تقول مصادر إن اللقاء الذي ُعقد بین الرئیس نبیه بري والنائب جبران باسیل الأسبوع الماضي تجاوز حدود
التفاصیل الإجرائیة الى رسم قواعد ناظمة لمجمل العلاقة الثنائیة في المرحلة المقبلة، بعدما استشعرا أن الظروف
الراھنة الإستثنائیة لم تعد تتح ّمل إستمرار الحساسیات التقلیدیة بین التیار الوطني الحر الحر وحركة "أمل" داخل مؤسساتالدولة وخارجھا.
ویُنقل عن بري تأكیده في ھذا المجال أنه وباسیل لن یسمحا للمتضررین بزعزعة ركائز تفاھمھما والتشویش علیه،
"وما حدا یجّرب یفوت بیناتنا"، مشیرا الى أنه "حتى إذا حصل تباین في المستقبل حول ھذا الأمر أو ذاك، فإن الإختلاف
لا یجب أن یفسد في الود قضیة".
ویشّدد بري على أن تفاھم عین التینة لم یتم على حساب أحد، "بل أنه منصّة منفتحة على الجمیع"، مشیرا الى ضرورة
أن تتدرج مفاعیله شیئا فشیئا في اتجاه قواعد التیار والحركة.
السؤال: ھل یكون "تفاھم عین التینة" منافسا لـ"تفاھم مار مخایل"؟! وھل إقدام باسیل على بث الحرارة في خطوط
علاقته مع بري ھو لتعویض البرودة المتزایدة في علاقته مع حزب الله، وتعبیر عن أن بري وباسیل باتا على "موجة
أمیركیة واحدة"، وما یجمع بینھما أكثر مما یف ّرق؟!
یعتبر سفیر أوروبي أن الحكومة وصلت إلى طریق مسدودة رغم المحاولات الجاریة لتزویدھا بجرعات من الإنعاش،
لافتا إلى أن مشكلة الحكومة تكمن في أنھا لم تنجح في تلیین سلوك حزب الله بالشكل الذي یسمح لھا بتحقیق فك إشتباك
مع المجتمع الدولي الذي ینظر إلیھا على أنھا تراعي حزب الله.
ویسأل السفیر الأوروبي عما إذا كان الموقف الناري لرئیس الحكومة الذي استھل به الجلسة الأخیرة لمجلس الوزراء
یُسھم في تصویب علاقة لبنان بالمجتمع الدولي وبعدد من الدول العربیة، أم إنه یتناغم إلى أقصى الحدود مع حزب الله).
كما یسأل: ھل كان الرئیس دیاب مضطرا لتصعید موقفه ضد جھات عربیة معینة وأیضا الولایات المتحدة، فیما تتجنّب
الحكومة الصرخات التي أطلقھا البطریرك الماروني بشارة الراعي والتي یُفترض التعامل معھا على أنھا خریطة الطریق
لرفع الحصار المفروض على الشرعیة؟ عقد تكتل "لبنان القوي" برئاسة جبران باسیل جلسة مطوّلة تباحث خلالھا على مدى ٣ ساعات في خیاراته سواء
بالنسبة للسیاسات المالیة والاقتصادیة أو في القضایا الاستراتیجیة والسیاسات الخارجیة، لتخلص المناقشات إلى نتائج غیر حاسمة حتى الساعة، إذ وبحسب المعلومات التي رشحت عن ھذه الجلسة، فإن البحث في خیارات التكتل لا یزال یحتاج إلى مزید من التدارس والنقاش في جلسات لاحقة تُعقد للغایة نفسھا توصلا إلى تحدید الخیارات النھائیة، في ظل ما ظھر أمس من تفاوت في الآراء والتوجھات "شرقا وغربا" بین أعضائه باعتبارھم لا ینتمون جمیعا إلى التیار الوطني الحر بل ھم كنایة عن "إئتلاف نیابي متنوع"، وفق تعبیر مصادر المجتمعین، كاشفة عن مداخلات عدة ألقیت في اجتماع أمس تخللھا طرح البعض خیاراتھ وسط تشدید على أن خیار الذھاب شرقا لا یجب أن یتعدى البعد الاقتصادي أو یعني أن نكون في محور الشرق أو نتبنّى خیاراته السیاسیة والثقافیة، مع التأكید في الوقت عینه على ضرورة الإنفتاح على الغرب بثقافته وممارسة ھذا الأمر من دون مواقف عقائدیة أو تفكیر عقائدي.