2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo اسرائيل تعقّد المفاوضات..وقطر تراجع وساطتها وقد تغلق مكتب"حماس" logo الجيش ينعى العميد الركن المتقاعد فؤاد عون logo مجموعة العمل لطرابلس بحثت مع السفير السعودي واقع طرابلس logo حملة عسكرية داخل الضاحية الجنوبية للإيقاع بـ"غرفة العمليات": معركة حصاد الرؤوس بدأت! logo الأجهزة الأمنية تتحرك... تطورٌ جديد في قضية عصابة "التحرّش" عبر تيك توك! logo “حزب الله” يعلن استهداف موقعا للعدو logo المرتضى بحث مع وفد فرقة ROSSIGNOL مشروعا ثقافيا ضمن فعالية طرابلس logo الاعتراض الإسرائيلي انتهى... مروان البرغوثي الى الحرية قريبًا!
لقد انتصر العهد في التعيينات.. والاتجاه نحو سوريا سيؤكّد زعامة عون المشرقيّة (بقلم جورج عبيد)
2020-06-11 08:14:50



أثبتت التعيينات الجديدة وكشفت قوّة العهد ومتانته، وبالتحديد قوة رئيس فولاذيّ الأعصاب وصخريّ الإرادة، ينظر من أرض الواقع إلى البعيد، ويبعث منها الرؤى المتوثّبة بهندسة سياسيّة هادئة، فيضيء على المسرى كلّه حتى يرسخ المدماك ويعلو البنيان بتعيينات قد تكشفت على سياق شركويّ مندرج بالهيكل الطائفيّ المكوّن للبنان. فبقدر ما التعيينات بدت إنجازًا طبيعيًّا لدولة تائقة لتجليات الحياة فيها وانتظام العمل في مؤسساتها، فإنّ فعل القوّة ظهر بعدم الاستجابة لوصاية أميركيّة هابطة من علُ دغدغت بعضهم وهيمنت على بعضهم الآخر وحاولت فرض أسماء هي أذرع لها، وهذا ما يفترض بالمراقبين أن يتنبهوا له، ويعتبروه إنجازًا سياديًّا يمكن البناء والرهان عليه في مواجهة التغييرات الجذريّة، والتأثيرات الدراماتيكيّة، والإسقاطات الجبريّة، والإملاءات القسريّة، لا سيّما في المسائل السياديّة العائدة للبنان.


كخلاصة لمسألة التعيينات أثبت رئيس الجهوريّة العماد ميشال عون على وجه التحديد أنّ العهد بمكوّناته ومكنوناته لا يقهر ولا يكسر بجوهره السياديّ المتين الذي لا يلين ولا يستكين. طبيعة نشأته جعلته فوق الإملاءات والاعتبارات. وعلى هذا، يفترض بالتعيينات أن تقرأ عموديًّا بأنّها بداءة السير نحو الانبلاج والاتجاه نحو الإصلاح. والرئيس منذ بدء ولايته وقبلها ظهر مهجوسًا بإصلاح مبين شاءه منهجًا لتقويم الهيكل المعوجّ بصورة شاملة وجذريّة، وإن سرى بمناخ شركويّ مندرج ومندمج بفولكلور كلاسيكيّ لبنانيّ عنوانه المحاصصة الطائفيّة والسياسيّة. ذلك أنّ النظام السياسيّ مركّب ومعقّد بجوهره الطائفيّ والمذهبيّ. وعلى الرغم من ذلك فالتعيينات بنوعيّة المعيَّنين الثقافيّة ومناقبيّتهم الأخلاقيّة ونزاهتهم الإداريّة وكفاءتهم العلميّة ستكون اللبنة الأولى لمشروع الإصلاح.



فمبروك للمعيّنين في وظائفهم ومبروك للدولة اللبنانيّة وللحكومة التي برأي كثيرين بدأت مع رئيسها الدكتور حسان دياب تسير قدمًا باتجاه بناء الدولة وترسيخ قواعد الإصلاح في لحظة يعاني لبنان حربًا ماليّة واقتصاديّة عليه تسلب منه كلّ مقومات الحياة بمعانيها المتكاملة وتحاول أن تشلحه في محطات عدميّة يلوّح بعضهم بها من الداخل إلى الخارج. وبشيء من الاستطراد لا بدّ من تهنئة شخصيّة للقاضي النزيه والراقي مروان عبود لتعيينه محافظًا لمدينة بيروت خلفًا لصديقي القاضي زياد شبيب، الذي بدوره جاهد وجهد ليكون لبيروت كيانها وتبقى لؤلؤة المتوسط ومنارة المشرق وخرج من المحافظة كبيرًا ككبر إيمانه بالله وانتمائه الصادق للبنان. من عرف مروان عبّود وعاين مناقبيته وذاق خصائله أيقن وبواقعيّة بأنّه سيذهب بعيدًا في تقويم كل اعوجاج والمحافظة على بهائها كدرّة الشرق والعالم. وفي موقعه سيكون القاضي الذي وقف بوجه التسييس جهارًا، وسيحافظ على مدينتنا الحبيبة ستّ الدنيا جميلة وبهيّة، كما أحبّها شعراء العرب وتغزّلوا بشعرها الطويل الدالي.



وبعد طيّ الصفحة الأولى من كتاب التعيينات وانتظار طيّ الصفحات الأخرى مع رجاء حارّ بأن لا يكون الانتظار طويلاً لتسير العجلة نحو نهضة هذا البلد. فإن الإيغال بالمشهد الحاليّ بدوره يحرّك الفكر والعقل لكَنهِ ما يحاك ويحدث ويعيق ويعثّر الانطلاق بالحلول ويؤجّج الغرائز بخطط محكمة لأخذ لبنان نحو الانفجار. خطير جدًّا أن يسهى عن بال كثيرين العارفين قبل غير العارفين، بأنّ الاختناق الماليّ والمعيشيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ حين يبلغ ذروته القصوى من الاحتقان المرير يبيح حتمًا الانفجار. غير أن الأخطر أن يبدو الاختناق مفتعلاً بأذرع داخلية تحركها النوازع والمصالح الخارجيّة لا سيّما الأميركيّة والإسرائيليّة ضمن منطق إفلاس لبنان وجعله تحت أيدي وكلاء وأوصياء ممثّلين بصندوق النقد الدوليّ IMF، الخطورة تكمن في تلك النوازع حصرًا التي ضغطت بقوّة وشدّة ومنذ أكثر من سنة، لإفراغ المصارف من الودائع وتهريبها إلى الخارج، وجمعيّة المصارف التي تتهم الحكومة اللبنانيّة بالعمل على إفلاسها، افلست نفسها خلال عهد الرئيس سعد الحريري قبل أن تأتي الحكومة الحاليّة برئاسة الدكتور حسان دياب.



ومع هذا، يخطئ من يظن بأنّ لبنان مفلس. لبنان ليس مفلسًا على الإطلاق. فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون أكّد في أدبياته وتصاريحه وأحاديثه بأن لبنان ليس مفلسًا. الصديق الحبيب الدكتور حسن معتوق وهو أحد كبار الخبراء الماليين والمصرفيين في لبنان، أكّد في حديث له مع الإعلاميّ الحبيب جورج ياسمين على شاشة الOTV ضمن برنامج حوار اليوم وبناء على أرقام ومعلومات دقيقة قدّمها خلال الحديث بأن لبنان ليس مفلسًا، والدولة قادرة على حلّ تلك المعضلة برويّة وحكمة من دون اللجوء إلى صندوق النقد الدوليّ IMF. السؤال المطروح بشدّة لماذا الإصرار للاتجاه نحو صندوق النقد الدوليّ ووضع رأس لبنان تحت مقصلتهم، فيما نفهم، (وعلى طريقة جون بيركنز) بأنّ الصنوق عينه استهلكته أميركا لإفلاس الأرجنتين واستهلكته فرنسا وألمانيا لإفلاس اليونان. وكما كتبنا في مقالنا أول من أمس أنرضى بأنّ نتجه للتفاوض معهم ونحن صاغرون؟ أنرضى بأن تفرض علينا أميركا عبر الصندوق عينه شروطًا قاسية تجعلنا تحت فيصل قانون قيصر؟ هلّا، تاليًا، اقتنعنا بأنّه قانون... قيصر عامر، أي لا قيمة له لا بالمضمون ولا بالشكل.



الحرب عينها تخاص على لبنان تخاض على سوريا بالوسائل والوسائط نفسها. ليست الحرب التي تخاض قدرًا كالجغرافيا والتاريخ، أو الجغرافيا السياسيّة التي تحفزّك على ضبط مآربك وأحقادك الماضوية الدفينة لصالح العقل السياسيّ الواعي والمجرّد وغير المحرّك باصطفاف من هنا أو هناك. بل إنها مفتعلة لتأجيج الماضويات الحاقدة بظنّ خبيث على أنها تملك القدرة على مواجهة القدر المعبّر عنه بالجغرافيا السياسيّة المطلّة من التاريخ إلى المستقبل مرورًا بالحاضر واختراقه بفوضى خلاّقة تحوي مضامين فتنويّة عبثيّة وقاتلة.



القدر لا يردّ ومواجهته من ضروب المستحيل. بين لبنان وسوريا جغرافيا وتاريخ ووحدة جذور عائليّة. يروى بأنّ المغفور له الرئيس سليمان فرنجيّة خلال عهده ساد العلاقة بينه وبين المغفور له الرئيس حافظ الأسد سوء تفاهم بلغت حدود القطيعة. جاءه الناعي وأعلمه بوفاة جميل الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل، فما كان منه سوى أن جهز طائرتي هيليكوبتر، واحدة له ولمرافقيه وأخرى حوت أكاليل وأوز واتجه نحو القرداحة. فما إن علم الرئيس الأسد بقدوم الرئيس فرنجيّة وصحبه حتى خرج واستقبله معانقًا، وعادت الينابيع متدفّقة وطيبة إلى علاقتهما وصداقتهما.



مصادر مواكبة للعلاقة اللبنانيّة-السوريّة كشفت ومن دون التباس ذلك التعاطف من القيادة السوريّة للبنان وبخاصّة لرئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون. وكشفت على وجه التحديد احترام الرئيس بشار الأسد الفائق للرئيس ميشال عون. ورأت تلك المصادر المواكبة، بأنّ التواصل المباشر وغير المباشر لم يتوقّف. القضيّة الجوهريّة بما خصّ البلدين، أنهما مستهدفان الآن بحرب ماليّة واحدة. ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان يوازيه سعر ارتفاعه في سوريا، استفحال وحش الغلاء هو عينه في البلدين، ثمّة مافيا واحدة تتحرّك في لبنان وسوريا تديرها أجهزة خارجيّة وهي تخنق البلدين معًا سواء بسعر صرف الدولار أو الغلاء. وعلى هذا، فأيّ سقوط لسوريا سقوط للمنطقة، وأي سقوط للبنان سقوط للمنطقة.



تقف المصادر المواكبة أمام هذه المسلّمة لتعرب بأنّ قرار زيارة الرئيس عون للرئيس الأسد، وزيارة رئيس الحكومة اللبنانيّة حسان دياب لسوريا بات ضروريًّا الآن أكثر من أي وقت مضى. فهي المنطلق لإنقاذ لبنان وسوريا معًا. وبحسب تلك المصادر فإنّ زيارة الرئيس عون في هذا الظرف بالذات ستثبته بالفعل وليس بالقول زعيمًا مشرقيًّا بامتياز، ولن يقدر الأميركيون على فعل أيّ شيء طالما الأرض اللبنانية ممسوكة من الجيش اللبنانيّ. وتقول المصادر ليس للبنان ان يرضخ للشروط الأميركيّة القاسية والعبثيّة في الشكل، فهي هشّة ومجوّفة بالمضمون. وتساءلت المصادر من جديد، ماذا لو قرّر الرئيس عون الذهاب إلى دمشق فما الذي يمكن للاميركيين أن يفعلوه؟ لقد أثبتت حادثة عين الرمانة-الشياح الأخيرة قوّة الجيش اللبنانيّ بوجه الفتنة المعدّة للبنان، لقد سقطت بالفعل أطروحة الفتنة ولا مجال لبثّها من جديد وعلى القوى الأمنيّة أن تكشف الأجهزة التي عملت على بثّها وهي معروفة.



ثم تجيب المصادر عينها على التساؤل المطروح، بأنّ الأميركيين مفلسون أمنيًّا ومجوّفون فعليًّا في الداخل اللبنانيّ. فأميركا تحاول كسب الوقت بالضغط حتى تتوصّل مع الروس والإيرانيين إلى بعض المخارج الضروريّة لها في المنطقة، فهي مأزومة في الداخل والخارج معًا، ومتى توصلت إلى هذا الاتفاق حينئذ وبظن منها تستطيع أن تفرض على لبنان نوعية العلاقة بسوريا. وتؤكد المصادر وتخلص إلى أنّه متى باغت الرئيس عون العالم بتلك الزيارة، حينئذ يقلب الطاولة على الرؤوس ويلج لبنان حياة جديدة يكسر بها الطوق بعلاقة نوعيّة يتكوّن في رحمها مشرق جديد متكامل ماليًّا واقتصاديًّا واجتماعيَّا. والرجاء قويّ بولادته قريبًا.


 


 


 


 



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top