2024- 05 - 05   |   بحث في الموقع  
logo بوتين يشارك بقداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو logo التعديلات على الورقة الفرنسية انتهت.. واتصالات سياسية تسبق “جلسة النزوح” في البرلمان logo سجالات حادّة بشأن ملف النازحين السوريين.. ميقاتي يطلب جلسة نيابية “لوضع حد للاستغلال” logo فصائلٌ عراقية تعلن استهداف ميناء حيفا! logo رشقٌ بالماء والبيض... سياسي فرنسي في موقف "محرج" (فيديو) logo "اختراق 6 آلاف اجتماع أمني"... فضيحةٌ تهزّ الجيش الالماني! logo "بين وشيكة ومعرقلة"... تفاصيلٌ حول صفقة غزة! logo اسرائيل تعلن اغتيال مسؤول "بارز" في حركة الجهاد!
الثوّار: طرد السفارة أمرٌ واجبٌ
2019-10-22 07:20:16

"" - عبدالله قمح"تدُسّ" واشنطن رأسها في كلّ شيءٍ تقريبًا. البارحة مثلاً، وزَّعت أوامِرَ عمليّاتٍ إلى قناة "الحرّة" بوجوب متابعة الاحتجاجات في لبنان عن كثبٍ. سُرعان ما ظهرَت الترجمة من خلال تفريغِ هذه الاخيرة مساحات عريضة لتناول الملف اللبناني.أكثرُ من ذلك، أبدت واشنطن، استعدادها لتوفيرِ خطوط "كارت بلانش" سياسيّة لصالحِ القناةِ، نتحدَّث هنا عن خطوطٍ سياسيّة أميركيّة الطابع على شكلِ التصريح الرسمي الذي أدلى به قبل يومَيْن أحد مسؤولي وزارة الخارجية.مثلهم، فعلت وتفعل قنوات عربيّة أخرى، لاقت الاحتجاجات وفق مزاجها. مثلاً، "الجزيرة"، تتعمَّد الاشارة دومًا إلى أنّ الشعب الثائر في ساحات لبنان ينتفِض على حكومةٍ يتمتَّع حزب الله والتيار الوطني الحر فيها بأكثريّة مطلقة. عجبًا! لماذا تشير عمدًا إلى هذه الفكرة بالذات في وقت تغيِّب اسباب نزول الناس إلى الشارعِ؟ ولماذا تُصِرّ بعض القنوات على تحويلِ "الخروج" عمدًا إلى سياقٍ سياسيٍّ صرفٍ لا إقتصاديٍّ محضٍ؟ إنه الإستغلال بعينه!لا عجب في ذلك، طالما أنّ لبنان ما زال يقبع على صفيح النزال السياسي الساخن ذاته، وبالتالي يصبح منطقيًّا تحوير الحقائق وتحويلها إلى أدواتٍ سياسيّةٍ، بالضبط كما يفعل الاميركيّون الآن، وهم يحاولون "ركوب الموجة" وتأمين موقعٍ لهم.وأصلاً، مثل هكذا تحرّكات شعبيّة تجدها واشنطن بمثابة بيئة صالحة للاستثمار وتسويق الأفكار، وإنطلاقًا من طبيعة الذهنيّة الاميركيّة القائمة على منطقِ الاستغلال والاستفادة، لا يصبح الأمر مستغربًا أبدًا ان تحشر رأسها في قضية لبنانية صرف على شكل "انتفاضة" وتحاول صبغ أناملها فيها.وهناك أكثرُ من تجربةٍ على هذا الصعيد، في مصر مثلاً وبشهادة المصريين، حرف الأميركيّون الثورة وحوّلوها الى مؤسسةِ استثمارٍ سياسيٍّ أميركيٍّ صرفٍ، وكذلك أوكرانيا وبلدان أميركا اللاتينيّة، التي ما كانت ثورة تقوم إلّا وتحشر واشنطن أنفها فيها، فإمّا تفرطها من بكرة أبيها أو تخترقها وتجعلها مركزًا صالحًا بغية جني الأرباح السياسيّة.ثمّة أكثر من علامةٍ تُشير إلى ظهورِ وضعيّات أميركيّة مُشابِهة ومُستَغرَبة في لبنان. على الصعيد الدبلوماسي، تُكافِح السفارة في بيروت من أجل العمل على أكثرِ من مستوى:سياسيًّا، من خلال التواصل مع سياسيين من قائمة الاصدقاء واستطلاع مواقفهم واستقاء المعلومات منهم حول ما يجري بدقة. وبينهما، تفتح عوكر "دكانة" النصح إلى ساسة كبار، كرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وتحثه على عدمِ تركِ موقعه والاستقالة. على صعيدٍ آخر، تضخّ عبارات الدّعمِ لصالحِ حلفاءٍ سياسيين من أحزابِ "جرِّب تحزن" وتشدّ على أيديهم لدخولِ الحراكِ.لوجستيًّا، من خلال محاولات ركب موجة الإنتفاضة، أي إستغلال الحراك في مراحله المُقبِلة بعدما بدأ بشكلٍ عفويٍّ، من خلال مستوياتٍ عدّة:توجيهيًّا، من خلال وسائل إعلام محدَّدة تنكبّ على محاولة حقنِ المُتَظاهرين بمواقفٍ معدّة سلفًا، بالاضافة طبعًا إلى الاستفادة من قدراتِ بعض الناشطين. وكذلك، سياسيًّا، من خلال تأمين إنتقالٍ هادئ لبعضِ الوجوهِ من ضفّةٍ إلى أخرى.إذًا، الهدف الأميركي "السّهل" هو محاولة إختراق الحراك وحرفه عن أصوله وإدخال تغييراتٍ سياسيّةٍ دراماتيكيّة عليه، أحد أشكالها اليوم يظهر في نقلِ الخطاب من مطلبي حقوقي الى سياسي.هذا الأمر ليس مستغربًا، بل ما هو مستغربٌ عدم لجوءِ الأميركيين إلى الاستثمار في الثورات، ومنطق الاستثمار هذا يقع في صلب النظرة الأميركيّة.المجموعات المُنتَفِضَة باتت في واردِ إدراكِ هذه المشاريع، لهذا بدأت منذ الآن عمليّات التدعيم والتحصين والتوعية. من هذه النماذج مثلاً، اشتراط قبول الدعم أو المساعدات من خلال جهاتٍ ذات هويّات صريحةٍ وواضحةٍ وغير ملطخةٍ، لا بمؤسّساتٍ إجتماعيّةٍ مدعومة أميركيًّا، ولا من خلال أشخاصٍ "مشبوهين".وثمّة من بدأ يشير إلى محاولاتٍ من هذا النوع من بينها محاولة لإغواءِ بعض المجموعات. لكن يبدو أنّ مناعة "الحراك" متينة إلى حدٍ كبير.في المقابل، هناك تكاسلٌ مرفوضٌ تتّضِح معالمه كلَّما توسَّع حجم الحراك، إن على صعيد الخطاب السياسيّ "الثوريّ" أو في شأن الخطط، بل ثمّة ضياع في الخطاب السياسيّ المُتَقَلِّب بين طرفٍ وآخر، وهذا عاملٌ سلبيٌّ في حراكٍ من هذا النوع قد يضعه على سلّم الفوضى وقلة التنظيم، وعند رسوخه في الأرضِ يصبح من الصعبِ تصحيحِ المسار.وبالتالي، من الضروري التفكير الآن ببناءِ لجانِ تنسيقٍ تنظيميّةٍ، أوَّلاً من أجل منعِ حرفِ الحراك عن غاياته، وثانيًا، تنقيته من الشوائبِ، وثالثًا، تدعيمه وتمتينه وزيادة مناعته في سبيل نزع محاولات إختراقه إن وجدت، وفي شكلٍ أساس، القيام باللازم قطعًا للطريق على تسلّل السفارات الساعية إلى الاستثمار، وهذا فعل أمر واقعي سيختبره الحراك أكثر في الأيام المقبلة.والتهديد الأكبر الزاحف نحو الحراك فضلاً عن المصالحِ الشخصيّة والأنانيّات، مصادر السلطة، التي لا يبدو أنّها تتصرَّف معه على أساسِ أنّه "عضو شارد" أو أنّه "مرض في الجسدِ" يجب استئصاله. وعلى هذا الاساس، فإنّ تقديرات المواجهة مرتفعة النسب كلما زاد الحراك من عمره وإرتفعت قدرته، فلا يجب النوم على حريرٍ أمام سلطة خاضت عام 2015 تجربة وأدِ الحراك ونجحت.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top