المجلس الوطني الكردي ينسحب من الائتلاف..مقدمة للحوار مع دمشق
2025-02-07 15:25:52
فسّر الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا فيصل اليوسف، قرار انسحاب المجلس من الائتلاف السوري، بانتهاء دور الأخير بعد إسقاط نظام الأسد البائد، مؤكداً لـ"المدن"، أنه "لا علاقة بانسحاب المجلس من الائتلاف، بتشكيل وفد كردي مشترك (المجلس الوطني الكردي، الاتحاد الديمقراطي) لحوار دمشق".وفد كردي
واليوم الجمعة، أعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا، عن انسحابه من الائتلاف وهيئة التفاوض السورية، وذلك في قرار كان متوقعاً، نتيجة التقارب بين المجلس وحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يهيمن على قرار قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
ومن المتوقع أن يجري الإعلان قريباً عن تشكيل وفد كردي يضم قسد والمجلس الوطني الكردي، بهدف إجراء مفاوضات مع الحكومة السورية.
وتمر قسد بوضع مقلق، بعد الأنباء عن نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواتها من سوريا، الأمر الذي دفعها إلى التقارب مع المجلس الوطني الكردي، والاتفاق معه على تشكيل وفد مشترك لحوار دمشق، لاستخدام ورقة "المكون الكردي" في عملية المفاوضات التي تجري بوساطة أوروبية.
وقال اليوسف: "لا بد من التعامل مع المرحلة الجديدة وفق المعطيات الحالية، ولا بد من تكاتف جهود كل المكونات معاً لبناء سوريا ديمقراطية لكل أبنائها".
ورغم الخلافات والتجاذبات بين قسد والمجلس، إلا أن الطرفين يتفقان في مطلب اعتماد "نظام لا مركزي" للحكم في سوريا الجديدة. وأوضح الناطق باسم المجلس، أن رؤية المجلس منذ تأسيسه في 2011، كانت تؤكد على أن "اللا مركزية"، هي أفضل شكل نظام لسوريا الجديدة، لأن هذا النظام "يضمن حقوق كافة المكونات".
في المقابل ترفض دمشق هذا المطلب، وتقول إن أولوياتها لهذه المرحلة، "ضبط السلاح وحصره بيد الدولة، والتأكيد على وحدة سوريا ورفض انقسام أو انفصال أي جزء منها"، بحسب الرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال الشرع في مقابلة مع "تلفزيون سوريا"، إن هناك مفاوضات مع قسد لحل ملف شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن قسد أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافاً على بعض الجزئيات.نظام الحكم
ومن الواضح أن شكل نظام الحكم هو من بين النقاط الخلافية التي قصدها الشرع، إلى جانب شكل اندماج قوات قسد في الجيش السوري الجديد، بحيث تطالب الآخيرة، بالانضمام كتلة واحدة، حتى تضمن قرار المنطقة الشرقية السورية، في حين ترفض حكومة دمشق ذلك، وتطالب بدمج عناصر قسد، كأفراد في الجيش السوري.
وتتهم قسد، تركيا بعرقلة الحوار مع دمشق، لفتح المجال أمام عمل عسكري ضدها، وهو السيناريو الذي تخشاه قسد في ظل مخاوفها من نرع الغطاء الأميركي عنها.
في السياق ذاته، أكد الناطق باسم "قوات الشمال الديمقراطي"، المنضوية في قسد، محمود حبيب، أن قواته لا تعتزم تسليم أسلحتها لأحد. وقال في مقابلة الجمعة، إن "المفاوضات مستمرة مع دمشق، وهناك لجان متخصصة لبحث جميع القضايا التي يجب أن يتفق عليها الطرفان، والمحادثات تتقدم بشكل جيد".
واعتبر حبيب أن ترك قسد لمواقعها ليس حلاً، لأنها "تتمتع في شرق الفرات بمهام حفظ الأمن والأمان، بينما يمكن استخدام الفائض من هذه القوات في عملية ضبط الأمن في باقي سوريا".
وبما يخص الانسحاب الأميركي من سوريا، قال إن "واشنطن لم تبلغ "قسد" نيتها الانسحاب من سوريا في القريب العاجل.
المدن