وفق إيقاع سريع ترتسم معالم المشهد السياسي في لبنان، إتصالات مكثفة ومحاولة لتذليل العقبات كافة أمام ولادة حكومة جديدة، على الرغم من "الفيتوات" التي وضعتها الإدارة الأميركية أمام مشاركة حزب الله فيها، في مقابل إصرار الرئيس المكلف نواف سلام على النبش في السير الذاتية لأسماء شيعية تكون مقبولة بالنسبة إلى الرئيس نبيه بري، وهو ما يوحي بإقتراب التشكيل، إلاّ إذا لم تتوافق حسابات الحقل مع حسابات البيدر، حينها نعود إلى النقطة الصفر.
واليوم، تستكمل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس جولتها في لبنان. استهلتها بزيارة إلى دارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون والوفد المرافق. لم تسجل أورتاغوس تصريحاً بعد انتهاء اللقاء، فبالأمس قالت كلمتها وأكدت عليها، ما أشعل غضب الشارع على طريق المطار، كما أشعل غضب من "لا يزالوا يحرصون على ما تبقى من سيادة لبنان"، بعدما جاهرت أورتاغوس بإمتنانها لإسرائيل التي قتلت ما يزيد عن 4000 مواطناً لبنانياً وشردت عددا كبيراً من العائلات ودمرت الآلاف من المنازل.موقف ميقاتيوفي خلال الاجتماع مع الموفدة الأميركية، جدد رئيس الحكومة "مطالبة الولايات المتحدة الاميركية التي رعت تفاهم وقف اطلاق النار مع فرنسا باتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي التي احتلتها في الجنوب بحلول 18 الجاري ووقف التدمير الممنهج للبلدات والقرى، والشروع في تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وحل الخلافات الحدودية على الخط الازرق".
وشدد ميقاتي "على أنّ الالتزام بتطبيق القرارات الدولية سيؤدي الى استقرار الوضع في المنطقة والجنوب بشكل خاص".
ويأتي تصريح ميقاتي في وقت قامت به القوات الإسرائيلية باحراق عدد من المنازل في بلدة العديسة في خرق مستمر لإتفاق وقف إطلاق النار، ووسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق مناطق الجنوب.الحكومة اليوم؟ حكومياً، الاتصالات استمرت منذ ساعات الليل بعد تعثر الاتفاق على اسم الوزير السابق ناصر السعيدي، وجرى الاتفاق المبدئي اليوم على اسم النائب الاول لحاكم مصرف لبنان سابقاً رائد شرف الدين، وسط معلومات تفيد باحتمالية أن تولد الحكومة اليوم ما لم يطرأ أي جديد أو عرقلة غير متوقعة، بعدما بات مسار التأليف معلوماً، وغياب التيار الوطني الحر عنها، على الرغم من مطالبة رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل بالأمس من الرئيس المكلف تصحيح المسار.