إذا كنت من بين الذين يبكون بهدوء عند مشاهدة فيلم مؤثر، فإليك هذا التحذير: ضع بجانبك علبة مناديل ورقية إضافية قبل مشاهدة الأفلام المذكورة في هذا التقرير.
عندما كتب الناقد السينمائي الأميركي، كيفين لي، تغريدة الأسبوع الماضي سأل فيها الجمهور عن “أصعب شيء أبكاهم على الإطلاق في فيلم أو برنامج تلفزيوني”، لم يكن يتوقع هذا الهجوم العاصف ردا على تغريدته.
يقول: “في غضون أول ست ساعات، لم تكن الردود متوقعة على الإطلاق، ستندهش بعض الشيء عند سماعك الحقيقة”.
أغدق عشاق الأفلام السينمائية عليه بأسماء أفلام تسببت في كثير من الدموع، كما أثار اندهاشه أكثر من أي شيء آخر هو أن بعض الردود جاءت مصحوبة بقصص شخصية تفسر سبب الاهتمام بهذه الأفلام.
ويضيف: “كانت الردود جميلة للغاية، وكانت مختلفة جدا”.
استطاعت بي بي سي تحليل 35 ألف رد، وكان أبرز فيلمين اهتزت لهما المشاعر بالدموع، ليسا من نوع الملاحم أو الدراما الثقيلة، بل من نوع الأفلام الأسرية التي تحركت معها القلوب.
تصدر القائمة فيلم الرسوم المتحركة “كوكو”، من إنتاج ديزني/بيكسار، والفائز بجائزة أوسكار عام 2017، بفضل قصته القوية التي تحكي عن صبي مكسيكي يعبر إلى “أرض الموتى” ويكتشف أسرار عائلته أثناء محاولة تحقيق حلمه في أن يصبح موسيقيا.
ويليه في القائمة فيلم “مارلي وأنا” إنتاج عام 2008، ويحكي قصة تبنى الزوجين أوين ويلسون وجنيفر أنيستون لكلب مشاغب من نوع لابرادور، يرافقهما خلال حياتهما العائلية.
تصدر هذان الفيلمان القائمة مقارنة بأفلام أخرى، ولا يعد ذلك مسحا علميا بالطبع، ولكن ثمة قائمة تضم أفضل 10 أفلام مذكورة في تفاعل الجمهور مع تغريدة كيفين لي.
لم يندهش لي من تصدر فيلم “كوكو” للقائمة، وقال لبي بي سي: “أعجبني هذا الفيلم، ويزداد الإعجاب مع كل مشاهدة له”.
ويضيف: “القصة مؤثرة للغاية والشخصيات قريبة جدا في الحياة، أعتقد أن هذا هو ما وصل إلى الكثير من الجمهور”.
كما تضمنت قائمة أبرز عشرة أفلام، ثلاثة من نوع الرسوم المتحركة، جميعها من إنتاج ديزني/بيكسار، من بينها فيلم “فوق” الذي يعد فيلما تتناقله الأجيال، وفيلم “قصة لعبة 3” الذي وصفه موقع “بازفيد” بأنه “أحد أكثر الأفلام حزنا على الأرجح في هذا الجيل”.
ويقول لي إنه “عاشق” لأفلام الرسوم المتحركة لسهولة الانتقال إلى عوالم تخلقها، والغوص في أعماقها.
ويفسر قائلا: “تتمتع أفلام الرسوم المتحركة بحرية كبيرة من حيث ابتكار فكرتها الخاصة، وهذه الفكرة تسمو بالقصة التي تريد سردها، لذا فمن السهل جدا التجرد مع ترك القصة تأخذني إلى عالمها”.
ويقول إن ردود الجمهور ركزت عموما على نوعين من القصص المؤثرة.
ويضيف: “يبكي المرء لموت شخصية ما، إما لأنه أصبح مرتبطا عاطفيا بتلك الشخصية وحزن قلبه عليها، أو يشعر بنفس تفاصيل قصة الشخصية، لاسيما عندما يتذكر فقدان أحد القريبين منه”.
وتواصل معه أحد المستخدمين وأخبره أنه تأثر بشكل خاص عند مشاهدة فيلم “كوكو”، لأن جدته توفيت مؤخرا، (وتعد شخصية الجدة محور التأثير في قصة فيلم كوكو).
أفضل وأسوأ ما في البشر
يقول لي: “كانت السمة المشتركة الأخرى التي لاحظتها هي تلك الأفلام التي تستند قصتها إلى وقائع تاريخية حقيقية، وهي أفلام قائمة شندلر، الحياة جميلة، اختيار صوفي، إنقاذ الجندي رايان، قبر اليراعات”.
ويضيف: “توجد كثير من الأفلام التاريخية التي تُظهر أحلك فصول تاريخ البشرية وتصل بالفعل إلى الجمهور.
ويقول: “عندما يتعلق الأمر بأحلك فصول تاريخ البشرية، فهذا يجعلك ترى فيه أسوأ ما في البشر، ولكنك ترى أيضا أفضل ما في البشر، لذا فهي مدمرة لكنها مؤثرة أيضا بالفعل. لست متأكدا تماما إذا كنت تبكي دموع الحزن أم دموع الفرح”.
وتضمنت أبرز الاختيارات الأخرى دراما من ثمانينيات القرن الماضي ذات بطولة نسائية مثل “عبارات المودة” و”شواطيء” و”مغنوليا الصلب” إلى “المنتقمون: نهاية اللعبة” إنتاج عام 2019.
ويعتقد لي أن تغريدته الأصلية لامست المشاعر إلى حد ما بسبب الإغلاق الذي فرضه تفشي فيروس كورونا.
ويقول: “تفسيري الوحيد هو أنني لمست روح العصر في كيفية شعور الجميع باللحظة الراهنة”.
ويضيف: “أصبح الجميع الآن أكثر عزلة، يوجد كثير من الأشخاص بمفردهم في هذا الإغلاق”.
ويقول: “ربما جعل هذا المنشور كثيرين يرغبون في التواصل مع الآخرين، وقد فتح المناخ الحالي المجال أمام الناس لمشاركة المزيد من أمورهم الشخصية”.