2025- 06 - 06   |   بحث في الموقع  
logo وفد من “حزب الله” زار أضرحة الشهداء في صيدا والجوار بمناسبة الأضحى logo تحذير من الحرائق بسبب موجة الحر التي تضرب لبنان logo بوتين: القطب الشمالي منطقة استراتيجية حيوية لروسيا logo اللواء عبد الله عرض الاوضاع مع ديفيد هيل logo الكرملين: لن نتدخل في الخلاف بين ترامب وماسك logo بالأرقام: إليكم حصيلة العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية logo نصار: حصر السلاح بيدّ الجيش شرط لمواجهة العدوان logo إيران تحذر أوروبا من “خطأ استراتيجي كبير”
ثورة الإمام الخميني انطلاقة تاريخية أعادت صياغة المفاهيم السياسية والدينية في العالم
2025-06-05 14:00:50

 


أكد الشاعر والمفكر الدكتور، ميشال كعدي، أن ثورة الإمام الخميني (قدس سره) شكّلت لحظة مفصلية في تاريخ الشعوب الباحثة عن الحرية، مشيرًا إلى أن رؤيته الجامعة بين الدين والعقل والانفتاح، ووقوفه إلى جانب المظلومين، وخصوصًا في فلسطين، جعل من الثورة الإسلامية نموذجًا عالميًا للعدالة والتحرر.


وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: لقد خرج الإمام الخميني (قدس سره) رافضاً كل المعايير التي اعتادها الناس، معلناً “لا شرقية ولا غربية”. فكانت ثورته أمّ الثورات، لأن روح الله الموسوي الخميني كان تاريخًا وعصرًا، واستطاع أن يُدخل العالم في مرحلة تغييرية. فقد أعادت ثورته المباركة الحيوية والفعالية إلى حركات التحرر على صعيد العالم ككل.


 


حول هذه العناوين، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا، مع الشاعر والأديب المخضرم، الدكتور ميشال كعدي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:


 


حضرتكم كشاعر مخضرم ومتميز بالحديث عن أهل البيت عليهم السلام، كيف تقرأوون دور الإمام الخميني (قدس سره) من الناحية السياسية والدينية، سيما فيما يخص بالتعامل مع الكنيسة؟ ومن المعروف أن الإمام الخميني (قده) كان لديه أشعار وعبارات عرفانية، كيف تنظرون للعرفان في الشعر؟ وإلى أي درجة يخدم القضية المرجوة بشكل عام؟


 


الكلام على الإمام الخميني كلام يطول، وقد يأخذ منحى الاجتهاد في كثير من الأمور الحياتية والاجتماعية. وحقيقة العرفان في مسائل التنوع وسداد الرأي السياسي والديني لا في داخل الدولة الإسلامية وحسب، بل في الدول عامة التي تريد الحرية والانفتاح على العالم، على وقع الضوابط التي تحفظ كرامة الشعب والأمة.


 


هذه العلامات والفضائل توافرت – في رأيي – في الإمام الخميني واجتهاده السياسي والثوري وفكره في حركة الدولة الإسلامية التي تحفظ الكيان من الاهتزاز والخراب والفساد.


 


وإذا أردنا أن نُثير هذه المسألة الكبرى، فإننا نستهدف توجيه الأفكار الصائبة نحو مسألة الحريات، سواء في الأديان أو في الآراء والانفتاح داخل الدولة أو المجتمعات، باعتبارها من المسائل التي تهم الإنسان الذي يتوق إلى الحرية.


 


من هنا رأينا الإمام الخميني في ثورته يحترم الأديان كلها، ولا سيما الدين المسيحي، لأنه صنو الدين الإسلامي. ووجد في الكنيسة المسيحية عنوانًا كبيرًا للإيمان بالإله الواحد والتوحيد. إن عمله في احترام الكنيسة المسيحية يندرج تحت قوله تعالى: “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم”.


 


“لا شرقية ولا غربية” كان من أهم الشعارات التي نادت بها الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني، وقد رآه البعض طرحًا مثاليًا لا يمكن تطبيقه. فهل كان يعني هذا الشعار عند الإمام الانعزال والقطيعة مع كل العالم؟ وهل نجح الإمام الراحل والقيادة الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي في إقامة هذا النموذج الإسلامي المميز؟


 


الثورة الخمينية أتاحت الفرصة للناس أن يكونوا متحابين، بعيدًا عن الإرباك للخط الفكري في الدولة، وللاهتزاز الداخلي في القاعدة الشعبية التي تتوزع بين المعتقدات التي تؤمن بالله والمسلمين له – وكلنا مسلمون لله – وبين الانتماء إلى الفكر الآخر الذي تتبناه الاجتهادات الموضوعية التي لا تترك تأثيرًا سلبيًا في المجتمع البشري.


 


إزاء هذا الواقع للثورة الخمينية التي تبناها الإمام الخامنئي، لا بد من وحدة الرأي في خط القيادة ووحدة الأمة. ونقول الإمام الخامنئي، لأنه قُدّر له أن يثبت في ثورة أرادها المنطق والإمام الخميني.


 


ثم بدت لقائد الثورة، التي امتازت بالجدية والإيمان بالإنسان، كلمات، ولا سيما في الشعر والخطب، التي برز فيها وجع الإنسان على وطنه. ولعل تلك الكلمات كانت سببًا من أسباب نجاح الثورة.


 


في ضوء تلك الفواصل التاريخية، نجد ثوابت من شأنها تحريك التنوع الفكري والاجتهادي في الدولة الإسلامية الإيرانية، بل ربما هي نوع من الغنى الفكري الذي يفسح المجال للمسألة أن تأخذ أماكنها في دائرة التطبيق والعمل، لاتساع دائرة الاختيار في احتمالات المسألة.


وبإمكاننا، أمام هذا الواقع بالعظمة الفكرية، أن نستجيب للحرية التي أرادها الخميني وعزّزها الخامنئي، بتواصل ملفت حتى مع الدول كافة، وللآراء المعارضة للقرار الرسمي.


الثورة الخمينية، التي فرضت الحرية والانفتاح، جعلت الطاعة كاملة للدولة، وهذا أمر لا شك فيه، وقد أفسحت الثورة المجال أمام الاعتراض الموضوعي الذي يخدم الثورة وإصلاح الفساد. فكانت ردّة الفعل: القبول بما تريده القيادة.


كل ما جاء في مبادئ الثورة أشار إلى أمير المؤمنين الإمام علي، فكان بذلك تأكيدًا للمواقف الجديدة، ولا سيما المحور السياسي.


مدّت إيران، بقيادتها الثورية، يدها لدعم حركات التحرر العربية، وساعدت حركات المقاومة، خصوصًا في فلسطين والدول المجاورة لها. فما هي الرؤية التي استندت إليها إيران لتبني هذه الاستراتيجية؟ وما هي النتائج التي أسفرت عنها في دعم قوى المواجهة مع المشروع الصهيوني الاستكباري في المنطقة؟


الإمام الخميني تاريخ وعصر، أدخل الدنيا في مرحلة تغييرية قوامها التحرر والوجه الجديد للمجتمعات العالمية والأمة الإسلامية. بعد ظهور الإمام الخميني على ساحة النضال والجهاد، انحكت المنطقة في عالم آخر، يهدف إلى الانعتاق من الظلم والانطلاق إلى التحرر. 


ثورته ساعدت الحركات المظلومة وحركات المقاومة، وخصوصًا الدولة الفلسطينية وتحرير الأرض المغتصبة.


عناوين الثورة الإيرانية تمتاز باستراتيجية من شأنها مساعدة المظلومين في الدنيا العربية وفي العالم، وتشمل عناوين الثورة الإيرانية حقول السياسة والحرب والثقافة والاقتصاد. نختار ثلاثة عناوين كبيرة من عشرات العناوين، منها: فلسطين، والشعب المستضعف، والأمة الإسلامية. 


فلسطين، قدر الإمام الخميني عبر ثورته أن يقف إلى جانبها، بعد أن فقدت بعدها الحقيقي في الحياة، قاهرًا المشروع الصهيوني الاستبدادي في المنطقة، ومعيدًا إليها البعد الإسلامي والشعبي والأديان.

أكّدت حركة الإمام الخميني الحل الجذري الذي يقوم على أساس إزالة الكيان الصهيوني، باعتباره غدة سرطانية في الشرق.


وقد استطاع الإمام الخميني، بمساعدة الإمام الخامنئي، الذي لا يقل أهمية عنه، أن يعيد الحيوية للأرض الفلسطينية وحريتها، باعتبارها حقيقة سياسية دولية منذ القرن التاسع عشر.

وُصفت الثورة الإسلامية في إيران بأنها واحدة من أعظم الثورات في العالم، إلى جانب الثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا، نظرًا لأثرها في تغيير القيم ومفاهيم الصراع في العالم. فما هو الأثر الذي يمكن الحديث عنه للثورة الإسلامية على الصعيد الدولي؟ وما الذي ستذكره الأجيال عن الإمام الخميني كشخصية تاريخية مؤثرة؟


أعادت حركة الإمام الخميني الثقة إلى الناس، والحيوية والفعالية إلى حركات التحرر والمطالبة بالحقوق للعالم الثالث، الذي حوصر من قبل السياسة العالمية، ولا سيما أميركا.


وقد حوّلت حركة الإمام الخميني، بمساعدة الإمام الخامنئي، المنظور من القهر إلى منظور التفاؤل في الدولة الإيرانية، ومن حالة السكوت والظلم إلى حالة الانفتاح والتحرك نحو القضايا الإنسانية، من خلال الثورة وجمهوريتها الإسلامية، بعد أن كانت منقطعة عن الإسلام. 

وقد برزت شخصية الإمام الخميني بأنها ظاهرة فريدة في الدنيا. شخصية برزت بهدوء عبر ثورته الكبرى التي حرّكت نفوس العالم، وأخذت منحى واسعًا في نفوس المؤرخين وأهل الفكر.


وثمّة آراء تقول إن ثورته تشبه إلى حد بعيد الثورة الفرنسية والبلشفية في روسيا، نظرًا للتغييرات التي أحدثتها في الدنيا.


ثورته اعتُبرت نقطة انطلاق إلى ثورات ستحدث في تاريخ البشر، على وقع تقدير الأجيال التي ستذكر شخصية الإمام الخميني.

في أي حال، إن ثورة الإمام الخميني هي أمّ الثورات التي حدثت في العالم، وستكون أمّ الثورات التي ستحدث. ومن معانيها وخطوطها العريضة، أنها تحدد مفهومًا للأجيال والاجتهاد وكل الظروف الموضوعية.




وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top