في الوقت الذي إنقسم فيه مجلس النواب في الجلسة التشريعية أمس حول آلية إنتخاب المغتربين في الانتخابات النيابية في العام ٢٠٢٦ بين من يريد التصويت ل ١٢٨ مرشحا، وبين من يريد تمثيل المغتربين بستة نواب موزعين على الطوائف الأساسية تتم إضافتهم إلى عدد مجلس النواب الحالي، بدأت التحركات الانتخابية تظهر في محافظات عدة لا سيما بعد الانتخابات البلدية التي أطلقت صافرة السباق إلى ساحة النجمة.
وفي الحديث عن الاستحقاق النيابي، تتجه الأنظار دائما إلى تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري الذي ما يزال يعلق العمل السياسي بإنتظار تبدل الظروف، ويتمسك في كل مناسبة يُسأل فيها عن المشاركة بعبارة “كل شي بوقتو حلو”.
ثمة معلومات يتم التداول بها على أكثر من صعيد، مفادها أن الرئيس الحريري يتجه للمشاركة الفعلية في الانتخابات النيابية المقبلة، وإنه بغض النظر عن ترشحه أو عدمه، فإنه سيشرف شخصيا على هذا الاستحقاق وسيدعم ترشيح شخصيات مستقبلية وسيكون له لوائح في كل المناطق اللبنانية.
وتشير هذه المعلومات التي تحتاج إلى تأكيد، أن عودة الحريري إلى العمل السياسي ومشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية ستكون بدعم روسي، فرنسي ومصري، وبمؤازرة من إحدى الدول الخليجية، خصوصا أن الدائرة الضيقة المحيطة بالحريري، باتت على قناعة بأن الاستحقاق النيابي المقبل سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة، فإما أن يصار إلى خوضها، أو أن ينتهي تيار المستقبل ويُقفل بيت الحريري خصوصا في ظل ما يتعرض له المحسوبين على التيار من تضييق في دوائر الدولة ومن إستبعاد مقصود من كل التعيينات، وفي ظل الحديث المتنامي في بعض الأوساط عن أن من مهام رئيس الحكومة نواف سلام العمل على قصّ أجنحة تيار المستقبل في كثير من المواقع.
وترى مصادر مستقبلية أن هذه المعلومات ما تزال غير مؤكدة، خصوصا أن قرار العودة إلى الحياة السياسية هو أمر مرهون فقط بقرار الرئيس سعد الحريري، وأن كوادر المستقبل تنتظره بفارغ صبر.
وتؤكد هذه المصادر أن الحريري علّق العمل السياسي ولم يعلق العمل التنظيمي، لافتة الانتباه إلى أن تيار المستقبل يشهد ورش عمل داخلية، وهو جاهز تنظيميا لخوض أي إستحقاق، وأنه يترجم ذلك بمشاركته الفاعلة في الانتخابات النقابية والطلابية حيث ينسج التحالفات مع قوى سياسية أخرى ويحقق نتائج جيدة يشهد لها الإعلام اللبناني.
وتشير هذه المصادر إلى أن تيار المستقبل ينتظر أن يعلن الرئيس الحريري عن “الوقت الحلو” لكي يعود إلى العمل السياسي بكل جدية وزخم، لافتة إلى أن منسقيات المناطق تعمل بإنتظام، وأن هناك عمليات تجديد متواصلة للداتا، بإنتظار هذه العودة.
وإذ ترى المصادر الزرقاء أن العودة إلى العمل السياسي باتت أكثر من ضرورية في ظل الظروف المستجدة، تذكر بأن من حاول إستهداف الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتضييق على المحسوبين عليه لم ينجحوا في إضعاف تيار المستقبل بل إنقلب الأمر عليهم، مؤكدين أن محاولات التضييق والاستبعاد الحاصلة اليوم وكذلك الشائعات التي تصدر من هنا وهناك لن تجدي نفعا، ومخطئ من يعتقد أنه قادر على إضعاف التيار الأزرق الذي عبر عن نفسه في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وتلقى وعدا من الرئيس سعد الحريري بالمشاركة في كل الاستحقاقات المقبلة.
وتختم هذه المصادر أن عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات البلدية الأخيرة كانت لأسباب سياسية شرحها الرئيس الحريري بإسهاب في بيان أصدره مع دعوة الهيئات الناخبة، لكن الاستحقاقات المقبلة يفترض أن تكون له مشاركة فاعلة بإنتظار قرار الحريري الذي سيشكل نقطة تحول في السياسة اللبنانية.
وفي ظل ما يتم تداوله من معلومات وما تؤكده مصادر المستقبل، يبقى سؤال محوري وأساسي عن موقف المملكة العربية السعودية من عودة الحريري وتياره إلى العمل السياسي، وهل سيكون هناك “قبة باط” سعودية، أم أن المملكة ستبقى على موقفها؟..
The post تيار المستقبل ينتظر إعلان الرئيس الحريري عن “الوقت الحلو”!.. غسان ريفي appeared first on .