الجيش الإسرائيلي يشكّك بإمكانية تنفيذ خطة ترامب
2025-02-07 16:55:57
شكّكت قيادة جيش الاحتلال، ومحللون إسرائيليون، بإمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول غزة.
وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت"، اليوم الجمعة، بأن قيادة الجيش الإسرائيلي، أبدت شكوكاً بشأن إمكانية تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة، وقالت إن نجاحها يعتمد على عاملين رئيسيين غير متوفرين حالياً، وهما رغبة سكان غزة في الهجرة، واستعداد دول لاستقبالهم.
بحث عن الحل
وخلال مناقشات مغلقة، أعرب ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، عن رغبتهم في إيجاد حل لقضية غزة، من دون اتهام إسرائيل بجرائم حرب، غير أنهم أقروا في الوقت نفسه، بأن التحدي الأساسي، يكمن في غياب إرادة دولية لتنفيذ الخطة، بالإضافة إلى موقف حركة حماس التي لا تزال تفرض سيطرتها على القطاع ولن تسمح بخروج السكان.
وذكرت الصحيفة أنه ومنذ اندلاع الحرب، غادر القطاع حوالي 30 ألف فلسطيني طواعيةً، معظمهم من الأثرياء الذين استغلوا معبر رفح في بداية الحرب، فيما غادر نحو 1500 مريض وجريح بموافقة إسرائيلية.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن قادة الجيش ناقشوا إمكانية تمويل عمليات الهجرة، عبر مساهمات دول عربية غنية أو منح أميركية، لكن هناك تباين في الآراء داخل الجيش بشأن مدى استعداد سكان غزة للهجرة، إذ أن بعض التقديرات المتفائلة، تشير إلى أن مئات الآلاف قد يوافقون على المغادرة، خصوصاً من الفئات الأكثر تضرراً، فيما يعتقد آخرون أن وصم الخطة بـ"الترانسفير" والتنديد العربي بها سيجعلان تنفيذها صعباً.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل، نفذّت في السابق، خطة سرية سمحت بموجبها لـ60 ألف فلسطيني من القطاع بالهجرة خلال العقد الماضي، عبر معبر الكرامة (جسر الملك حسين)، شرط ألا يعودوا للقطاع لعدة سنوات، مضيفةً أن معظم هؤلاء المهاجرين، لم يتمكنوا من الاستقرار في الدول التي توجهوا إليها مثل تركيا، لكنّ عدداً كبيراً منهم عاد إلى القطاع في وقت لاحق.
مشكلات دون تنفيذ الخطة
في غضون ذلك، رأى محللون في الصحف العبرية، اليوم الجمعة، عدم إمكانية تنفيذ مخطط ترامب. وقال المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، إن "المسافة بين الفكرة وتنفيذها، هي مثل المسافة بين الثريات المذهبة في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض وبين الدمار الهائل في غزة، ولا توجد طريقة للجسر بينهما". وأضاف أن "تأييد رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، وأنصاره لفكرة ترامب، نابع من أن الحرب بنظرهم ليست ضد منظمات فلسطينية أو إيران أو أعداء إسرائيل، وإنما الحرب هي ضد مجرد وجود كيان قومي آخر بين النهر والبحر. وقد كتب سموتريتش ذلك بنفسه في خطة الحسم، في العام 2017".
من جهته، تحدّث المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، عن مجموعة مشكلات تواجه الخطة، بينها قانونية تتعلق بمعاهدة جنيف الرابعة التي تمنع بوضوح نقل سكان من منطقة محتلة، بالإضافة إلى مشكلات اقتصادية متصلة بتمويل الخطة وأخرى تنفيذية تتعلق بكيفية نقل السكّان ومحاربة المقاومين الذين سيبقون في القطاع، فضلاً عن مشكلات تتعلق بإسرائيل، وقال: "إذا بالإمكان التحدث عن نقل سكان من أجل تسوية مشكلات، قد يكون هناك من سيطالب بنقل اليهود من إسرائيل أيضاً".
واعتبر ليمور أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كسب شيئاً آخر أيضاً، فقد حصل شركاؤه في اليمين المتطرف على أكثر مما تمنوا. وأضاف "رغم أنهم سيضطرون إلى الانفصال مؤقتاً عن حلم المستوطنات في غزة، لكن في المقابل حصلوا على انتصار أكثر من مطلق، على الورق طبعاً. وسيطالَبون الآن بالجلوس وانتظار ماذا سيحدث، وعدم وضع مصاعب أمام مطالب سيقدمها ترامب لاحقاً".
وقال، في هذا السياق، إن "هناك مشكلة واحدة، وهي حماس. وليس واضحاً ماذا ستستفيد من كل هذا، ولماذا يتعين عليها أن توافق. فإذا لم يأخذوا برأيها، لن تتعاون. وإذا أخذوا برأيها، ستتعاون في ما يخدم مصلحتها فقط. ومصلحتها هي الحفاظ على حكمها في غزة". وخلص ليمور إلى القول إن جميع المشكلات التي "كانت هنا عشية القمة في واشنطن لا تزال هنا. وما أضيف إليها هو دعم أميركي وخطة احتمالات تنفيذها ليست واضحة وحتى أنها ضئيلة"
المدن