ما زال لبنان يرزح تحت ضغط العدوان الاسرائيلي بالغارات التي تستهدف المواطنين، وبالتحليق المكثف للطيران فوق بيروت وكل المناطق الاخرى، من دون إيجاد وسيلة للجمه لا عبر الاتصالات مع الجهات الدولية ولا عبر لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار «الميكانيزم»، التي تردد انها ستعقد اجتماعا على الأرجح يوم الأربعاء المقبل، واحتمال مشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس فيه. فيما دار امس حديث في الاعلام الاسرائيلي عن زيادة التصعيد العسكري ضد لبنان ومنع عودة المواطنين الجنوبيين و تحويل المنطقة الحدودية الى منطقة خالية من السلاح، ما لم يتدخل الجانب الاميركي لحسم موضوع سلاح حزب الله.
وكتبت” اللواء”: بالنسبة للتواصل الفرنسي – الاميركي الذي جرى مؤخراً في باريس بين وزير الخارجية جان نويل بارو والموفد الاميركي توك براك فلم لم يصل الى نتيجة لوقف الاعتداءات حسبما افادت مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب، بينما تم التركيز في اللقاء على تسريع انعقاد مؤتمر دعم الجيش الذي ثبت حصوله مبدئياً في تشرين الثاني المقبل في العاصمة السعودية الرياض ما لم تطرأ تطورات سياسية تؤخر انعقاده.
وافادت المصادر: ان بعض الجهات الدولية تطالب بمعلومات تفصيلية عما يقوم به الجيش في جنوبي نهر الليطاني لجمع السلاح وانهاء المظاهر المسلحة، وعمّا يحتاجه الجيش تفصيلياً من عتاد وعديد لإستكمال مهمته وانتشاره في باقي مناطق الجنوب والتي تحول قوات الاحتلال الاسرائيلي دون اتمام هذا الانتشار.
وكتبت” الديار”: لبنان البقاع الشمالي والاوسط والغربي امام تهديد كبير لاحتمال تصعيد عسكري يستهدف مراكز حزب الله، في حين اكد مصدر امني ان حزب الله اتخذ القرار بالرد على اي هجوم بري «اسرائيلي» برد مباشر، وهو يتوقع تصعيدا «اسرائيليا» قريبا. واشار المصدر الامني الى ان الحزب اليوم أكثر تحصيناً مما كان عليه قبل العدوان عام 2024 لاعتبارات كثيرة، حيث ان الخروقات «الاسرائيلية» اغلقت والقادة الجدد لا تعرفهم «اسرائيل»، وهي غير قادرة على استهدافهم، وخير دليل على ذلك ان كل الاغتيالات التي تنفذها تصيب عناصر في الحزب ولكن ليس من صفوف القادة. وتابع ان حزب الله استخلص العبر من الحرب الاخيرة والاغتيالات التي استهدف قادته وامين عام الحزب سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله. وعليه وضع خطة عسكرية مغايرة للسابق تعطيه قدرة قوية على الدفاع وعلى ردع العدو الاسرائيلي.
اما عن المسيرات «الاسرائيلية» التي حلقت فوق بيروت ومناطق لبنانية اخرى، فقد وضع المصدر الامني هذه التحركات «الاسرائيلية» ضمن المناورة العسكرية التي يقوم بها الجيش «الاسرائيلي» من تدريب لكوادره، وهذا الامر يشمل ايضا المسيرات. واضاف ان جيش العدو يبحث حتما عن بنك اهداف جديدة له ضمن الخطة التي وضعها، ولهذا اطلق مسيراته للتجسس ولاستدراك اي تحرك جديد.
وكان مستشار احد المراجع السياسية قد كشف للديار، ان سفيرا عربيا ابدى استغرابه امام هذا المرجع كون اللبنانيين لم يأخذوا العبرة من الحرب الاخيرة وينزعوا اي ذريعة تعود بلبنان الى تلك الاجواء الجهنمية، وهو يقصد بطبيعة الحال، نزع سلاح حزب الله. وكان رد المرجع:» اننا لم نطلق رصاصة واحدة على «اسرائيل» التي تحتل ارضنا وتواصل غاراتها الجوية القاتلة، بصورة يومية، منذ توقيع وقف الاعمال العدائية في 27 تشرين الثاني من العام الماضي.»
واضاف المرجع بأن الاسرائيليين هم الذين لم يستخلصوا العبر من أن الحرب لا يمكن ان تفضي الى الحل، بل انها تؤدي الى حرب اخرى، بالتالي الى زيادة تعقيد المشهد السياسي، او العسكري، اكثر فأكثر، وان وضع السلاح جانبا والاتجاه الى المفاوضات، هو السبيل الوحيد لايجاد حل يرضي كل الاطراف ويحول دون حصول اي انفجار او اي صدام عسكري حتى على المستوى البعيد.