كثرت التكهنات والتحليلات عن الجهات او الشخصيات الي تمول ساحة الاعتصام في طرابلس، نظرا لما تميزت به من تنظيم وانضباط وامكانات على صعيد تأمين الطعام والمياه واجهزة الصوت والمفرقعات.
البعض حاول الغمز من قناة جهات سياسية او حزبية، والبعض الاخر وضعها في عهدة طامحين للدخول الى حلبة السياسة، لكن الحقيقة الثابتة كانت في مكان اخر وربما لم تخطر ببال هؤلاء وتحديدا اصحاب النوايا الخبيثة منهم.
على مدار الأيام الماضية سلطت الاضواء في لبنان وخارجه على ساحة عبد الحميد كرامي (النور) حيث الاعتصام الأكبر بعد العاصمة بيروت وربما فاقها عددا وتنظيما بحسب بعض المتابعين.
البحث عن الممولين للاعتصام قد يكون مبررا، فهنا في الساحة التي تستضيف يوميا عشرات الآلاف من المواطنين من الشمال وخارجه أشياء كثيرة متوفرة مجانا للمشاركين من مياه للشرب وعصائر ومأكولات وحلويات وقهوة وإسعافات أولية ومفرقعات واجهزة صوت لبث الأغاني الوطنية والثورية فضلا عن اعمال التنظيف وتوزيع اكياس للنفايات، على نحو يوحي بان هناك جهة تقف وراء هذا الدعم المستمر والآخذ بالاستمرار والتطور وفق المعلومات.
وبحسب المنظمين من شباب “حراس المدينة” الجهة المسؤولة عن ضبط الامن في الساحة، فان التمويل بكامله يأتي من متبرعين من طرابلس والشمال وحتى من بيروت، يعملون على تقديم كل المستلزمات وهم على الدوام يتصلون ويعرضون ما يمكن ان يقدموه من وجبات غداء او عشاء او مياه وغيره وكان آخرهم “بن نجار” الذي بدأ بتقديم القهوة مجانا في الساحة.
ويتابع هؤلاء: “يوميا نتلقى العديد من الاتصالات من أشخاص يرغبون بالتبرع وفي بعض الأحيان عرض علينا وجبات غداء من اكثر من جهة واعتذرنا عن استقبالها لعدم حاجتنا لها بعدما إكتفينا”
ويضيف هؤلاء: “نحن مهمتنا الاعمال اللوجستية في الساحة فضلا عن توزيع ما يصل إلينا من تبرعات لدعم المعتصمين “.
وتشير مصادر متابعة الى ان الأجواء الاحتفالية والحضارية التي ظهرت بها طرابلس خلال الايام الماضية شجعت المواطنين من مختلف المناطق للمجيء اليها والتبرع لحراكها، لافتة الى ان الجهود التي بذلت على مدار عقود لتجميل صورتها وتشجيع المواطنين لزيارتها تم تحقيقه بخمسة ايام فقط من الانتفاضة.