يشهد جنوب لبنان انتخابات بلدية واختيارية تختلف، كما يؤكد الأهالي، عن سابقاتها في الشكل والمضمون. فبعيداً عن الطابع الإنمائي المحلي المعتاد، أضفى المواطنون المشاركون في العملية الانتخابية بُعداً سياسياً ووطنياً واضحاً على هذا الاستحقاق، معتبرين أنه بمثابة “تجديد عهد للمقاومة، وتخليد لدماء الشهداء”، على حدّ وصفهم.
في تصريح للمنار قال أحد المشاركين: “نحن هنا لنُثبت للعالم أجمع أن هذه الانتخابات تختلف عن باقي الانتخابات. لم تعد انتخابات بلدية محلية فحسب، بل أصبحت انتخابات سياسية بامتياز، تتجاوز حدود القرية إلى الفضاءين الوطني والدولي، حيث يترقب كثيرون نتائجها في ظل أجواء سياسية مشحونة ومخاوف من اندلاع مواجهات أو تغيّرات مفاجئة”.
وأضاف مشارك آخر: “أبناء الجنوب يشاركون اليوم رغم الجراح والخسارات، فحتى من تهدّمت منازلهم أو نزفوا دماءهم في مواجهة الاحتلال، لم يترددوا في القدوم إلى صناديق الاقتراع. لقد عرفنا معنى التضحيات، واليوم نُعبّر عن خيارنا عبر الصوت الانتخابي”.
ويتابع: “نحن مستمرون في هذا الطريق، ولن نُخلف عهد من سبقونا في درب الشهادة. اليوم، نُصوّت بالحبر، بعدما بصمنا سابقاً بالدم من أجل الدفاع عن أرضنا ومقاومتنا”.
وأكد عدد من الناخبين أنهم يجددون العهد للقيادة المقاومة، ويؤكدون الوقوف الثابت على خط النصر والعزّة. وقال أحدهم: “نعاهد سيدنا المقدّس أن نبقى على العهد. نحن لا ولن نخذله أبداً، وسنظل ثابتين في هذا الخيار. جئنا اليوم لننتخب، ولنعوّض بقليلٍ من الحبر ما سبق أن قدّمناه من دماء، دفاعاً عن هذه المقاومة”.
ظهرت المقالة أهالي الجنوب.. نُصوّت بالحبر بعدما بصمنا بالدم أولاً على شبكة موقع الإعلامية.