2024- 05 - 05   |   بحث في الموقع  
logo دار الفتوى: النزوح السوري قضية إنسانية تعالجها الحكومة والشغور الرئاسي أمر مضر logo "من مانحين صغار"... اليكم حصيلةُ تبرعات حملة ترمب! logo "غرباء خطيرين"... 13 معتقلاً لا علاقة لهم بجامعة كولومبيا! logo بعد شنه هجوما بسكين... الشرطة الأسترالية تقتل مراهقاً! logo "مخاطرة أمنية"... اميركا تدمج الذكاء الاصطناعي بالطائرات المقاتلة (صور) logo بوتين يشارك بقداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو logo التعديلات على الورقة الفرنسية انتهت.. واتصالات سياسية تسبق “جلسة النزوح” في البرلمان logo سجالات حادّة بشأن ملف النازحين السوريين.. ميقاتي يطلب جلسة نيابية “لوضع حد للاستغلال”
الشارع يأخذ بـ"نصيحةِ" الحريري: "مش طالعين"
2019-10-22 07:20:20

""- ملاك عقيلفي اليومِ الخامسِ لـ "انتفاضةِ المقهورين"، تسلَّق الجميع فوهة البركان. إمّا الانفجار أو "معجزة" ما تقود غليان الحناجر والسلطة المرعوبة الى حلّ لمأزق استخف كثيرون من أهل الحكم بإمكانِ حدوثه بين ليلة وضحاها.وصول مواكب رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء الى جلسةِ "اليوم الكبير" في قصر بعبدا الاثنين، لم يشبه سيناريو أيّ جلسةٍ أخرى. إجراءات أكثر من استثنائيّة واكبت مسار موكب الحريري من لحظة انطلاقه من بيت الوسط وصولًا الى "ثكنة بعبدا".أما باقي الوزراء، فاتّكلوا على أمنهم الخاصّ لتأمين مسالكٍ "آمنةٍ" من حيث همّ الى قاعة مجلس الوزراء، مع العلم، أنّ بعضهم انتقل بموكبٍ وهميٍّ تجنّبًا لاحتكاكاتٍ مع المتظاهرين الذين اقترب بعضهم من "المنطقة المحرّمة" على مسافةٍ قريبةٍ نسبيًّا من السدّ العسكريّ على مفرقِ القصرِ والذي توزَّع بين قواتٍ خاصّة من الجيش والحرس الجمهوري. بالتزامن، كان تقاطع الشفروليه، اقرب نقطة الى القصر الجمهوري، يلتهب بالإطارات المشتعلة وصراخ المتظاهرين مع مفاوضاتٍ لفتحِ الطريق التي بقيت مقطوعة على مدى خمسة أيامٍ.أمرٌ غير مسبوقٍ في تاريخ حكومات لبنان، أن يسعى وزراء بوجود رئيس جمهورية ورئيس حكومة داخل غرفة مغلقة للخروج بحلِّ "يُداوي" تداعيات عجز السلطة الحاكمة منذ التسعينيّات و"عدّاد" الـ 72 ساعة فوق رؤوسهم. حين دخلَ أركان الحكومة قاعة مجلس الوزراء كان يتبقّى من المهلة التي منحها الرئيس سعد الحريري لنفسه كي يسمع أجوبة "الشركاء في السّلطة" حول الاصلاحات المطلوبة سبع ساعاتٍ فقط. مهلة "سورياليّة" من أجل معالجة ثقل السياسات الكارثيّة لعهودٍ مضَت والتي قُدِّر لميشال عون أن يحمل إرثها، فإذ بـ "فشّة خلق الشّارع" تصيبه بشكلٍ مباشرٍ كونه المعنيّ الاساس برفعِ شعاراتٍ ربما أخطأ باعتقاده أنّ ثمة من سيلاقيه الى نصفِ الطريق لتحقيقها مع التخلي عن كلّ مكاسبه السلطويّة السّابقة!بالمقابل، التأمت حكومة "تحديد المصير" وسط مفارقة أسقطت الحجّة التي رشق البعض بها "ثورة الشارع" باتهامه بالانصياع لأمرٍ خارجيٍّ وتمويل السفارات. فبعد الكلام الواضح لامين عام حزب الله السّيد حسن نصرالله باعتبار حراك الشارع ضغطًا مشروعًا وفرصة يجدر بالحكومة تلقفها، جاء بيان وزارة الخارجية الاميركية كي يفتي بالنصيحة نفسها إضافة الى تطمينات الاوروبيين ثم بيان وزارة الخارجية الايرانية المُبشِّر بـ "اجتياز الازمة"، ما أراح أركان الحكم بأنّ الغطاء الدولي أقلّه لم يُرفَع عن حكومة الحريري!مع ذلك، الشارع لم يهدأ بعد وخزة "إبرة المخدر". "ورقة إصلاحات" غير مسبوقةٍ ومتأخِّرة جدًّا أتت تحت ضغط "بهدلة" الشارع وأطول مقرّراتٍ في تاريخ جلسات مجلس الوزراء لم تكن على قدر المطلوب، طالما أنّ الانتفاضة نادت بإستقالة الحكومة و"طلوع".هي فرصةٌ طلبتها الحكومة "المرعوبة" التي أغرقت نفسها في بنودٍ إنشائيّةٍ فضفاضةٍ كان يمكن أن تبلّ يدها فيها منذ الحكومة الاولى للعهد، مع "معجزةٍ" يستحيل أن تتحقَّق بالحديثِ عن تحقيقِ عجزٍ في موازنة 2020 يلامس الصفر وهو الامر الذي اعتبره الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان، "غير واقعيٍّ بسبب الدين الى الناتج المحلي والفوائد المرتفعة على الدين والتي تلامس الـ 8%". فيما كان لافتًا، تبنّي الحريري مطلب المتظاهرين بحصول انتخاباتٍ نيابيّة مُبكرة متجاهلاً بشكلٍ تامّ مطلب إسقاط الحكومة، والكثير من البنودِ الاصلاحيّة التي كان يمكن أن تُحدِث صدمة ايجابيّة وترسم علامات الخجل والحرج على وجوهِ المتظاهرين فتخرجهم من الشارع... ولو لحينٍ.أما إلغاء الضرائب وإقرار مساهمة المصارف في خفضِ العجزِ وتجميد الانفاق الاستثماري غير الضروري، فهذه نقاطٌ تعدّ بمثابة الدليل القاطع لكثيرين بأنّ الحكومة الحالية مارست عملية احتيال كبيرة تبدّت من خلال رفضها لآخر لحظةٍ التراجع عن فكرةِ الضرائب وجرّ اصحاب المصارف الى المساهمة في جزءٍ من ورشة تفادي الانهيار الكبير مع تطنيشها المستمرّ على وضع اليد على مكتسبات أصحاب المصارف من الهندسات المالية السّابقة. وها هو الردّ يأتي من خلال تحرّكات احتجاجيّة أمام مصرف لبنان عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء.لكن أهمّ ما رصد في ساعات ما بعد إعلان الحريري عن ورقةِ إنقاذ وجه الحكومة تأكيد قريبين من رئيس الجمهورية، "بأنّ حراك الشارع نجَح، وبفضله أجبرنا الحكومة على السير بجزءٍ كبيرٍ ممّا كنا نعاني لتحقيقه في الاشهر الماضية"، في مقابل "رهان حريري" على تجاوب المتظاهرين مع الرسالة "العاطفية" التي وجَّهها اليهم... أما الشارع، فقرَّر الأخذ بنصيحةِ رئيس الحكومة الذهبيّة "ما قمنا به ليس لتطليع الناس من الشارع... ثقة الشارع يجب أن نكسبها وأنا محلهم ما بعطيها!".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top