2025- 04 - 30   |   بحث في الموقع  
logo لا تـوافـق فـي بـيـروت logo المفتي قبلان: لا بدّ من فهم الضرورات اللبنانية جيداً logo كرامي: الإمتحانات الرسمية بدءًا من 9 تموز ولا مواد إختيارية logo رئيس الجمهورية تسلّم دعوة لزيارة الكويت logo اليكم موعد الامتحانات الرسمية logo قيادتا حزب الله وحركة أمل تطلقان لوائح المجالس البلدية والاختيارية في جبيل وكسروان logo تلويح إسرائيلي بالتصعيد logo هل يكسر الصليب الأحمر الدولي «الفيتو» الأميركي – الإسرائيلي؟
فلسطينيو سوريا لن يعودوا قريباً
2025-02-04 13:25:52


تبدو أبواب عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى سوريا من لبنان، والذين قدموا منها خلال سنوات الحرب، موصدة تقريباً، وإن أصبحت احتمالات عودتهم قائمة منذ الإطاحة بنظام الأسد، بانتظار ظروف ملائمة، حسبما تحدث عدد منهم لـ "المدن"، وبدت العودة فردية غالباً، وللاستطلاع فقط.الأعداد الرسمية والمتداولةيُقدّر الباحث الفلسطيني السوري المقيم في لبنان ظاهر صالح، عدد الفلسطينيين القادمين من سوريا في لبنان بحوالي 23 ألفاً، وكانت الأونروا قد قدرت عددهم في تشرين الثاني عام 2014 بحوالي 44.5 ألف لاجئ، لكن العدد تناقص بسبب الهجرة إلى أوروبا وكندا. وخلال العدوان على لبنان عاد إلى سوريا حوالي 1400 فرد منهم، لكن ما لبث معظمهم أن رجع إلى لبنان.هذا هو العدد الرسمي المتداول، لكن هناك أرقاماً غير رسمية تضيف عدداً يقارب 10 آلاف فلسطيني، وهم الذين قدموا إلى لبنان بعد عام 2018، نتيجة الأزمة الاقتصادية في سوريا، حين اتخذت الأونروا قراراً بعدم توفير بدل مأوى وغذاء لأي فلسطيني يغادر سوريا إلى لبنان، وهم لا يُمنحون إقامة في لبنان، مما يجعلهم عرضة للاستغلال في العمل.فئة مارست التشبيحيستبعد يوسف سخنيني، القادم من مخيم النيرب عام 2013، أن تكون هناك عودة فلسطينية واسعة إلى سوريا، لاعتبارات عديدة، أبرزها حسب رأيه، الوضع الاقتصادي الضاغط في سوريا، فلا دخل يتوازى مع الاحتياجات المالية، وهناك الانقطاع شبه التام للكهرباء، والمخاوف الأمنية الحاضرة "وفي هذا الإطار تبرز الفئة التي مارست تشبيحاً خلال الأزمة السورية، ثم فرّت إلى لبنان بعد سقوط النظام، ولا يُعرف عددها، وهذه الفئة من المستحيل أن تعود إلى سوريا".
ويضرب مثلاً بلواء القدس، الذي يتألف من 3500 عنصر، حوالي الخمسمائة منهم فلسطينيون، وهؤلاء شاركوا بتعفيش مناطق قريبة بمخيم النيرب، وربما يحاول بعض سكان تلك المناطق الانتقام، إضافة إلى أن ذوي الفلسطينيين الذين قُتلوا تحت التعذيب سيحاولون الثأر، حسبما يعتقد كثيرون، ويُقدّر عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في سجون النظام بحوالي 4000 شخص.محمد عوّاد، هو من الفلسطينيين السوريين القلائل الذين يتحضّرون للعودة إلى مخيم العائدين في حماه. ويقول إن وضعه الاقتصادي كان جيداً قبل الحرب، فهو لا يعتمد كلياً على مهنة التعليم، فلديه محالّ تجارية يقوم بتأجيرها، لكن الملاحقات الأمنية، نتيجة تقارير عن انتقاده للنظام، دفعته للهرب إلى لبنان. كما يشير إلى أن أبناءه يستطيعون العمل في سوريا دون تمييز بعد تخرجهم من الجامعات. ويُبرز مقطعاً مصوّراً لرفع صورة كبيرة عند مدخل مخيم حماه، تظهر أسماء 79 معتقلاً من المخيم قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، رغم أن المخيم كان بعيداً نسبياً عن الأحداث. كما يسمّي بعض أسماء "شبيحة المخيم" الذين فروا إلى لبنان بعد سقوط النظام.رحلة استطلاعيةتواصلت "المدن" مع عصام الخالدي المتواجد في مخيم خان الشيح، والذي كان قد فرّ منه إلى مخيم الجليل في بعلبك عام 2013، لكنه أكد أنه عائد للبنان، ووصف رحلته لسوريا بالاستطلاعية. وشدد على أنه يمكن له الاستقرار في سوريا، إذا تحسنت الظروف الاقتصادية، أو حين يهمّ أبناؤه بالالتحاق بالجامعة، فستكون سوريا الخيار الأمثل بسبب التكاليف البسيطة. ويقرّ بأنه سلك طريقاً غير شرعية، لتفادي منعه من العودة إلى لبنان.معظم من التقت بهم "المدن" يعزون بقاءهم في لبنان إلى الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا، مما يجعل المساعدة البسيطة التي تقدمها الأونروا للفلسطينيين القادمين من سوريا ذات جدوى. فالأونروا تقدّم لهذه الفئة مساعدة قيمتها 25 دولاراً شهرياً للفرد بدل غذاء، و50 دولاراً للعائلة بدل مأوى. وحاولت إيقافها منتصف شهر كانون الأول 2021، لكن الاحتجاجات الواسعة حينذاك دفعتها للتراجع عن القرار.الغالبية الساحقة من الفلسطينيين في سوريا استطاعت تحمّل الأعباء الاقتصادية بفضل التحويلات المالية. وأقاربهم في لبنان، ورغم ضيق الحال، يقتطعون جزءاً من إيراداتهم، ويرسلونها إليهم. وإن كانت معظم التحويلات تأتي من الفلسطينيين السوريين في أوروبا، والذين يُقدّر عددهم بحوالي 120 ألفاً، حسب الباحث محمد شاويش. وقدّر سابقاً مدير شؤون الأونروا في سوريا أمانيا مايكل إيبيي أنه يعيش 4 من كل 5 لاجئين من فلسطينيي سوريا في حالة فقر.ما يعيق عودة البعض أن معظم الفلسطينيين السوريين في لبنان هم من مخيم اليرموك الذي دُمّر منه حوالي 20 بالمائة، و40 في المئة من بيوته بحاجة للترميم. وتشير إحصائيات الأونروا إلى أن 91.46% من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان لجؤوا من مناطق دمشق حيث يقع مخيم اليرموك. كما تعرضت مخيمات أخرى إلى التدمير الجزئي، مثل حندرات في الشمال ودرعا في الجنوب وغيرهما.اللافت أن بعضاً ممن عايشوا السجون يرفضون العودة لأسباب نفسية. فعبد رحال (اسم مستعار)، لم يغادر مخيم برج البراجنة منذ ثلاث سنوات بسبب الحالة النفسية التي تنتابه عند مدخله، وذلك يعود إلى أن النظام السوري اعتقله عند مدخل مخيم اليرموك، وتعرّض بعدها لأشهر طويلة من التعذيب الشديد، اضطره أن يتناول المهدئات بشكل دائم.اتخذت السلطات اللبنانية بعد سقوط النظام السوري قراراً يمنع تجديد الإقامات للفلسطينيين السوريين، وكان قبل ذلك يجري التجديد كل ستة أشهر. وتتعامل السلطات اللبنانية مع الفلسطينيين السوريين، منذ لجوئهم، بصفتهم سائحين وليس نازحين مما يسقط عنها واجب الحماية، كما لا تسمح لهم بالعمل بصورة شرعية. وفي الخلاصة فإنه يصعب الحديث عن عودة واسعة للفلسطينيين السوريين إلى سوريا، إلا بعد تحسن الوضع الاقتصادي هناك.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top