تلبية لدعوة دار الفتوى في طرابلس والشمال، استقبل سماحة المفتي الشيخ محمد امام بحضور أمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي وعضو المجلس الشرعي الدكتور منذر حمزة، رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان معالي الوزير السابق محمد شقير، على رأس وفد ضم الأستاذ يحي المصري والأستاذة حليمة جندية والسيد طارق المنلا والسيد عمر الحلاب ورئيس الإتحاد العمالي العام النقيب شادي السيد والسيد محمد الخير. 

وكانت جولة أفق في الشؤون اللبنانية الراهنة، وخصوصًا في طرابلس والشمال، أكد فيها المجتمعون على أهمية استتباب الأمن والاستقرار بما يؤمّن استمرار الأعمال وتوفير الفرص المناسبة،

وقد شكر سماحته معالي الوزير على اهتمامه بدعم ومساندة المشاريع المجتمعية والإنسانية، مرحباً به في دار الفتوى في طرابلس.

بعد ذلك، قام معاليه بزيارة تفقدية لمركز الحميدي الطبي الخيري التابع لوقف الحميدي الخيري في طرابلس، وكان في استقباله رئيس وأعضاء مجلس أمناء الوقف واللجنة الطبية، ولجنة دعم مستشفى الحميدي الجامعي،

بدأت الزيارة بجولة في أرجاء المركز، حيث اطلع معاليه والوفد المرافق على سير العمل في مختبر التحاليل الطبية ومركز التصوير الطبي ومركز العلاج الفيزيائي، وأقسام تخطيط الأعصاب والسمع والعيون، وتخطيط الجهد وسائر الأقسام والعيادات التخصصية في المركز، واستمع إلى شرح المسؤولين عن هذه الأقسام.

بعد ذلك قام معاليه بزيارة موقع مشروع مستشفى الحميدي الجامعي واطلع على سير الأعمال، حيث قدم رئيس مجلس أمناء الوقف الشيخ وليد علوش عرضًا يتضمن تعريفًا بالوقف وبمسيرة مركز الحميدي الطبي الخيري خلال ٢٤ سنة من مسيرته الطبية، وملخصاً عن مشروع مستشفى الحميدي الجامعي بسعة ٢٤٤ سريرًا الذي سينشئه الوقف على العقار ٥١٥٠ في منطقة بساتين طرابلس العقارية، والبالغة مساحته ٩٥٠٠ متراً مربعًا.

كما أشار فضيلة الشيخ علوش أن مشروع المستشفى الجامعي سيؤمن ١٠٠٠ فرصة عمل بصورة مباشرة و٤٠٠٠ فرصة عمل بصورة غير مباشرة،

وقد عبّر معاليه عن إعجابه بتقديمات مركز الحميدي الطبي الخيري وتفانيه في خدمة المواطنين وسعيه لتخفيف وطأة المرض عنهم وخصوصًا في هذه الظروف الصعبة، مما يعكس إرادة صلبة لدى القائمين عليه وإصراراً على تحقيق الأهداف بالرغم من كل المصاعب والمتاعب، وأبدى معاليه استعداده لتقديم الدعم اللازم سواءً لمركز الحميدي الطبي الخيري أو لمشروع مستشفى الحميدي الجامعي.

وفي الختام كانت كلمة شكر من رئيس مجلس أمناء الوقف لمعاليه على هذه الزيارة الطيبة وعلى دعمه لمشاريع الوقف الخيرية.

زيارة المطران سويف

كذلك استقبل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، المطران يوسف سويف، في دار المطرانية – قلاية الصليب في طرابلس، وفد من الهيئات الاقتصادية برئاسة شقير، في زيارة تمحورت حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، لا سيما في طرابلس ومناطق الشمال، في ظل الأزمة التي تعصف بلبنان على مختلف المستويات.

وقد شكل اللقاء مناسبة لتبادل الآراء حول سبل النهوض بالوضع الاقتصادي ودور القطاع الخاص في تعزيز الصمود الاجتماعي، حيث عبر الوزير شقير عن تقديره الكبير للمواقف الوطنية والإنسانية التي يعبر عنها المطران سويف، والتي تنطلق من قناعات راسخة بترسيخ العيش المشترك، وخدمة الإنسان بمعزل عن أي انتماء، من خلال مؤسسات الأبرشية التربوية والاجتماعية والصحية، التي تفتح أبوابها لجميع المواطنين دون تمييز.

وأكد شقير أنّ لبنان بلد يستحق الحياة والازدهار، ولا يليق به أن يبقى عالقًا في دوامة الأزمات والانهيارات ، مشددًا على أنّ “الشعب اللبناني تواق إلى العيش الكريم ضمن بيئة يسودها السلام والاستقرار، وهو لا يزال يملك كل مقومات النهوض رغم الصعوبات”.

وفي المقابل، نوه المطران يوسف سويف بـ”الدور الحيوي الذي تطلع به الهيئات الاقتصادية في دعم صمود اللبنانيين، والمساهمة في بقاء عجلة الإنتاج قائمة، رغم كل المعوقات التي تعترض طريقهم”.

وأشاد سويف بالقطاع الخاص اللبناني الذي” أثبت في أكثر من محطة قدرته على الإبداع والمثابرة”، مؤكدًا أن “هذا القطاع هو أحد أعمدة الاستمرار الاقتصادي في البلاد، وعلامة فارقة في تاريخ لبنان الحديث، لما يتمتع به من دينامية ومرونة واستعداد دائم لتحمل المسؤوليات”.

كما دعا المطران سويف إلى”ضرورة تعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، بما يحقق المصلحة الوطنية العليا، ويعيد الأمل للناس الذين أنهكتهم الأزمات، وأفقدتهم ثقتهم بالمؤسسات”، مشددًا على أنّ” المرحلة تتطلب جهدًا تكامليًا بين كل مكونات المجتمع، لخلق مساحات مشتركة من العمل، والانطلاق من جديد نحو مستقبل يليق بلبنان واللبنانيين”.

 وفي الختام قدم المطران سويف للوزير شقير كتابًا عن سيرة وتاريخ الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي.