2025- 10 - 12   |   بحث في الموقع  
logo نقابة المصوّرين: نساند الحكومة قانونيّاً لمحاسبة إسرائيل logo "من جبهة القتال إلى ميادين التربية".. كلمة قاسم تُعيد تعريف "المقاومة" logo كنعان: 13 تشرين قصّة وطن وحريّة logo المفتي قبلان: لبنان أكبر من أي طواقم تدير الدولة وتستنزف أهلها logo *”الاتحاد النسائي الوطني” كرَّم المناضلة لينا الطبال في طرابلس* logo أوضاع الفلسطينيين في لبنان على طاولة مخزومي logo الحواط من ميفوق: الاستحقاق الانتخابي سيُجرى في موعده logo المطران عوده: توقُّف الحرب في غزة هو إجازة للشرّ
إسرائيل تستهدف بري؟
2025-10-12 07:25:34

كتب أحمد عياش نداء الوطن:





زحف عدد لا يستهان به من المسؤولين أمس الى المصليح الجنوبية للإعراب عن تضامنهم مع الرئيس نبيه بري الذي ابتنى قبل عقود قصرًا في المنطقة. وأظهر هؤلاء الزوار تضامنهم مع صاحب القصر الذي تحوّل إلى رمز لنفوذ زعيم حركة "أمل" ليس في المصيلح فحسب بل في كل لبنان. وأصبح مألوفًا عندما يؤتى على ذكر المصيلح أن يشار إلى قصر بري، فكأن هذه المنطقة التي وجدت قبل زمن طويل من ولادة بري قد جرى تطويبها له.

بقدر ما هو فخر لكلّ من أحب ولا يزال، زعيم الحركة ورئيس البرلمان منذ عام 1992 أن تكون المصيلح منطقة لصيقة به، بقدر ما هو مبعث إحراج لهم ولبري أن تكون الغارات الإسرائيلية التي دمّرت ستة معارض للآليات هناك، سببها استهداف إسرائيل لبري شخصيًا. وعندئذ، يصبح لزامًا على دولة الرئاسة الثانية أن يساهم، بقدر ما تتيح له إمكاناته، في التعويض على أصحاب هذه المعارض. وقد قدّر أحدهم أمس حجم خسارته في معرضه بنحو 5 ملايين دولار.

بدت دوائر بري أمس في غاية الإحراج حيال تصوير ما حدث بأنه استهداف إسرائيلي له. ولولا الحرج، لكانت الرئاسة الثانية أصدرت بيانًا أفادت فيه بأن دولته هو مقيم ليس إلا في المصيلح. لكن مقر اقامته الأساسي اليوم، هو في عين التينة ببيروت ومنذ 33 عامًا ومن دون انقطاع. كما أن هذا البيان لو صدر، لأفاد بحزم بأن مسقط رأس بري الذي يعتز به جنوبًا، هو تبنين البلدة القريبة نسبيًا من الحدود مع إسرائيل، والتي أقام فيها (تبنين) الصليبيون منذ قرون قلعة شهيرة ما زالت شامخة حتى اليوم. وهو، أي بري، ما كان ليتخلى عن الإقامة الدائمة في تبنين لو لم تقم إسرائيل شريطًا محتلًا منذ سبعينيات القرن الماضي في زمن السلاح الفلسطيني وقد لامست حدود هذا الشريط تبنين تقريبًا لغاية العام 2000 في منطقة بيت ياحون المجاورة لتبنين.

يؤدي ما سبق من معطيات إلى القول، إنه من الأفضل ومنعًا للإحراج، عدم لصق غارات إسرائيل على المصيلح البعيدة جدًا عن كل من عين التينة في بيروت وعن تبنين في الجنوب، بقصر بري في المنطقة المقصوفة. وتبقى هناك مسألة مهمة تتعلق بالسبب الحقيقي لغارات إسرائيل التي قالت، ولم تقنع أحدًا انها استهدفت "بنى تحتية تابعة لـ"حزب الله".

قدمت إحدى وسائل الاعلام التابعة للممانعة التي تتقدمها حركة "أمل" و"حزب الله" طرف الخيط الذي يمثل نافذة الضوء في هذا النفق الجديد. ويمثل هذا الخيط حبل خلاص من التساؤل حول أهداف إسرائيل من استهداف رئيس المجلس النيابي اللبناني في هذ المرحلة الدقيقة جدًا التي يجتازها لبنان. واستخدمت هذه الوسيلة الإعلامية زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني للبنان أول أمس الجمعة، فقالت أمس: "سجّل مسؤولون عن أجهزة أمنية عتبًا شديدًا على مسؤولين حكوميين تجاهلوا عمدًا الإساءات التي لحقت بالمؤسسات اللبنانية الأمنية والتعديات المباشرة من عناصر المرافقة لوزير الخارجية السوري على عناصر أمنية لبنانية خلال زيارة لبنان، ورأوا في هذا التجاهل رسالة ضعف تشجع على فتح الشهيّة في التفاوض بين الحكومتيّن على ملفات عديدة تحتاج إلى مسؤولين حكوميين يدافعون عن المصالح اللبنانيّة ولا يكرّرون ما كانوا يفعلونه أو يفعله من كانوا مسؤولين قبلهم مع مسؤولي النظام السابق. وعلق سياسيّ مخضرم متقاعد بالقول، ربما يكون بعض المسؤولين قد ناقش مع الزائر السوري قانون الانتخابات جريًا على العادات السابقة، حيث يجب أن يحصل القانون على توقيع سوريّ كي يصبح سارياً، ولذلك أزعجهم كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن إقفال النقاش حول تعديل القانون واعتبروه ردًا على الزيارة التي لم يخصّص لصاحبها موعداً في جدول أعماله المزدحم مواعيده."

تستدعي هذه الرواية المثيرة التي أوردتها الوسيلة الإعلامية التابعة للمانعة توضيحًا لـ"التعديات" من الفريق الأمني للشيباني التي لم يعرف بها أحد لو لم تتحدث الوسيلة هذه عنها.

نتجاوز هذا الجانب المهم، ونصل الى ما هو الأهم والمتعلق بـ"قانون الانتخابات" الذي "تسبب بإزعاج سوريا" كما قالت الوسيلة الإعلامية نفسها. فهل من مبالغة في القول، إن "قانون الانتخابات" هو أيضًا ما أثار حفيظة إسرائيل فشنت طائراتها الحربية أمس غارات على المصيلح كي تنال من بري شخصيًا كما اعتقد الكثيرون؟

قد يستخف كثيرون بهذا الاسقاط لـ"قانون الانتخابات" على غارات المصيلح، وهم لهم الحق في هذا الاستخفاف. لكن قد يرد من يقتنع بهذا الاسقاط فيقول، إن تل ابيب التي هالها أن يحرم مئات الألوف من المغتربين اللبنانيين من حق الاقتراع بسبب اعتراض بري، ترى ان الأخير سيحرم لبنان من نواب سيكونون حكمًا ضمن معسكر المعادين لـ"حزب الله" حليف بري والعدو اللدود لإسرائيل.

تمثل ذريعة "قانون الانتخابات" لو جرى التمعن فيها تطورًا زجّ بسوريا كما تقول الممانعة، وقد تكون هذه الذريعة قد زجّت بإسرائيل، وهذا ما كان ينقص لبنان بعد مصيبة سلاح "الحزب" التي أتت بالمصائب ولا تزال على لبنان.

وعليه، ألا يجدر بزعيم "أمل" أن يتخذ إجراءات الحيطة والحذر فينقل محلّ إقامته الحالي في عين التينة إلى مكان مجهول كما فعل حليفه المرحوم حسن نصرالله منذ العام 2006 ولغاية رحيله في أيلول العام الماضي؟ دولة الرئيس فكّر في الأمر.




وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top