2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo منتدى جمالي متميّز في بيروت logo كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب... قطر قد تغلق مكتب حماس! logo مسؤول إسرائيلي كبير يتحدّث عن إحتمال قتل "السنوار والضيف" logo بعد أن ترك الطفل في دار الايتام... "الأمن" يُعمّم صورته logo بوشكيان: القيامة خروج من الظلام الى النور logo خطر شديد تحت الأنقاض في غزة.. ما هو “الأسبستوس” الذي حذرت منه الأمم المتحدة؟ logo باسيل يدعو لفتح البحر أمام النازحين وميقاتي يرد:مثيرو الغرائز logo استهدافات اسرائيل تتواصل و"القناة 12"تتحدث عن اتفاق قريب
رد الرئيس على التشكيلات القضائية ... لمن يريد ان يفهم ولمن لا يريد ان يفهم
2020-06-10 06:19:58



العميد المتقاعد شارل ابي نادر-



مثلما كان منتظرا ، رد فخامة رئيس الجمهورية التشكيلات القضائية الى مجلس القضاء الاعلى ، دون توقيع المشروع ، متوجها الى المجلس االمذكور بجملة من الملاحظات والتحفظات ، لافتا الى ان اعادة النظر في هذه المناقلات امر متاح في كل حين ومناسبة، ومتروك لتقدير مجلس القضاء الاعلى .



بمعزل عن ما تضمنه الرد من تفسيرات قانونية ودستورية ، واضحة عليها وبقوة اقتراحات وبصمات وزيرة العدل صاحبة التاريخ الاكاديمي المشرف في ارقى جامعات الحقوق في لبنان ، فان رد فخامته يحمل الكثير من الرسائل ، وللكثير من المعنيين ، وفي كثير من الاتجاهات ، وهذه الرسائل صالحة لان تشكل نقطة مفصلية لمن اراد وبصدق أن يكون للقضاء في لبنان موقع ودور ورسالة وواجب وصلاحية .



الرسالة الاولى جاءت لكل القوى السياسية والحزبية النافذة ، والممثلة بمجلس النواب الكريم ، وفيها اضاءة واضحة بان رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور ، لن يتخلى ومهما كانت الصعوبات والضغوط ، عن القليل مما تركه له دستور الطائف الهجين من صلاحيات ، ومنها من هذا القليل ، حقه في توقيع او عدم توقيع المرسوم العادي ، احتراما لقسمه بالمحافظة على هذا الدستور ، والذي ارادته هذه الطبقة السياسية والحزبية ، مطية لرغبات ومصالح مذاهبها وجماعاتها .



الرسالة الثانية جاءت لمجلس القضاء الاعلى ، وفيها أضاء فخامته على جملة من التجاوزات غير المنتظرة من جانب المجلس المذكور في مشروع التشكيلات القضائية الذي اقره ، ومنها تجاوزات للدستور ولمعايير الكفاءة والاقدمية والانتاجية والنزاهة ، بالاضافة لتجاوز او عدم التقيد بالقوانين المتعلقة بتنظيم القضاء وبصلاحيته وبمضمون استقلاليته ، بحيث ذكَّر فخامته مجلسَ القضاء بان مفهوم استقلالية القضاء لا تعني مطلقا ، ان يدير المجلس الاخير ظهره للسلطة التنفيذية التي عليه التعاون معها احتراما لمقتضيات الدستور ، وان يخضع بنفس الوقت لسلطة زعماء الطوائف الذين عينوا اعضاءه عضوا عضوا وبالتمام والكمال ، فتخرج تشكيلاته ممهورة ببصماتٍ سياسية مذهبية معروفة ومشبوهة ، كان لاصحابها وما زال ، الفضل الاكبر في التأسيس لخراب وفساد وافساد البلاد والعباد .



الرسالة الثالثة جاءت ولو بطريقة غير مباشرة ، لامراء الطوائف رعاة قضاة مجلس القضاء الاعلى الكريم ، وفيها اكثر من تصويب وعتاب ولوم وتحميل مسؤولية ، عن دورهم الهدام في استمرار النزف الحاصل في عمل ومسؤولية ودور القضاء ، من خلال مثابرتهم على التدخل بعمله ، والذي اكثر ما نحتاج اليوم للخروج من الانهيار المالي والاخلاقي والاقتصادي والاجتماعي ، نحتاج له نظيفا عفيفا مستقلا موضوعيا ، صاحب ضمير مهني منزه عن السياسة وعن المذهبية وعن المحسوبيات .


 


وذكّر فخامته ايضا في رسالته هذه للقوى السياسية ، بانه " لن يكون هناك استقلاليّة للسلطة القضائيّة إن لم يتحرر القضاء من القيد الطائفي بتطبيق دقيق للمادة 95 من الدستور، في الوقت الذي اقدم فيه مجلس القضاء الاعلى ، وطبعا بتوجيه واضح من زعماء الطوائف الذين يؤخرون حتى الان اعطاء تفسيرهم للمادة المذكورة ، بتثبيت مستغرب و للمرّة الأولى بشكلٍ خطّي وصريح، مذاهب جميع المراكز القضائيّة في النيابات العامة وقضاء التحقيق ورئاسة جميع الغرف .



وتبقى الرسالة الاهم في رد فخامة الرئيس هي للثوار، او لمن لفّ لفّهم دون استثناء ...



لمن يفهم منهم حقيقة المشكلة في لبنان ، كي يرى ويلتمس ماذا قدم له رئيس الجمهورية عندما فتح النار على منظومة الفساد والهدر وقامت بوجهه سلاطين الرشوة والمال والسياسة الموبوءة ...


ولمن لا يفهم منهم ، لا حقيقة المشكلة ولا اي شيء آخر ، واطلق العنان لصراخ مشبوه مرتهن موجّهٍ رخيص ، بوجه من شكل نقطة مفصلية في تاريخ لبنان نحو الاصلاح الحقيقي ، وبوجه من وضع الاصبع على جرح مشكلة متمادية مستمرة منذ حوالي ثلاثين سنة ...


لمن ثار على الطبقة السياسية وعلى الفساد عن دراية وتصويب صحيح ، وكان صوته خافتا ضعيفا بعد ان طوقته ميليشيات الفساد والسرقة ، فجاءت رسالة الرئيس له داعمة ومحركة وملهمة ...


لمن ثار تحت شعار " كلن يعني كلن " في العلن وعلى العهد فقط في الخفاء ...


لمن ضعُف امام وعود مشبوهة ، فخرج من عباءة الرئيس ومن غطائه الصادق الشريف ...


لجميع هؤلاء جاءت رسائل فخامته ، فهل من يتعظ قبل فوات الأوان ؟؟



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top