يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية في بعبدا اليوم وعلى جدول أعماله ملفات عدة أبرزها تعيين مجلس إدارة جديد لكهرباء لبنان والتدقيق في حسابات مصرف لبنان، والبت باستقالة المدير العام لوزارة المالية، في وقت يجري التداول باسم كارول أبي خليل مكانه، وهي مقربة من وزير الطاقة السابق النائب سيزار ابي خليل، عضو تكتل نواب التيار الوطني الحر.
وذكرت مصادر متابعة ان رئيس التيار جبران باسيل فاتح الرئيس نبيه بري، بهذا الاسم، لكن رئيس المجلس لم يعط موافقته.
ويفترض انجاز هذه التعيينات بأقل قدر من التشنج، خصوصا بعد طي ملف التغيير الحكومي أو التعديل، بفعل اصطدامه بجدار موقف حزب الله الرافض، فضلا عن شعور مختلف الفرقاء بتعذر الاتفاق على البديل، الى جانب غياب الموقف الدولي الضاغط للتغيير.
ونقل عن الرئيس حسان دياب قوله ردا على سؤال: لن استقيل. بدوره، وزير الداخلية محمد فهمي الذي التقى مفتي الجمهورية امس، قال: الحكومة باقية حتى إشعار آخر، كما قالت نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر «اذا قرر مجلس النواب إسقاط الحكومة، فهذا شأنه، أما نحن فسنبقى نعمل حتى آخر دقيقة، وإذا وصلنا الى مرحلة نكون فيها غير قادرين على انجاز ما جئنا من اجله، لا اعتقد ان أحدا يريد البقاء، ولكن اليوم قرارنا البقاء والعمل».
الوزيرة عكر قالت لقناة الجديد ان قطع اللحمة عن الجيش «موقت وان هناك سابقة حصلت عام 1988 يومها كان الرئيس ميشال عون قائدا للجيش».
ومن هنا، فإن الحديث عن «تطيير» الحكومة، توقف ليحل محله الحديث عن تغيير الأداء، وهذا ما ستبدأ نتائجه بالظهور اعتبارا من اليوم، بإقرار التعيينات الخاصة بملف الكهرباء الشائك.
غير ان عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا وفي حديث متلفز طالب بـ«حكومة من خارج العهد»، لافتا الى أن «رئيس الحكومة حسان دياب أوصل البلاد نحو الإفلاس لأن من عينوه حزب الله والتيار الوطني الحر هم من يديرون الحكم».
وأشار إلى أننا «نؤيد ترؤس الرئيس سعد الحريري لحكومة غير حزبية»، مؤكدا أننا «لن نسكت ومستمرون بمطلبنا وهو تغيير الحكومة وتشكيل أخرى من مستقلين، فالحكومة عاجزة ولا نية للإصلاح إنما المزيد من التسلط والأمور متجهة نحو الأسوأ».
واستبق المعلمون المصروفون من المدارس الخاصة، وسائقو السيارات العمومية اجتماع مجلس الوزراء، بشل الحركة في شوارع بيروت، أمس من خلال التظاهر وحرق الدواليب على نطاق واسع.
وفيما تشتاق بعبدا الى الزيارات السياسية والديبلوماسية الوازنة، بما يؤشر على حالة مقاطعة غير معلنة، تزور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، رئيس الحكومة حسان دياب غدا، يرافقها قائد المنطقة العسكرية الأميركية الوسطى، في زيارة بروتوكولية.
بدوره، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ومن وحي عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي، نشر عبر تويتر شريط فيديو يذكر بمواقف الرئيس عون الرافضة لسلاح حزب الله، باعتباره خطرا على لبنان، وأضاف الجميل معلقا بالقول «كم نحن بحاجة اليوم ليصدر مثل هذا الكلام عن رئيس جمهورية لبنان».
ويقول عون في الفيديو: «لا للأحزاب السياسية التي تتعاطى بالشؤون الأمنية، ويجب تجريد الجميع من السلاح لمصلحة الدولة، وان حزب الله الذي حرر الجنوب لا يمكن ان يتخذ من مزارع شبعا ذريعة ليحتفظ بالسلاح، وعندما يكون حزب الله مسلحا لا يستطيع تأمين الحماية لنفسه ولا للشعب اللبناني، ولا احد يحمي أحدا الا الشعب اللبناني».
هذا، وكشفت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان البطريرك الراعي وفي آخر زيارة له الى بعبدا يوم 21 حزيران/ يونيو، لفته الى ما يتهدد المصارف والجامعات وقطاع التعليم الخاص والمستشفيات، وهي المؤسسات الأساسية التي يملك المسيحييون 65% من مقوماتها.
وتهتم العواصم الغربية بالتوجه «الشرقي» لحكومة دياب عبر تبادل النفط مقابل الغذائيات والطبابة اللبنانية، مع العراق، فضلا عن المشاريع الاستثمارية التي تعرضها الصين، وسط معطيات تشير إلى أن النفط الذي قد يحصل عليه لبنان، سيكون إيرانيا بغلاف عراقي، نظرا لعدم توافر الفيول في العراق الآن، في حين ان من شأن الانفتاح على الصين غلق الابواب مع صندوق النقد الدولي، الذي مازال على شروط التعاون، وأبرزها التوافق عن تكليف «القرد بحراسة الجبنة».