اعتبر العلّامة علي فضل الله أنّنا "اليوم أحوج ما نكون، وسط التوتّرات والأزمات المعيشيّة والاجتماعيّة، وعدم الاستقرار السياسي والأمني، إلى تلك النفوس الطيّبة المعطاءة التي تبثّ من خلال ابتسامتها بذور التفاؤل والأمل في الحياة. فالحياة لا تُبنى بزارعي اليأس والكآبة، بل بأصحاب القلوب المشرقة."

وأشار فضل الله، خلال لقاءٍ حواريّ في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعنوان "مفهوم الابتسامة في الإسلام"، أجاب خلاله على عددٍ من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة، إلى أنّ "بعض الناس يظنّ أنّ التبسّم ينافي الوقار ويقوّض الهيبة، وهذا وهمٌ لا أصل له، لأنّ الابتسامة الرقيقة الصادقة لا تتعارض مع الوقار والجدّية، بل تضفي على صاحبها سحرًا وهيبةً ناعمة".

وخَلُص إلى القول: "ليكن المبدأ أن نبتسم دائمًا؛ في بيوتنا، في شوارعنا، في أحاديثنا وتعاملاتنا، وفي كلّ لقاءاتنا، حتّى في لحظات الحزن واليأس. فمن مسؤوليّتنا، إن كنّا مهمومين، ألّا نزرع البؤس في قلوب الآخرين، بل أن ننشر الأمل والسرور في نفوسهم".

وحول سؤالٍ عن الوضع في لبنان، قال: "قد تصدر بين الحين والآخر تهديدات بشنّ عدوانٍ واسع على لبنان، ترافقها تصريحات لمسؤولين دوليين ومناورات عسكريّة لإسرائيل. كلّ ذلك يدعونا إلى الحذر واتّخاذ الاحتياطات اللازمة، وإن كنّا نرى أنّ معظمها يدخل في إطار الضغط النفسي والتهويل العسكري لدفع الدولة اللبنانيّة نحو تنازلاتٍ معيّنة. لذلك، من الضروري العمل على خطّة طوارئ وطنيّة شاملة لمواجهة أيّ مغامرة قد يُقدِم عليها الجيش الإسرائيلي".

وفي معرض تعليقه على السجال الدائر حول القانون الانتخابي، قال: "للأسف، تحوّل هذا الموضوع إلى سجالٍ وتراشقٍ واتهاماتٍ بين الأطراف اللبنانيّة، بدل أن يكون مجالًا للحوار الهادئ الذي يجنّب البلاد مزيدًا من التوتّر والضعف. ومن المؤسف أن يحاول البعض عزل طائفةٍ أو فئةٍ بطريقةٍ أو بأخرى، ممّا يؤدّي إلى تهديد الوحدة الوطنيّة من دون تحقيق ما يُراد له من أهداف. لذا، يجب أن يبقى السجال ضمن إطار المؤسّسات، وألّا ينتقل إلى الشارع".

وأضاف: "مشكلتنا في لبنان أنّنا لم نبنِ وطنًا حقيقيًا، بل لا نزال نعيش في تجمّعاتٍ قبائليّة وطائفيّة ومذهبيّة وسياسيّة، تتصارع وتستنجد بالخارج لتغليب فئةٍ على أخرى. وهذا ما يثير الخشية من أن تستغلّ إسرائيل هذه الانقسامات لتعميق الشرخ بين مكوّنات الوطن".

وختم: "ليس هناك، حتّى الآن، موقفٌ عربيٌّ وإسلاميٌّ موحّد في مواجهة إسرائيل وأطماعها ومخطّطاتها، وهذا ما يجعلنا نخشى على مستقبل المنطقة التي تمرّ بمرحلةٍ صعبة وضبابيّة، بانتظار متغيّرٍ هنا أو هناك".