حذّر المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب من دخول لبنان مرحلة من الضغوط القصوى خلال الأسابيع المقبلة، معتبرًا أن هذه الضغوط أميركية الطابع وتهدف إلى دفع لبنان للالتزام بمسار إقليمي محدّد في التوقيت والأداء.
وأشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان تتمّ بـ”رعاية أميركية كاملة” ومن خلال غرفة عمليات مشتركة، قبل أن يتولّى المبعوثون الأميركيون استثمار تلك الاعتداءات سياسيًا ودفع العملية التفاوضية في اتجاه يخدم أجندتهم.
ورأى طالب أن واشنطن تعتمد لعبة شدّ وجذب تقوم على إيهام الدولة اللبنانية بأن التفاوض قد يفتح باب الحلول، مقابل استمرار الغارات الإسرائيلية المترافقة مع عروض ذات طابع اقتصادي، في محاولة لجرّ لبنان إلى مفاوضات تتخطّى الإطار التقني الذي حدّده المسؤولون اللبنانيون.
كما نبّه إلى أن إدراج البعد الاقتصادي في المشهد لا ينفصل عن الأطماع الإسرائيلية بالثروات النفطية اللبنانية ومساعي العدو لإعادة ترسيم الحدود وفق شروط يعتبر أنها باتت قابلة للتنفيذ، مستفيدًا من اعتداءاته واحتلاله المستمر.
ودعا المفتي اللبنانيين إلى الوحدة والتماسك وعدم توفير أي بيئة تشجّع العدو على المضيّ في اعتداءاته، والتشبّث بما تؤكده بيانات اليونيفيل والأمم المتحدة حول التزام لبنان بوقف النار، إضافة إلى دور الجيش اللبناني وخصوصًا جنوب الليطاني.
وختم طالب مؤكّدًا أن لبنان مقبل على أسابيع وربما شهور صعبة، لكنها قابلة للتجاوز إذا أحسن اللبنانيون استثمار المناخين العربي والدولي الرافضين للتصعيد، والاستفادة من المبادرات والتحرّكات الدبلوماسية، مع الحفاظ على وحدة الموقف والرؤية في هذه المرحلة المصيرية.