رسالة سورية للرئيس عون: لا عودة للنازحين
2019-06-14 01:14:14
- فادي عيد
بدأت أوساط محلّيّة بقراءة متمعّنة لإنسحاب الوفد السوري أثناء إلقاء رئيس المجموعة العربية وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان كلمة لبنان الرسمية في مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف. كلمة لبنان التي ألقاها أبو سليمان بعد الإتّفاق على مضمونها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تطرّقت إلى الموقف اللبناني الرّسمي من قضيّة النزوح السوري والإستضافة الإنسانية لهم، كما الإنعكاسات السلبية للعمالة السورية في منافسة تلك اللبنانية.
وإذ اعتُبِرَ الإنسحاب السوري رسالة مباشرة للموقف اللبناني الرّسمي، وتحديداً لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، مفادها أن "النظام السوري لن يقبل بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم مهما اعتلى لبنان من منابر دولية". وكان عون قد عبّر في أكثر من مناسبة عن عدم قدرة لبنان في الإستمرار بتحمّل عبء الوجود السوري، وتحديداً في ما خصّ العمالة التي تنهش من أرزاق اللبنانيين.
وبعد أن سرى كلاماً في الأروقة الديبلوماسية في جنيف عن أنَّ الإمتعاض السوري جاء رفضاً لاعتبار لبنان أنَّ النزوح السوري يُشكّل منافسة عمّالية للبنانيين، تساءل محلّلون سياسيون عن جدوى الدّعوات للتفاوض مع النظام السوري من قبل بعض الأطراف اللبنانية، وسط عدم إحترام هذا النظام لكلّ الأصول الديبلوماسيّة، ومكابرته في عدم الإعتراف بأبسط الإرتدادات التي نتجت عن أزمة النزوح السوري على الإقتصاد والمجتمع اللبناني. فهل في مقاطعة كلمة الجمهورية اللبنانية يظنّ الجانب السوري أنّه يستطيع إخضاع الموقف اللبناني والقرار السيادي لمشيئته، وهل تناسى أنَّ الخطوط الحمراء التي رسمتها الدولة اللبنانية بإجماع الرئيس عون والحكومة اللبنانية، وتجسّدت بخطة وزارة العمل اللبنانية لمكافحة العمالة الأجنبية، لا رجوع عنها مهما بلغت الرسائل من مدى؟
وكالات