دان رئيس الحكومة نواف سلام التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، والّتي دعا فيها إلى إقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة العربيّة السّعوديّة، معتبرًا ذلك اعتداءً جديدًا على الدول العربيّة وتدخلًا سافرًا في شؤونها. وأكدّ سلام، في بيانٍ رسميّ، على الحقّ المشروع للشعب الفلسطينيّ في إقامة دولته المستقلة على أرضه، بما يتوافق مع مبادرة السّلام العربية الّتي أقرّتها قمّة بيروت. كما أبدى تأييده لدعوة جمهوريّة مصر العربية إلى عقد قمة عربيّة طارئة في السابع والعشرين من شباط الجاري، بهدف اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة هذا المخطط الذي يستهدف فلسطين والدول العربية الأخرى، معربًا عن أمله في التوصل إلى موقف عربي موحّد لوقف مشاريع التهجير والتدمير. وشدد على أن موقف لبنان الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ينبع من إيمانه بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، محذرًا من تداعيات السياسات الإسرائيلية على استقرار المنطقة.استنكار التصريح الإسرائيليّوفي سياقٍ متصل، استنكر رئيس الحكومة السّابق نجيب ميقاتي تصريحات نتنياهو، معتبرًا أنها تمثل إنكارًا تامًّا لحقوق الشعب الفلسطيني وتضحياته المستمرة، فضلًا عن تجاهلها للثوابت السعودية الداعمة للقضية الفلسطينية. وأشار ميقاتي إلى أن هذه التصريحات تتجاهل تمامًا مبادرة بيروت للسلام الصادرة عن القمة العربية عام 2002، والتي دعت إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة منذ عام 1967. وأكد ميقاتي أن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ليس موضع نقاش، مشددًا على ضرورة التزام الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها العادلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما لفت إلى أن لبنان عانى بشكل مباشر من تداعيات الاحتلال الإسرائيلي، ودفع أثمانًا غالية نتيجة سياسات القمع والعدوان المستمر.الاشتراكي:القضية الفلسطينية ستظلبدوره، أدان الحزب التقدمي الاشتراكي في بيانٍ رسمي دعوة نتنياهو، مؤكدًا أن ما يجري يمثل استكمالًا لمخططات صهيونية قديمة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير والاستيطان والتدمير. وأشار الحزب إلى أن هذه الخطوات تتكامل مع سياسات الإدارة الأميركية الحالية، التي تتعامل مع حقوق الفلسطينيين بصورة ارتجالية بعيدة عن الشرعية الدولية والقانون الدولي. وحذر من تداعيات الاستمرار في هذه السياسات، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المركزية، وستبقى المقاومة والنضال سبيلًا لحفظ حقوق الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، ندد الحزب بالحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية، واستهداف المخيمات الفلسطينية بهدف طمس حق العودة، معتبرًا أن التنسيق الإسرائيلي الأميركي لإلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" يمثل محاولة مكشوفة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. ودعا الحزب إلى تعزيز الموقف العربي والدولي المتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا للقرارات الأممية، مشيدًا بنضال الشعب الفلسطيني المستمر في سبيل استعادة أرضه وحقوقه المشروعة. كما شدد على ضرورة العمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحقيق وحدة فلسطينية داخلية تعزز من صمود الفلسطينيين في وجه المخططات الإسرائيلية.وفي تطور ميداني آخر، أفادت تقارير ميدانية عن توغل عدد من دبابات الميركافا الإسرائيلية برفقة جرافة عسكرية إلى الأطراف الجنوبية لبلدة عيتا الشعب، حيث قامت الجرافة برفع ساتر ترابي قبل انسحاب القوة الإسرائيلية. ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار.