2024- 05 - 05   |   بحث في الموقع  
logo التجديد للطوارئ: محك للديبلوماسية اللبنانية ونفوذ اسرائيل logo متى سيُسلم بري الرد اللبنانيّ على الورقة الفرنسية؟ logo معطيات جديدة عن عصابة الـ “تيك توك”… وتسجيلات صوتيّة منسوبة للرأس المدبّر logo في بعلبك.. مطلوبٌ يقع بقبضة المخابرات! logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم السبت logo بالفيديو: “موكب حفل زفاف” يثير هلعاً في طرابلس.. ماذا حصل؟ logo رسمياً… ريال مدريد بطل الدوري الإسباني logo "حماس": نتنياهو شخصيًا يعرقل التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة
حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين!
2020-06-13 06:55:51

يجلس عازف الجاز في مقابل المتفرج الوحيد لحفلته في باريس، تفصل بينهما مسافة خمسة أمتار.. يتبادلان كلمات قليلة، وتتصاعد بعدها أنغام من الساكسفون، مثل البلور لتشكل متنفساً يُحرَّر بعد أشهر عدة من دون موسيقى حية، بسبب فيروس «كورونا المستجد».


فمنذ الثاني من (حزيران) تنظم قاعة الجاز «لا غار»، في شمال شرقي باريس، كل مساء، نحو مائة «حفلة منفردة لمتفرج وحيد» تستمرّ نحو خمس دقائق، وتضم «فناناً يعاني من عدم العطاء منذ شهرين ومتفرج يعاني من شُحّ بسبب عدم تلقيه أي شيء منذ شهرين»، على ما يؤكد جوليان دو كاسابيانيا أحد مؤسسي القاعة في 2017. يجب أن يسجل الشخص اسمه ومن ثم انتظار دوره على القائمة. وعندما يحين الوقت يُفتح الباب أمام لقاء وجهاً لوجه مع العازف لدقائق معدودات.

وتغرق القاعة، وهي على شكل دهليز، مع قناطر عدة في الظلام. وفي آخرها، يضفي مصبحان وسجادة عجمية وباقتان من الزهر الأبيض أجواء دافئة وهادئة.

ويسأل الفنان: «مرحبا ما اسمك؟»، فيما ترسم الأنوار الخافتة ظلالاً على جسمه. ويعرّف المتفرج الجالس على كرسي على بُعد أمتار قليلة عن نفسه، لتبدأ «الحفلة المنفردة».

ويتجدد اللقاء مع كل حفلة جديدة. يبتسم المتفرجون، وتمر في عيونهم سعادة وجودهم في المكان. البعض منهم يراقب بإمعان مع تركيز كبير. البعض الآخر يلتفت إلى شريكه، لأنه يحق لحبيبين أو صديقين أو فردين من عائلة واحدة تشكيل «كيان واحد»، لحضور الحفلة معاً.

ويقول عازف الساكسفون، بونوا كروست، وهو أحد فنانَيْن كانا يعزفان مساء الأربعاء: «أشعر بأن الناس يأتون فعلاً ليروّحوا عن أنفسهم. في ظرف كهذا لا فاصل بين الفنان والجمهور».

ويضيف: «عندما تعزف بمفردك تكون أكثر حرية. أذهب إلى حيث أشاء. لدي حرية كاملة وأشعر بذلك». وهو يستمتع بعودته إلى المسرح بعدما اضطر إلى التوقف خلال الجائحة.

ويؤكد عازف الساكسفون الآخر غائيل أوريلو: «العزف مجدداً بالنسبة لي هو تحرر فعلي. وبحسب نفسية الناس، أشعر أحياناً بأن علي أن أعزف أشياء مختلفة».

عند خروجهم من الحفلة يشعر المتفرجون بالسعادة. على شرفة المحطة السابقة المهجورة التي كان ينطلق منها خط للسكك الحديد، يقوم بجولة في باريس، يستعيدون أنفاسهم وهو يحتسون شراباً.

وتقول إليزيه جاريكي (30 عاماً) التي أتت مع حبيبها: «كان يُنظر إلينا وأظن أنه عزف فقط من أجلنا. الأمر أشبه بطاهٍ كبير يحضر طبقاً فقط من أجلك».

يغادر توما غيين ما إن تنتهي حفلته متأثراً: «سأتمكن من النوم وأحلم بأشياء جميلة».

ويقول المشرفان على القاعة إنه من المستحيل تنظيم حفلات عادية مع قواعد التباعد الاجتماعي بين المتفرجين. ويوضح ياسين عبد اللطيف: «مع خمسين شخصاً في قاعة حفلات كبيرة تخرج بفكرة أن الحفلة كانت فاشلة. لكن مع حفلة منفردة يخرج الشخص مع ذكريات تستمر مدى الحياة».

ويقول شريكه جوليان دو كاسابيانكا: «على الصعيد الاقتصادي الوضع كارثي راهناً»، مشدداً على أن الإيرادات تراجعت أربع إلى عشر مرات مما هي عليه في الأوقات العادية.

في المقابل، هو راضٍ من النتيجة الفنية. ومع نحو مائة حفلة قصيرة في الأمسية أعلنت قاعة «لا غار» إمكانية تنظيم 3 آلاف حفلة في حزيران.


 




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top