بينما كان الحدث يجري في مكان آخر، حَرَف تصريح الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك الأنظار أمس، عندما أدلى بتصريح إستفزازي بعيد عن أصول الديبلوماسية واللياقة في التعامل مع الإعلاميين، عندما اتهم المراسلين المعتمدين في قصر بعبدا الرئاسي بأنهم “فوضويين” ويتصرفون بشكل “حيواني”، داعياً إيّاهم إلى “التعامل برقيّ”، وهو تعامل لم يقم به هو شخصياً.
تصريح برّاك كان كافياً لأن تضجّ به مختلف الأوساط، خصوصاً الإعلامية منها، وكي تشتعل معه منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، وتوجّه إليه إنتقادات حادّة، إلى درجة أنّ رئاسة الجمهورية عبر مكتبها الإعلامي أصدرت بياناً عبّرت فيه عن “أسفها للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها”، ما جعل أسئلة كثيرة تطرح حول ما إذا كان تصريح الموفد الأميركي عفوياً، أم مقصوداً للتعمية على الأهداف التي جاء من أجلها وفد أميركي موسّع وصل إلى لبنان، وكان برّاك من ضمنه.
تكفي نظرة سريعة على أسماء أعضاء الوفد الأميركي الموسّع الذي زار لبنان لإبداء الكثير من الشّكوك حول المهمة التي جاء من أجلها، ذلك أنّه إلى جانب برّاك ونائبته لشؤون الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس (التي حوّلت الأنظار إليها أيضاً وحَرَفته كما فعل برّاك ،بمقطع فيديو خلال وجودها في محل تصفيف شعر نسائي في بيروت) والسّفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، ضمّ الوفد ثلاثة أعضاء من الكونغرس هم السّيناتور جين شاهين، السّيناتور ليندسي غراهام والنائب جو ويلسون المعروفين بدعمهم الشّديد والقوي لإسرائيل.
المهمة التي جاء من أجلها الوفد الأميركي إلى لبنان كشفتها التصريحات التي أعلنوا عنها تباعاً، والتي تقوم على ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة اللبنانية (قالوا دعماً للحكومة) كي تبدأ تنفيذ قرارها الذي اتخذته في جلستيها في 5 و7 آب الجاري بنزع سلاح حزب الله وحلفائه، إستناداً إلى خطّة مرتقبة من الجيش اللبناني سيسلمها للحكومة أواخر هذا الشّهر، على أن تنظر الحكومة في أمرها في جلستها المنتظرة في 2 أيلول المقبل، إيذاناً بمباشرة تنفيذها.
الموفد الأميركي برّاك صرّح “أننا بانتظار الخطّة”، مشترطاً ومسبقاً أيّ انسحاب إسرائيلي من المواقع الخمسة المحتلة في الجنوب “بما ستقدمه الحكومة”، رافضاً تقديم أيّ ضمانات تلزم إسرائيل بوقف العدوان والإنسحاب وإعادة الأسرى، وهو تصريح سارت على منواله أورتاغوس التي أكّدت أنّ “كلّ خطوة إسرائيلية مرهونة أولاً بخطوات لبنانية تتعلق بملف السلاح”، في حين رفع السيناتور ليندسي غراهام سقف الضغوط والشّروط عالياً، عندما قال إنّه “بدون نزع سلاح حزب الله ستكون مناقشة الإنسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة بلا جدوى”، مضيفاً بأنّ “إسرائيل لن تغيّر نظرتها إلى لبنان إلا إذا غيّر لبنان سلوكه عبر نزع سلاح الحزب”، وهو ربط مشروط ومسبق، وصولاً إلى حدّ تهديده بأنّه “إذا لم يتم ذلك فلا تقدم في أيّ مكان، والسّعودية لن تأتي للمساعدة”.
ما سبق يُؤكّد أنّ الأيّام القليلة المقبلة ستكون ضاغطة ومشحونة ومتوترة، وأنّ الدخان الذي أثاره تصريح برّاك المُستفز من قصر بعبدا لن يحجب طويلاً هذه الحقيقة.
بالفيديو.. "حزب الله": سيرى العالم بأسنا!
بعد اختطافه.. الجيش يحرّر ابن الـ14 عاماً
حادثة غريبة في طرابلس.. مجهول أحرق دراجات نارية مركونة!
عراضة أميركية لتشريع الإحتلال!.. غسان ريفي
The post دخان تصريح برّاك يغطّي مهمة الوفد الأميركي.. نزع السّلاح وإلّا !.. عبدالكافي الصمد appeared first on .
اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع