2024- 05 - 06   |   بحث في الموقع  
logo قوى الأمن تعمّم صورة مشتبه به بالاعتداء على قاصرين logo تفاصيل جديدة عن جريمة فندق الروشة.. إليكم آخر ما قيل بشأنها logo اجتياح رفح:مصر تتأهب عسكريا على الحدود..وتحذيرات أوروبية لإسرائيل logo تركيا:مقتل عائلة سورية كاملة..وتضارب حول أسباب الجريمة logo بايدن يحثّ نتنياهو على التوصل لاتفاق..وحماس تعلق المفاوضات logo غرامة "جديدة"... قاضي جنائي يهدد ترامب بـ"السجن"! logo "الدفاع الروسية" تعلن إجراء تدريبات على الأسلحة النووية! logo تسريب محادثة بين نبيه بري ومسؤول أميركي كبير... شيعة أميركا "اللبنانيين": لبيك يا بايدن ولكن!
الصراع الإيراني - الأميركي (بقلم د. جيرار ديب)
2020-07-27 21:29:17



في زمن الشاه الإيراني، محمد رضا بهلوي، اتّسمت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، بالكثير من الودّ، وظلّت العلاقة ممتازة مع رجل أميركا القوي، وشرطي الخليج كما كان يكنّى في ذلك الوقت. كان لمحمد رضا ولع بالغرب، وحلم بتحويل بلاده لدولة عظمى، فارتمى في أحضان أميركا كليًا.


في عام 1979، اضطّر الشاه محمد رضا إلى مغادرة إيران، بعد أن تخلّت أميركا عنه، في أعقاب الثورة الإسلامية وخروج مظاهرات واضطرابات، مناهضة لحكمه. وبعد انتصار الثورة الإسلامية تدهورت العلاقات بين البلدين، وظلّت هذه العلاقة صدامية بينهما إلى يومنا هذا. 


العلاقة اليوم بين البلدين في أسوأ حالاتها، لا سيما وأنّ الجمهورية الإيرانية تشكل قوة صاعدة إقليمية، بدأت تنافس القوة القائمة، الولايات المتحدة الأميركية، في المنطقة. لا بل تهدد مصالحها، وتضع وجود حليفتها التاريخية إسرائيل، في خطر وجودي حقيقي.


استطاعت إيران، رغم العقوبات المفروضة عليها، أن تشكّل قوةً صاعدةً في المنطقة، أمام القوة المهيمنة، الفارضة ذاتها، الولايات المتحدة الأميركية. وبحسب نظرية المؤرخ اليوناني القديم، ثيوسيديديز، هناك حتمية الصراع بين القوة الصاعدة، والقوة المهيمنة. فهل سيكون حتميّا الصراع بينهما؟ أم أنّ التوازنات الحاصلة في المنطقة ستعدّل في نظرية ثيوسيديديز ونشهد حربًا بالوكالة؟ 


بدأت الأزمات تتوالى بين الدولتين، منذ احتجاز الرهائن الأميركية ال٥٢، في السفارة الأميركية في طهران عام ١٩٧٩. ونتيجةً لهذا، ردّت الولايات المتحدة، بإصدار الرئيس كارتر الأمر التنفيذي رقم ١٢١٧٠ في نوفمبر ١٩٧٩. من هذه العقوبات، تجميد نحو ١٢ مليار دولار من الأصول الإيرانية، بما في ذلك الودائع المصرفية، والذهب، وغيرها من الممتلكات.


لم تشهد العلاقة الأميركية- الإيرانية استقرارًا، إلا في مرحلة الرئيس الأميركي باراك أوباما، صاحب النظرية الواقعية في قراءة الأمور. أما اليوم في ظل الرئيس، دونالد ترامب، صاحب النظرية الليبرالية، الذي يمارس على إيران، كل أنواع الحرب الإقتصادية والنفسية؛ فوصول حاملة طائرات أميركية نووية، و١٢ سفينة حربية أخرى إلى البحر الأبيض المتوسط، رسالة واضحة للإيراني والتركي على حدّ سواء، أنّ الدور الأميركي في المنطقة لم يزل حاضرًا، ومتدخلًا في أي وقت.


تشهد الساحة العربية، من لبنان إلى سوريا، إلى اليمن، وصولًا إلى العراق، حروبًا بالوكالة بينهما. وعلى ما يبدو، أنّها ستستمرّ إلى فترة ليست بقليلة، والمفاوضات مستبعدة بين المتصارعين. هذا لأنّ الذهاب إلى مفاوضات يكون على قاعدة، غالب يفرض شروطه، ومغلوب يقبل ما يُفرض عليه. أمّا في الصراع الإيراني-الأميركي، فلم تحدد بعد شخصية الغالب، ولا المغلوب.


صحيح أنّ الأميركي، يمتلك السلاح الإقتصادي الأقوى في هذه الأيام، إلّا أنّ حلفاء إيران على ما يبدو، لن يتركوها تقع في فخّ ثيوسيديديز، بالإنجرار نحو مواجهة مع الأميركي، للهروب من الضغط الإقتصادي. فالعملة الإيرانية، تتهاوى بسرعة أمام الدولار، وكورونا يفرمل العجلة الإقتصادية في البلاد، والفقر والبطالة في ازدياد. فالإتفاقية السرية التي كشف عنها، بين إيران والصين تكسر حواجز العقوبات الأميركية، وتعطي إيران، استقرارًا اقتصاديًا إلى ٢٥ عامًا القادمة.


الوضع على ما هو عليه، يريح الإدارة الأميركية، التي لا تسعى إلى حربٍ عسكريةٍ مع إيران، تعطي من خلالها لحلفاء هذه الأخيرة، الروسي والصيني، الحافز لمساندة حليفتهم. هذا في ظلّ تيقّن الأميركي أنّ الإتحاد الأوروبي ليس على ذات الموجة مع النظرة الأميركية تجاه إيران. فضلاً عن التخبّط في الداخل الإسرائيلي، الحليف الإقليمي للأميركي، حيث المظاهرات المنادية بتنحي نتنياهو عن السلطة، لعدم قدرته على تشكيل حكومة. بالإضافة إلى حلفاء إيران المحليين في البلدان العربية، الذين هم على أتمّ الإستعداد لمساندتها بضرب المصالح الأميركية، والإسرائيلية في المنطقة.


أيضًا، الإيراني ليس على ما يرام، فالداخل يشهد حرائق في أكثر من مكانٍ عسكريٍ، فحريق منشأة نطنز النووية، تسبب في خسائر كبيرة. وهذا الحريق، إنّ دلّ على شيء، فعلى جديّة الخروقات داخل الساحة الإيرانية، التي عليها إعادة ترميمها من الفجوات، التي قد تكون خطيرة مستقبلًا. إضافة إلى ذلك، لن يسمح الإيراني لنفسه، بدخول أي حرب مع الأميركي، كي لا يقدّم هديةً ثمينةً لحملة ترامب الإنتخابية، تعيده إلى سدّة الرئاسة. هي التي تنتظر خسارته في المعركة الإنتخابية، كي تعيد مسار المفاوضات مع الإدارة الجديدة على السكة الصحيحة.


أخيرًا، جميع الأطراف المتصارعة، لا تضع الخيار العسكري في أولويات سياساتها في المنقطة. فتاريخ الصراع الأميركي مع الإتحاد السوفياتي، ورغم كثرة الإستفزازات يومها، إلا أنّه لم يصل إلى حربٍ مباشرةٍ بينهما، لذا، فهي عبرة واضحة لما يحصل اليوم. ولكن ستشهد المنطقة، مزيدًا من الضغوطات الأميركية، وكثيرًا من المقاومة والتعنّد الإيراني ومن معه، وصولًا إلى مرحلة الإنتخابات الأميركية، التي على ما يبدو ستغيّر بعد إعلان النتائج الكثير من الرؤية السياسية للمنطقة. هذا، مع وضع احتمال الإنزلاق إلى حربٍ مباشرةٍ، لا سيما وإنّ الوضع الإسرائيلي في المنطقة محرج ومتخبّط للغاية، وقد يجرّ الأميركي معه إلى حرب مع إيران.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top