كتب ميشال حايك في يسوعنا:البحر توقّف لحظة ليصغي، وكأن السماء انحنت فوق المدينة لتضمّد جرحًا عميقًا لا يلتئم
بيروت اليوم، لم تحتج اليوم خطابًا… احتاجت قلبًا يمشي بين الألم، يمسح دمعة، يبارك مجروح، ويقول: "سلامي أتركه لكم… ليس كما يعطيه العالم".
جاء البابا الى المرفأ ليلمس قلوبًا مكسورة. ليضع أذنه على نبض أمٍّ لم تعد تسمع سوى اسم ابنها بين دقّات قلبها. وقف بين الأهل، بين من حملوا صور أحبّتهم.
وقف البابا لاون أمام دموع الأمهات.
وقف ليقول إن بكاءهنّ صلاة، وإن صبرهنّ أعجوبة تنتظر القيامة.
وقف ليقول إن الربّ لم ينسَ، وإن السماء لا تنام، وإن العدالة ليست ملفًّا بل وعدٌ مكتوب بيد الله.
مدّ البابا يده نحو الآباء الذين فقدوا أبناءهم، نحو الزوجات اللواتي ينتظرن طرقًا على الباب لن يأتي، نحو الأطفال الذين كبروا قبل وقتهم لأن الموت سرق طفولتهم في لحظة.
قال لهم بصمت أكثر من ألف عظة: "لستم وحدكم… وجعكم وجع الكنيسة، وصوتكم صوت المسيح المصلوب".
قيامة بيروت، مهما تأخرت، ستأتي…
الله لا يترك مدينة صُلِبَت مرتين: مرة بانفجار، ومرة بالإهمال.
The post مرفأ بيروت بكى لحظة رجاء appeared first on Lebtalks.