سلمت كتائب القسام، اليوم السبت، أسيرين إسرائيليين أحدهما يحمل الجنسية الفرنسية إلى الصليب الأحمر في خانيونس، كما سلمت أسيراً ثالثاً يحمل الجنسية الأميركية في ميناء غزة، فيما تتواصل المفاوضات لإنجاز المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ظل معلومات تشير إلى أن الجولة المرتقبة ستكون شاقة ومعقدة.وتستضيف القاهرة اليوم السبت، اجتماعاً لـ6 دول عربية، يتناول "تطورات الأوضاع، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسبل دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بعد حظرها إسرائيلياً.
الدفعة الرابعة
وأنجزت فصائل المقاومة إجراءات الدفعة الرابعة ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، في عملية سريعة ومنظمة، إذ أفرجت القسام عن الأسيرين يردين بيبس وعوفر كالديرون، في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في احتفال سريع ومنظّم وحضور عدد قليل من المتفرّجين، وسط لافتات تحمل صور قادة القسام الذين أعلنت حماس، الخميس، عن استشهادهم خلال الحرب على غزة. كما سلمت الأسير الإسرائيلي-الأميركي كيث سيغل، إلى فرق الصليب الأحمر في ميناء غزة، ضمن عملية سريعة ومنظمة، رافقها استعراض عسكري لوحدات القسام المختلفة، التي وصلت بزيها ومعداتها العسكرية، لينطلق بعد ذلك احتفال شعبي بمشاركة حشود من المواطنين الغزيين.
وقال الجيش الإسرائيلي و"الشاباك"، في بيان مشترك، إنه تسلّم الأسيرين، ورافقتهما وحدة خاصة من الجيش وعناصر "الشاباك"، إلى داخل إسرائيل، حيث سيخضعان لتقييم طبي أولي، ثم أعلن لاحقاً عن استلامه الأسير الثالث.
تطور لافت
وفي تطور لافت، رافق مجريات التسليم، أفادت تقارير إعلامية بأن قائد كتيبة الشاطئ في الجناح العسكري لحركة حماس هيثم الحواجري، تولى تسليم سيغل إلى الصليب الأحمر، رغم أن إسرائيل كانت قد أعلنت سابقاً عن اغتياله خلال الحرب. وعلق مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي على هذا بالقول: "إذا كان الأمر صحيحاً بالفعل، وظهر قائد كتيبة الشاطئ في حماس على المسرح، فستكون هذه الحالة الثالثة التي يتضح فيها، أن الجيش الإسرائيلي لم يقتل أشخاصاً أعلن أنه قتلهم". وينطبق الأمر نفسه على قائد كتيبة آخر في حماس، قائد كتيبة بيت حانون، الذي كثف ظهوره العلني في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
ومساء أمس الجمعة، أفاد إعلام الأسرى، بأنه من بين الأسرى المقرر تحررهم ضمن الدفعة الحالية، 18 أسيراً من ذوي المؤبدات، 54 أسيراً من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، و111 أسيراً من قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقال في بيان: "يأتي تحرير هذه الدفعة ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها المقاومة الفلسطينية في معركة تحرير الأسرى، تأكيداً على التزامها بواجبها الوطني والأخلاقي في كسر قيد الأسرى، وإنهاء معاناتهم داخل سجون الاحتلال".
ماكرون مرتاح
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن "ارتياحه" للإفراج عن عوفر كالدرون بعد 483 يوماً من الأسر، مؤكداً تضامنه مع عائلته في لحظة الفرح هذه. وأضاف أن بلاده تواصل جهودها لضمان الإفراج عن أوهيد يهلومي، الذي لا يزال محتجزًا لدى حماس، مشدداً على ضرورة إطلاق سراحه من دون تأخير.
جولة ثانية
في غضون ذلك، بدأ الوسطاء القطريون والمصريون خلال الأيام الأخيرة، عملية استكشافية وتحضيرية للجولة الثانية من مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد جهود مضنية ومفاوضات استمرت لأشهر. وذكرت "العربي الجديد"، في تقرير اليوم السبت، أن الإرهاصات الأولية المتعلقة بهذه الجولة من مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق غزة وترتيباتها، تبدو معقدة وغير متفائلة لجهة سرعة الوصول إلى إنهاء الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهراً، لا سيما وسط المواقف الإسرائيلية الداخلية المرتبطة بالأحزاب القومية الدينية، التي تريد استئناف الإبادة.
ونقلت "العربي الجديد"، عن مصدر مطلع قوله إن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ في اليوم السادس عشر من بدء الاتفاق رسمياً "لكن الاحتلال يحاول جس النبض مع الوسطاء منذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاق"، مضيفاً أن "حركة حماس مستعدة جيداً للمفاوضات في المرحلة الثانية التي ستشمل استكمال كل الملفات المتعلقة بالانسحاب والإغاثة وتأهيل البنية التحتية والمؤسسات العامة وإعادة الإعمار". وأشار إلى أن "هذه الجولة من المفاوضات ستكون حول الملفات المتعلقة بمفاتيح تبادل المحتجزين والأسرى في المرحلة الثانية والشروط المتعلقة بالإفراج وعملية التبادل والتي ستكون مختلفة عن المرحلة الأولى".
لكن المصدر نفسه، شدّد بالمقابل على ضرورة "إلزام الاحتلال الإسرائيلي من قبل الوسطاء بتنفيذ الاتفاق في المرحلة الأولى، لا سيما ما هو متعلق بالبروتوكول الإنساني في هذه المرحلة، من إدخال المساعدات والإغاثة للشعب الفلسطيني في غزة".
وعلى صعيد متصل باتفاق غزة، عاد معبر رفح إلى العمل اليوم، وذكرت تقارير إعلامية، أن 50 مصاباً من غزة، أنهوا استعداداتهم لمغادرة القطاع وتلقي العلاج في الخارج، وذلك بعد أن تمّ اختيارهم من بين 400 اسم قدمتهم السلطات الفلسطينية إلى الجانب المصري.
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه "سيُسمح بمرور "50 حالة مرضية، يومياً، مع ثلاثة مرافقين لكل مريض، ما يعني بمعدل 200 شخص يومياً، شرط الحصول على الموافقة المسبقة من الجهات الأمنية في إسرائيل ومصر".