكيًا بنفس القدر.

تقوم الأمم المتحدة كل عام بتقدير كمية المخدرات التي يتم إنتاجها حول العالم.

في عام 2012، قبل دخول الطاقة الشمسية هذا الميدان انتجت أفغانستان ما مجموعه 3700 طن من الأفيون.

بحلول عام 2016 وصل الإنتاج إلى 4800 طن.

في عام 2017 ، كان هناك موسم وفير وقفز الانتاج إلى مستوى قياسي بلغ 9000 طن من الأفيون وبالتالي تدهورت اسعار الأفيون بسبب كثرة العرض.

ما حدث بعد ذلك مثير للاهتمام للغاية ففي عامي 2018 و 2019 انخفضت مساحة الأرض المزروعة بالخشخاش في معظم أفغانستان، باستثناء الجنوب الغربي حيث قام المزارعون بهذا الاستثمار الكبير في مجال تقنية الطاقة الشمسية.

في عام 2019 بلغ إنتاج الأفيون في المنطقة ما يقرب من 5000 طن من أصل 6400 طن أنتجتها البلاد بأكملها.

لقد كان لذلك آثار غير مسبوقة حول العالم.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top