تحوّل معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس الى متحف مفتوح يروي حكايات سيارات من الزمن الجميل على عجلات من التاريخ الذي إستعادته جمعيتا “سواء مننجح” برئاسة ديانا درنيقة، و”آفاق الاجتماعية” برئاسة رولا المراد بالتعاون مع سمير المصري لتنشّط الأذهان وتعيدها الى حقبات زمنية كانت فيها هندسة السيارات فنا راقيا قبل أن تكون صناعة.

معرض السيارات الكلاسيكية في طرابلس 2025، شكل ماضيا أنيقا، وحاضرا شيقا، وإستقطب عشاق الأصالة ومحبي التاريخ الميكانيكي، وقدم أكثر سيارات من الطراز النادر تجاوز عمر بعضها أكثر من نصف قرن.

يهدف المعرض الى إبراز القيمة التراثية لهذه السيارات التي تشكل جزءا من الذاكرة الجماعية، ويحمل بعدا إنسانيا كون ريعه سيقدم الى مركز المدمنين، ويؤكد في الوقت نفسه، على أن طرابلس كانت وما تزال وستبقى مركزا للابداع، تشكل من خلال أفكار وتطلعات أبنائها ولا سيما سيداتها عامل جذب للزوار الذين غصّ بهم المعرض أمس من كل المناطق اللبنانية.

المعرض إفتتح برعاية وزيرة السياحة السيدة لورا الخازن لحود، بحضور النائبين أشرف ريفي وجميل عبود، رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبدالحميد كريمة، رئيس إتحاد بلدية الفيحاء الدكتور وائل زمرلي، رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي الدكتور هاني الشعراني، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وجمهور كبير من اللبنانيين.

بداية النشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من إبراهيم توما، ثم ألقت رئيسة جمعية آفاق الإجتماعية رولا المراد كلمة رحبت فيها بالحضور في طرابلس مدينة التراث والتاريخ والجمال في هذا الحدث المميز الذي يجمع بين الأصالة والذوق الرفيع، معرض السيارات الكلاسيكية المقام على أرض معرض رشيد كرامي الدولي هذا المعلم العريق الذي يشهد عودة الحياة إليه.

وقالت المراد: معرضنا اليوم ليس فقط مجرد عرض للسيارات بل إحتفاء بذاكرة تسوقنا من الماضي إلى الحاضر، هي قصة حب وشغف وتاريخ، هي فكرة لتحف فنية تنبض بالحياة وتروي قصص اجيال فكل واحدة من هذه السيارات تحمل روح أصحابها وتعكس حبهم للتاريخ والجمال.

وأضافت: لقد جمع هذا الحدث أكثر من مئة وخمسون سيارة كلاسيكية نادرة قدم بها أصحابها بحب من مختلف المناطق للمشاركة بإحياء هذا الحدث الذي نريده نافذة تظهر الوجه المشرق لمدينتا طرابلس القادرة أن تلعب دورها كجسر بين المناطق وكمنبر حضاري متنوع، آملين أن يكون هذا الحدث خطوة جديدة على طريق تنشيط السياحة الداخلية وتعزيز روح التعاون.

ثم ألقت رئيسة جمعية سوا مننجح ديانا درنيقة كلمة وجهت فيها التحية الى والدها الوزير السابق مصطفى درنيقة الذي تولى في حقبة ماضية رئاسة مجلس إدارة المعرض، وقالت: فكرتنا من هذا الحدث لم تكن مجرد عرض للسيارات الكلاسيكية بل كانت فكرة تنموية وإنسانية في ٱن واحد نريد من خلالها أن نعيد إلى طرابلس دورها الطبيعي كمركز للابداع والفن والسياحة وان تؤكد أن هذه المدينة تستحق أن ترى وتحتضن وتدعم .

كما أردنا أن نحمل رسالة اعمق وهي رسالة تضامن ومحبة تجاه ابنائنا واخوتنا الذين يعانون من ٱفة تمس المجتمع بأسره وهي الإدمان على المخدرات، فيسرنا أن نعلن أن ريع هذا الحدث سيخصص لدعم مركز علاج المدمنين على المخدرات ومساعدتهم على التعافي والعودة إلى الحياة الكريمة.

وأضافت: هذا الحدث اليوم كان ثمرة تعاون بين جمعية آفاق وجمعية سوا مننجح مع ناشطين في طرابلس كالشاب سمير المصري والاستاذ فواز خوجة، والاستاذ ابراهيم توما السيدة ميرنا الاحمد السيدة رانيا والانسة كارن فرح من الكورة .هذا التعاون يدل بالطبع على أهمية التعاضد والشراكة من أجل خدمة طرابلس وتنشيط مبادراتها الثقافية والسياحية.

وختمت درنيقة: واخيرا إلى طرابلس نقول: ستبقين مدينة الحياة مدينة العطاء مدينة الأصالة التي تشرق من جديد بجهود ابنائها ومحبيها.

بعد ذلك تنقل المشاركون في حفل الافتتاح بين السيارات الكلاسيكية التي فرضت حضورها على المكان، وسط عروض موسيقية غنائية أضفت أجواء مميزة على المعرض.