كسر الرئيس نجيب ميقاتي الصورة النمطية للعلاقة بين أكثرية النواب والمرشحين للإنتخابات النيابية وأبناء المناطق الشعبية في طرابلس والقائمة على الزيارات الموسمية لتقديم ما أمكن من خدمات والحصول على أكبر قدر من الأصوات، فجاءت جولته أمس على بعل الدراويش في باب التبانة لتؤكد على متانة العلاقة مع أهلها بعيدا عن الحسابات السياسية والإنتخابية وعن أية مصالح أخرى، حيث شدد ميقاتي على أنه غير مرشح للإنتخابات ولن يتخلى عن أهله وناسه وعن مدينته بشكل عام.

الرئيس ميقاتي أمضى يوما طرابلسيا بإمتياز، بدأه من مركز العزم في باب الرمل، حيث إستقبل وفودا شعبية ومخاتير ونقابات وحشد من أهالي المنطقة، وبعد آداء صلاة الجمعة في مسجد العزم، إنتقل الى محلة بعل الدراويش في التبانة، بدعوة من أنصار تيار العزم في الأحياء الشعبية الذين سبق أن زاروه في دارته في الميناء ووجهوا له الدعوة لزيارتهم، بهدف الإطلاع على أوضاعهم والإستماع الى مشاكلهم.

في بعل الدراويش، جال الرئيس ميقاتي بين المنازل والأحياء، متفقدا أحوال الناس مستمعا الى معاناتهم وحال التهميش الذي إعتادوا عليه، فكان المشهد أشبه بلقاء العائلة الواحدة التي تنتظر كبيرا تفتح له قلبها بعيدا عن البروباغندا والاستعراض، فكانت اللقاءات بسيطة، هادئة، صادقة، قريبة من القلب، في حين تسابق المواطنون لإلقاء التحية، لإلتقاط صورة، لقول كلمة حق بأن من قاد البلد وأوصلها الى بر الأمان لم ينس يوما طرابلس ومناطقها الشعبية التي تستوطن قلبه وعقله.

أبدى الرئيس ميقاتي إهتماما بالغا بمطالب الناس وأعطى توجيهات سريعة لتلبيتها، فتجاوز الوعود الى زرع الطمأنينة في النفوس، والى التأكيد بأنه ما يزال على إلتزامه بإحتضان ورعاية تلك الوجوه الثابتة على الحق والتي لم تبدلها ظروف، ولم تغير قناعاتها إغراءات.

لم ينس الرئيس ميقاتي أطفال بعل الدراويش الذين رافقوه في جولته وصولا الى ملعب كرة القدم الذي وعد ميقاتي بتأهيل أرضيته وبتجهيز كل الأطفال من اللاعبين بالتجهيزات الرياضية من ألبسة وأحذية وكرات لتفعيل الرياضة في المنطقة ولإشغال الناشئة بالعلم والفن والمهارة والأخلاق وإبعادهم عن المفاسد التي تجتاح المجتمع.

في بعل الدراويش سمع الرئيس ميقاتي من الأهالي كلمات صادقة عبرت عن التقدير لرجل لم يخلف وعدا أو موعدا معهم ولم يفارقهم في الشدائد والأزمات، بل حافظ على متانة وإستمرار هذه العلاقة التي تتجاوز المناصب والمشاغل والهموم، وكأنها عقد قديم يجدد في كل مرة بالحب والثقة والوفاء والعطاء والإنتماء.

هكذا أراد أن يجول نجيب ميقاتي في بعل الدراويش وأن يلتقي كوادرها في دارة فواز الحروق بحضور مسؤول أنصار تيار العزم في المناطق الشعبية مازن حمامي، لا كرئيس أو سياسي يزور منطقة، بل كراعٍٍِ ومسؤول أخذ على عاتقه الإهتمام بأهلها من خلال جمعية العزم والسعادة الاجتماعية ومؤسساتها ومستوصفاتها التي تعمل بوتيرة يومية منتظمة ومستدامة بعيدا عن أي إستحقاق سياسي أو زمن إنتخابي أو ضجيج شعبي. 

موقع سفير الشمال الإلكتروني