2025- 10 - 11   |   بحث في الموقع  
logo إطلاق نار في الضاحية و “بيان قديم لأدرعي”.. ماذا يجري؟ logo في معرض رشيد كرامي الدولي.. انطلاق “مهرجان طرابلس الرياضي” logo بالفيديو: رسالة إسرائيلية واضحة logo الداخلية السورية: ضبط شحنة صواريخ على الحدود مع لبنان logo حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم السبت logo حيدر من المصيلح: العدوان رسالة إسرائيلية لمنع الإعمار logo لبنان يرفع العلم عالياً logo جثة في السمقانية!
الميدان بلا سيّده: يوم قادت روح نصرالله المـعركة البرّية!
2025-10-11 10:20:25




عندما ألقَت الطائرات الإسرائيلية 83 طناً من المتفجرات على غرفة العمليات المركزية للمقاومة في الضاحية الجنوبية، ظنّت أنّ قتل السيد حسن نصرالله سيؤدّي حتماً إلى انهيار حزب الله.


لكن غاب عن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، في قمّة الجنون والنشوة لحظة تنفيذ العملية، أنّ السيد الشهيد ورفاقه قادوا، على مدى 31 سنة، حزب الله ونقلوه من مرحلة «مجانين الله» الذين يخافون أن يتخطّفهم الناس في الشوارع وهم ينقلون حوالى 15 بندقية من نقطة إلى أخرى في الجنوب لتنفيذ عمليات ضد مواقع العدو، إلى تنظيم قادر على مواجهة ما يشبه حرباً عالمية عليه. فيستمرّ في المواجهة، ولا يستسلم، بل يعدّ في «الخط الثاني» من الحدود – والذي لم يصل إليه العدو برّياً – عناصر الاستشهاديين، أو من يُطلق عليهم «رجال شرطة الخميس»، لخوض القتال الأشرس.


بعيداً من المراثي للشهيد نصرالله، فقد تمكّن هذا الرجل من إيجاد تنظيم دخل الحرب من دون رأس، ومن دون سلسلة قيادية واضحة، مثخناً بالجراح والخروقات التقنية، مخازنه إمّا مدمّرة أو مقفلة بالردم، وجزء أساسي من قوّته المقاتلة من دون أعين وأصابع جرّاء «مجزرة البايجر». ومع ذلك، لم يتقهقر: واجه في قرى «الحافة الأمامية»، وواصل إطلاق الصواريخ، وأظهر هيكله القيادي قدرة على التعافي في قلب المعركة، حتى إنه قذف مدن الكيان، يوم الأحد في 24 تشرين الثاني 2024، بنحو 300 صاروخ ثقيل.


من هنا تبدأ حكاية الأمين العام الشهيد الذي زرع الروح القتالية في نفوس الناس جميعاً، وليس المقاتلين فقط. بالنسبة إليه – وهو الذي رافق مجالس الشورى الثمانية التي تشكّلت على امتداد عمر الحزب – لا يملِك أحد فضل تأسيس حزب الله منفرداً؛ فالحزب، كما كان يرى، وُلِد في الميدان، في المساجد، وفي تشييع الشهداء.


ولذا كرّس جهده منذ عام 1982، وعلى مدى اثنين وأربعين عاماً، لتشكيل ما سمّاه «المجتمع المقاوم»: مجتمعٌ جعل فيه كل فلاحٍ وراعٍ وموظفٍ وتاجرٍ شريكاً في المقاومة. وفي خطبه، وخصوصاً العاشورائية، رسّخ فكرة أن ترك «مخيّم الحسين» في ليل مظلم ليس خياراً، وأن المواجهة الاستشهادية الكربلائية هي الخط الوحيد.


شكْلُ الحرب كان واضحاً لدى السيد نصرالله؛ ففي إحدى محاضراته السياسية في دورة داخلية لكوادر الحزب، قال: «الإسرائيلي لن يسكت على هزيمة عام 2006، فهو شكّل لجنة فينوغراد، ودرس الإخفاقات وقام بعمليات تدريب ومناورات». لذا، «لدينا تقديرات بأنّ الحرب المقبلة ستكون طاحنة وأنّ الإسرائيلي سيجتاح الجنوب والبقاع الغربي كاملاً، وسيقوم بعمليات إنزال كبيرة، أكبر من التي قام بها عام 2006، للسيطرة على مناطق واسعة وقطع الإمدادات عن المقاومة».


كرّس السيد جهده منذ عام 1982 لبناء «المجتمع المقاوم» وجعل كل فلاحٍ وراعٍ وموظفٍ وتاجرٍ شريكاً في المقاومة


بناءً على هذا التصوّر، رسم السيد نصرالله مع الشهيد عماد مغنية شكل التنظيم بالموارد المتاحة. وأكد في المحاضرة نفسها أنّ «علينا التحضّر والتهيئة لحرب كبيرة… نحن بحاجة إلى جيش كبير. ولأنّ أخذ كل شباب الشيعة إلى العمل العسكري والأمني غير ممكن، علينا بناء جيش من التعبئة وتدريبه للقتال».


من هنا نشأ الهيكل المقاتل اللامركزي المؤلف من محور وبقع عسكرية ومجموعات مقاتلة غير متصلة ببعضها البعض، وفيه يعرف كل عنصر دوره في المواجهة العسكرية المباشرة حتى لو انقطع تواصله مع القيادة. ومع الضخ العقائدي الذي كان محوره السيد نصرالله، أوجدت المقاومة سلاحها الأمضى: المقاتل العقائدي الذي عندما هطلت فوقه الصواريخ الثقيلة، كان خياره واضحاً: لا فرار من المواجهة بل استماتة للوصول إلى النقاط المتقدّمة في الجبهة.


وهكذا كانت مجريات حرب 2024: لم يترك المقاتلون الذين أُطبقت عليهم السماء مواقعهم، بل اندفع الشباب من كلّ أنحاء لبنان للالتحاق بالجبهة الجنوبية والمشاركة في المواجهة، أمر لم يدركه سوى العدو.


في قرية محيبيب، قال الشهيد حيدر، بعد إصابته في ظهره جراء انفجار جهاز لا سلكي: «لن أعود من نقطتي إلا شهيداً، وستعرفون خبر استشهادي بسقوط محيبيب».


ومن شقرا خرج الشهيد مهدي، وهو وحيد والديه، رافضاً تذرع مسؤول المحور الذي امتنع عن السماح له بالالتحاق بسبب وضعه العائلي، وطلب إلحاقه بالنقاط الأمامية في بنت جبيل.


وفي مجدل سلم، ساند المقاومون خطوط الالتحام المباشر في العديسة ومركبا، فدُمّرت القرية على رؤوسهم ولم يتراجعوا؛ بل نصبوا راجمات الصواريخ على بُعد أقلّ من خمسة كيلومترات من الحدود وهاجموا العدو.


وفي بيت ليف القريبة من خطوط المواجهة، كانت المجموعات العسكرية تتجمع لتخوض معارك في عيتا الشعب. في أحد بيوت البلدة انقطعت كل وسائل الاتصال بإحدى المجموعات، وبرغم الحصار المطبق عليهم وتعرّضهم لعدة غارات، أبوا أن يغادروا. يعيد هؤلاء بقاءهم إلى «شهادة السيد» وأهمية «الالتزام بالتكليف».


وفي جويا، تعاهدت مجموعة من ثلاثة مقاتلين من وحدة الهندسة على «الالتحاق بالجبهة الأمامية في قرى وادي الحجير مهما كلّفهم الأمر». تقدّموا سيراً على الأقدام، ولدى تعرّضهم لغارات المسيّرات والطيران الحربي اضطرّوا إلى النوم تحت الأشجار وتحت سيارات متروكة على الطرقات. ثم أكملوا طريقهم وتسلّموا لاحقاً في إحدى قرى «الخط الثاني» معدّاتهم من عبوات زُرعت على طرق تقدم العدو الذي لم يتمكن من الوصول إلى البلدة رغم ضراوة القتال.


نشرات الأخبار على الجبهة

بعد ليلة من الغارات المستمرة، انقطعت كلّ طرق التواصل مع مجموعة مقاتلة في قرية بيت ليف. وبسبب بقاء المسيّرات في الجو والإطباق الإلكتروني لم يقوموا بتشغيل أيّ من أجهزة اللاسلكي التي بحوزتهم، ودمّرت ألواح الطاقة الشمسية، ما قطع الكهرباء بالكامل عنهم.


ولمعرفة الأخبار كان أحد أفراد المجموعة يقوم في ساعات الليل الأولى بالصعود إلى أعلى نقطة في البيت الذي يقيمون فيه، ويقوم بتشغيل جهاز راديو يعمل على البطارية ليستمع إلى نشرة الأخبار على إذاعة «النور».


وبعد انتهاء النشرات الإخبارية، ينزل إلى رفاقه ويجمعهم ليتلو عليهم ما سمع من أخبار، في ما يشبه الجلسة السياسية اليومية، قبل إعادة تقسيم أنفسهم على نوبات الحراسة.


 




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top