برغم الجمود الظاهر في التحرّكات والمداولات المتعلقة بالخلاف حول قانون الإنتخابات النيابية المرتقبة في شهر أيّار المقبل، والذي أدّى إلى تعطيل الجلسات التشريعية لمجلس النواب بعد تطيير نصابها مرتين نتيجة التباين الكبير حول القانون المذكور وينذر أن ينتقل إلى داخل مجلس الوزراء، فإنّ تسريبات عديدة بدأت تتحدث مؤخّراً عن أنّ لقاءات واتصالات تجري بعيداً عن الأضواء قد تفضي في التوصل إلى صيغة ما مقبولة، ولو نسبياً، من أغلب الأطراف المتنازعة تسهم في إخراج الإستحقاق الإنتخابي من عنق الزجاجة.
وتشير التسريبات إلى أنّ التسوية تتحدث عن صيغة مقبولة من الطرفين الرئيسين في الخلاف حول قانون الإنتخابات، القوات اللبنانية والكتائب والتغييرين الذين سيحصلون على مطلبهم بإلغاء المقاعد الستّ المخصصة للمغتربين في الخارج؛ والثنائي الشّيعي والتيّار الوطني الحرّ وتيّار المردة الذين سيحصلون في المقابل على إلغاء تصويت المغتربين للنواب الـ128 من الخارج وقدومهم إلى لبنان لهذا الغرض.
لكنّ هذه التسوية الذي تنتظر أن تصبح حقيقة وواقعاً على الأرض تحتاج إلى تعديل قانوني على قانون الإنتخابات النافذ، سواء في مجلس النوّاب أو داخل مجلس الوزراء، وهو تعديل يواجه عقبتين: الأولى زمنية بسبب ضيق المُهل الذي لم يعد يتسع لمزيد من ترف إهدار الوقت والغرق في الخلافات؛ والثانية الخشية أن يؤدّي عدم التوافق على التعديل المقترح إلى الدخول في زواريب الخلافات والمصالح الضيقة، وفتح الباب أمام بازار إقتراحات تعديلات أخرى على قانون الإنتخابات يعرف كثيرون أين تبدأ ولكن لا أحد يعرف أين وكيف ومتى تنتهي.
هذه التطوّرات تترافق مع مواقف من قبل أغلب الأطراف التي تؤكّد على ضرورة إجراء الإنتخابات في موعدها المحدّد بعد قرابة 7 أشهر ورفض التمديد لمجلس النوّاب، برغم أنّ البعض إقترح “تسوية مؤقتة” تقوم على تأجيل تقني للإنتخابات بضعة أسابيع، حتى الصيف المقبل، تسمح للمغتربين الراغبين بممارسة حقهم في الإقتراع في وطنهم القدوم خلال عطلة الصيف في لبنان، الأمر الذي يحقق هدفين: الأوّل الإفساح في المجال أمام المغتربين لممارسة حقّهم الإنتخابي؛ والثاني تنشيط الحركة الإقتصادية والسّياحية نظراً لتأثير المغتربين الإيجابي في هذا المجال.
وفي هذا السياق تشير معلومات إلى أنّ الأحزاب والتيّارات السّياسية الرئيسية التي بدأت “تزييت” ماكيناتها الإنتخابية تحضيراً للنزال الإنتخابي المرتقب، قامت بإبلاغ مؤيديها في الخارج الإستعداد لاحتمال نزولهم إلى لبنان والمشاركة بالإنتخابات، من بين إحتمالات كثيرة يدري التداول بها.
برغم ذلك، لا يخفي كثيرون أن لا ترى هذه التسوية المقترحة النّور، لأسباب مختلفة، وأن يكون الخلاف حول اقتراع المغتربين “لغم” قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تأجيل الإنتخابات وتمديد ولاية المجلس النيابي، ويترافق ذلك مع خشية إضافية من شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً على لبنان، وهو الذي لم يوقف عدوانه يوماً، خصوصاً بعد خرقه قرار وقف إطلاق النّار في قطاع غزّة، وشنّه خلال يوم أمس وقبله غارات على القطاع أعادت الأمور إلى المربع الأول من التدهور الأمني ومخاطره.
إسرائيل تبتزّ لبنان!.. غسان ريفي
حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد
في طرابلس.. هذا ما ضبطته مديرية الجمارك
The post تهديدان لتسوية الإنتخابات.. إقتراع المغتربين وعدوانٌ إسرائيلي!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .
اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع