"" – ايلي بدرانالازمة السياسية في لبنان تراوح مكانها، لا نية للأحزاب الحاكمة في الاستماع الى مطالب الثوار، في حين صم آذانهم عن المطلب الوحيد دفعهم الى الاستمرار بالبحث عن اسم رئيس الحكومة العتيد وكأنهم يبحثون عنه في مجاهل افريقيا.الاجراءات المصرفية المتبعة وان نجحت جزئيا بامتصاص هلع المواطنين على ودائعهم الا ان هبوط الدولار خلال اليومين الماضيين يقطع الشك باليقين بما يخص تطمينات امين عام حزب الله في احدى اطلالاته الاعلامية بأن الاموال مكدسة في خزائنه ودفع رواتب مؤيديه مضمون، وسط تأكيدات بأن الدولار يتوفر في السوق لسببين الاول رواتب حزب الله والثاني الجسر الجوي الذي ينقل الحزب بموجبه الدولارات من افريقيا الى لبنان عبر رجال اعمال يتنقلون يوميا من القارة السمراء الى لبنان.في المشهد السياسي لا تطورات الامور على ما هي عليه، سعد الحريري متمسك بتولي رئاسة حكومة تكنوقراط فقط لا غير، بينما التيار الوطني الحر وحزب الله لا يمكنهم الاستغناء عنه في الحكومة لأنه الوحيد القادر على اعادة كسب ثقة المجتمع الدولي، وكل الاتصالات السياسية وما يرشح عنها هدفها ذر الرماد في العيون.الواقع الاستشفائي على حاله، والاتصالات التي تعهد بها وزير الصحة جميل جبق لم تأتي بثمارها بعد، شركات استيراد الادوية تؤكد ان مخزونها يكاد ينفذ، ومصرف لبنان لم يقدم على اي خطوة يساعد الشركات للاستيراد، وبطبيعة الحال ينسحب واقع شركات استيراد الادوية على المستشفيات التي تؤكد ان استمرار الوضع سيؤدي الى اعلانها عدم قدرتها على استقبال المرضى.الشركات الخاصة مستمرة بإجراءات التقشف ان عبر تخفيض الرواتب ام عبر الاستغناء عن بعض موظفيها، والبعض الآخر ابلغ موظفيه عن نيته اقفال الشركة والانتقال الى احدى الدول العربية الاكثر استقرارا. تصاريح بعض السفراء تؤكد ان الازمة ستطول خصوصا بعد دخولهم على خط الازمة الاقتصادية للتصويب على حصرية السلاح بيد السلطات الرسمية وهو ما سمعناه جهارا من قبل السفير الروسي اليكسندر زاسبكين.وزارة الطاقة تتخبط، من جهة عينها على مناقصة استيراد النفط التي ستجري الاثنين وسط اشاعات عن نيتها ارساء الفوز على شركة مقربة من التيار الوطني الحر.الى متى سيبقى صمت بعبدا ومتى ستحدث الاستشارات النيابية تلك الضوضاء التي طال انتظارها اسابيع، والاهم من الاستشارات هل وصلت رسالة الشارع الثائر الى رؤوس اللاعبين السياسيين؟ عائلة السائق العمومي لم تأكل قبل ايام بسبب اضراب المحطات، وغدا عائلات اخرى لن تأكل بسبب اضرابات من نوع آخر وآخر وأخر، ادارة مقدرات البلاد من قبل الطبقة السياسية الحاكمة بدأت تعيد الى اذهان البعض مشاهد مجاعة الحرب العالمية الاولى، فمن هو جمال باشا السفاح في العام 2019.