عقد رئيس بلدية الميناء الأسبق عبدالقادر علم الدين مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الميناء وجه فيه رسالة إلى أهالي مدينة الخرج والأفق، جاء فيها

اهلي الأحباء في الميناء،

أتوجه اليكم عشيّة إجراء الاستحقاق البلدي الأنتخابي، لنستعرض وإياكم أوضاع مدينتنا الميناء، مدينة العيش الوطني الواحد، لنقِف على همومها وشجونها، على تطلُعات أبنائها والأنِتظارات.

أتوجه اليكم، أهلنا في الميناء، بعد خمس سنواتٍ عجاف، عشناها بلديّاً، ولا نزال نعيش تداعياتها الكارثيّة، بفعل الإجهاز على مجلسها البلدي في العام 2020، وقد تركت المدينة لقدرها.

منتهكو مدينتنا، من مختلف الأطياف، راحوا يعيثون في أرجائها فساداً وإفساداً، من دون حسيب او رقيب. بل لقد إستشرسوا في عدوانهم على المدينة، وهم يلقون دعماً وتغطيةً من بعض القوى السياسية، التي تطلُّ برأسها اليوم مجدداً، لتتحكمّ بمقادير هذا الاستحقاق البلدي.

وهذا ما نخشاهُ مع كل الحريصين على مينائنا، فنعيش ستَّ سنوات عِجافٍ أخرى. علماً ان لهذه القوى سابقةً، فقد عملت على تعطيل المجلس البلدي، لمدة ثلاث سنوات، أيام ولاية الرئيس السفير محمد عيسى.

هكذا خسرت الميناء، بين عامي 2010 و2025، ثماني سنوات من عمرها البلدي. وقد راحت في تلك الفترة، التي استهلكت ما يزيد على نصف الولايتين، في غيبوبة على صعيد الإنماء والتطوير.

اهلي في الميناء،

جُملةٌ من الأسئلة لا بُدَّ ان نتصارحها، عشية الاستحقاق البلدي المصيري، ذلك أن البلدية هي بمنزلة حكومة مصغرة في نطاق عملها، ولها صلاحيات تطال مختلف مناحي الحياة اليومية للمواطنين، والإشراف على مختلف المرافق الخدميّة، من عامة وخاصة.

هذه الأسئلة يُمكن اختزالها في الاتي:

• ماذا بمقدور المجلس البلدي ان يُنجِز اذا كان صنيعة بعض السياسيين، الذين لا تهُمّهم مصلحة مدينتنا، بقدر ما يعملون على تحقيق مصالحهم الشخصية الضيّقة؟

• ماذا عن مجلس بلديّ مُرتقب، كان للأموال المشبوهة أن تُصادر إرادة بعض المرشحين، من ذوي النفوس الضعيفة، فينتقلون، من لائحة إلى أخرى بين ليلة وضحاها؟

• ماذا يستطيع مجلس بلدي ان يفعل، وقد تمّ تركيبُهُ “كالبازل puzzle”، لا تجمع بين اعضائِه رؤية واحدة، ولا همّ بلديّ واحد؟

• كيف لمجلس بلدي أن يؤدي دورهُ على الوجه الاكمل او المطلوب، ولا يحكمُ مسارَه برنامجُ عمل، ويتضمّن، فيما يتضمّن، انتشال الميناء من التعديات، التي تنتشرُ، في كل زاوية من زواياها؟

• كيف لمجلس بلديّ ان يُفلح من دون ان يمتلك رؤية تنمويّة إستراتيجية لمختلف مرافق المدينة ولجزرها؟ ما نفع البرامج التي تطغى عليها السمة الإنشائية وصف الكلام، وهو ما يأتينا به الكثيرون من المرشحين، فرادي ولوائح، وجلهم عديمو الخبرة والكفاءة العلمية، والذين غاب عنهم ان العمل البلدي تكليفّ لا تشريف؟!

أيها الأحبة،

لن يكتب النجاح للمجلس المنتظر، إذا لم يُبادر في بداية مسيرتهِ الى اتخاذ الخطوات الأتية:

1. إزالة مخالفات البناء، التي حصلت خلال السنوات الخمسة الأخيرة، بتغطية من بعض السياسيين، وبتسهيل ممن تولوا زمام المجلس في تلك الفترة. وهذه المخالفات ستكون نتائجها كارثية على بعض الأبنية، ولا سيما المتداعية.

2. إزالة التعديات على الأملاك البحرية.

3. إزالة المخالفات التي طالت الساحات العامة والحدائق البلدية.

4. إزالة المخالفات عن الكورنيش البحري، الذي كان قبلة المتنزّهين، وقد تمّ تخريبه وسرقة بعض تجهيزاته.

ألف باء العمل البلدي، تبدأ من هنا، ويتبعها انماء المرافق العامة، ووضع خطة للجزر، التي تشكّل الثروة الاستراتيجية لأجيال الميناء.

أهلنا في الميناء،

إننا من موقع الموضوعية، لا نضع جميع المرشحين في سلّة واحدة، إذ لنا بينهم أصدقاء، من الساعين إلى خير مدينتنا الميناء. من هنا دعوتنا اياكم إلى حسن الاختيار، بعيداً من الحسابات الضيقة، والضغوطات، بمختلف اشكالها.

يجب ان تقترعوا للميناء، التي عرفتموها على حقيقتها، وفي عز ازدهارها، لميناء عروس المتوسط، مدينة الموج والافق.

ينبغي تحكيم الضمير، الضمير وحدهُ، فما نزرعُهُ اليوم سنحصده عاجلاً ام آجلاً! وتذكروا القول المأثور: “مَن يزرعُ الريح يَحصُد العاصفة!”

وعن السلطات الرسمية المولجة بالانتخابات البلدية، من محلية ومركزية، يجب ان تتشدد في ضبطها، كي تأتي على الصورة التي شهدناها بالامس في محافظة جبل لبنان، فتكون نزيهة، لا تشوبها شائبة، بل تكون على صورة سيد العهد والحكومة.

اهلي الأحباء في الميناء

لقد جهدتُ خلال خمسين سنة، مع أفرقاء بلديين متعدِّدين ومتعاونين ان نرتقي بمدينة الميناء لنجعلها احدى دُررالبحر الأبيض المتوسط. وقد فعلنا الكثير وحصدنا الكثير، والناس تشهد.

لقد حظينا في الفترات الماضية بدعم سياسي نظيف، لم يشكلّ عبئاً علينا، ولم نرهن قرار البلدية لأحد.

لقد لقينا دعماً من قامات سياسية لم تتكرر من كل أسف.

لا حاجة بنا الى استعراض المنجزات، التي حققناها في العقود الماضية، فأثارُنا تدلُّ علينا

ختاماً، أدعوكم، اهلي في الميناء، الى ان تُحسنوا الاختيار ولا تستلهموا إلا ضميركم الحيّ! ففي المعزل الانتخابي أنتم تقفون امام ثلاثة: الله، ضميركم ومصلحة مدينتكم المظلومة.

ولا يسعني اخيراً إلا التوجه الى سيد العهد فخامة الرئيس العماد جوزيف عون، والى دولة الرئيس الدكتور نواف سلام، ووزير الداخلية والبلديات العميد احمد حجار، فقد وعدوا بإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وهذا اول الغيث، عبر الانتخابات البلدية، التي يتابعونها، مع الأجهزة الأمنية، التي تقوم بدورها بكفاءة عالية، ولتغدو هذه الانتخابات احدى مفاخر العهد الجديد.

ورغم عزوفنا عن الترشح، فأننا ما تعودنا الانزواء، ولن نستقيل من مسؤولياتنا العامة تجاه أهلنا في الميناء. ” ففي بَيتِ أبـي مَنازِلُ كثيرةٌ” كما يقول السيّد المسيح عليه السلام.

الشكر موصولّ للإعلاميين الذين واكبونا في مؤتمرنا الصحفي هذا

اللهُمّ إني قد بلّغت… اللهُمّ إني قد بلّغت