أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مساء اليوم الاثنين، عن تأجيل موعد تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرّر الإفراج عنهم السبت المقبل، لعدم التزام الاحتلال ببنود الإغاثة.
وقال أبو عبيدة إن "قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدوّ، وعدم التزامه ببنود الاتفاق". وأشار إلى أن "العدو قام بتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدفهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع"، مشدداً على أن الاحتلال "منع إدخال المواد الإغاثية، بكافة أشكالها، بحسب ما اتُّفق عليه في حين نفذت المقاومة كل ما عليها".
وأكد أبو عبيدة أنه "سيُؤَجَّل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت، حتى إشعار آخر"، وإلى حين التزام الاحتلال، وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية، وبأثر رجعي". وتابع: "نؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".
مطالب نتنياهو
يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يخطط لعرض ما وصفتها بـ"مطالب إسرائيل" بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، للموافقة عليها باجتماع "الكابينيت"، غداً الثلاثاء.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بسحب قواته في محور فيلادلفيا، في اليوم الـ42 لبدء سريان الاتفاق، الذي يصادف مطلع آذار/مارس المقبل، وأن يستمر ذلك ثمانية أيام، وأن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، ما يعني وقف الحرب على غزة.
لكن على الرغم من ذلك، فإن نتنياهو، لا يزال يماطل بالالتزام بما تمّ التوافق عليه، وبالتالي يؤخّر الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتبادل الأسرى، التي كان يجب أن تبدأ يوم الاثنين الماضي.
ولتنفيذ مخططه، كان نتنياهو قد أرسل إلى الدوحة السبت الماضي، وفداً متدني المستوى، من دون أن يمنحه صلاحيات الانتقال للمرحلة الثانية، خوفاً من أن يؤدي وقف الحرب إلى انسحاب رئيس حزب الصهيونية الدينية، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من الحكومة بسبب معارضته وقف الحرب.
وذكرت تقارير عبرية أن ذلك يعني أن الحكومة لن تكون مدعومة بأغلبية في الكنيست، بعد انسحاب حزب "القوة اليهودية"، برئاسة إيتمار بن غفير، وتزايد احتمالات سقوطها بشكل كبير.
وأفادت صحيفة "معاريف" والقناة (12) العبريتين، اليوم، بأنه من أجل المناورة بين استمرار تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ومن دون أن يوافق نتنياهو على الإعلان عن إنهاء الحرب، تجري مداولات في إسرائيل بمشاركة مسؤولين أمنيين حول "اتفاق مرحلي"، بدلاً من الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وأن يتم في "المرحلة المرحلية" استمرار تبادل الأسرى من دون الإعلان عن نهاية الحرب، بادعاء استعادة إسرائيل أكثر ما يمكن من أسراها، قبل تفجر الاتفاق والمفاوضات بشأن استمرارها.
تفجّر الأوضاع
وقالت القناة (12)، إنه في ظل رفض نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية والانسحاب من محور فيلادلفيا، فإنه قد لا تكون مصلحة لديه باستكمال المرحلة الأولى.
وبحسب تقريري "معاريف" والقناة، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتبر أن حلول شهر رمضان المقبل، سيؤدي إلى تفجّر الأوضاع، من دون انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وفي حال توقف تبادل الأسرى، فأن اتفاقاً مرحلياً يمكن أن يؤجل انفجار الأوضاع، وتطلق أجهزة الأمن على اتفاق مرحلي كهذا تسمية "دُفعة رمضان".
وسيساعد حل كهذا نتنياهو، بتمديد الفترة إلى حين الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم. والتوقعات في إسرائيل هي أن حماس ستطالب بتعويض يكون بتحرير عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة وزيادة وتسريع المساعدات الإنسانية للقطاع.
وقالت "معاريف"، إن احتمالات هذا السيناريو لا تبدو مرتفعة، خصوصاً في ظل خشية نتنياهو من سقوط حكومته، مضيفة أن نتنياهو يعلم أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين "تفقد حجمها بسرعة، كلما يتضح أنها غير واقعية، وأنه ليس متوقعاً أن تحدث في المستقبل المنظور".
وتابعت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين عملوا سراً، في الأشهر الأخيرة، على وضع خطط لتهجير سكان القطاع، "لكن في إسرائيل لا يعلقون آمالاً كبيرة على إمكانية حدوث ذلك، سواء بقيادة أميركية أو إسرائيلية".