بات من المؤكد أنّ مسار تشكيل الحكومة تعثر في الأيام القليلة المنصرمة، بينما يستمر رئيس الحكومة المكلف نواف سلام بالسعي إلى تذليل العقبات والتأكيد على أنّ الأمور ليست مستعصية، وهو ما يؤكده أيضاً رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وخصوصاً أنّ عملية التشكيل غالباً ما تحتاج إلى مهلة زمنية معينة ليتم التوافق مع الأفرقاء كافة، وكي لا تأتي لمصلحة فريق على حساب الاخرين. واليوم، يشهد لبنان على زيارتين سعودية ومصرية، بانتظار الأميركية مع قدوم الموفدة مورغان أورتاغوس خلال نهاية الأسبوع.
والمحطة الاولى كانت مصرية، مع قدوم وزير الخارجية المصري بدر أحمد العاطي إلى لبنان في زيارة تحمل عنوان الدعم وتأكيد الوقوف إلى جانب لبنان، وهو ما اعلنه عبد العاطي من قصر بعبدا بعد لقائه مع العماد عون. وقال عبد العاطي "إن القاهرة على ثقة بأن لبنان سينهض ويتعافى بعد الأزمات التي مر بها"، مشيراً إلى أن لبنان لطالما سيبقى مركزاً للثقافة والفن والنشاطات الاقتصادية والمالية.
وبتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يزور عبد العاطي لبنان حيث نقل رسالة منه إلى الرئيس عون قائلاً: "نحن على ثقة بأن الرئيس عون سيقود البلاد نحو الأمن. وجهنا دعوة رسمية من الرئيس السيسي لزيارة بلده الثاني مصر في أقرب فرصة ممكنة". دعم للجيشوأكمل: "نتطلع إلى تفعيل اللجنة العليا المشتركة فور تشكيل الحكومة وبحثنا الدور المصري في إعادة الإعمار في لبنان والشركات المصرية في خدمة لبنان لتنفيذ كل مشروعات التعافي".
وقال: "أيضاً، بحثنا أهمية تنفيذ القرار 1701 واكدنا أن مصر حريصة على حصول انسحاب إسرائيلي كامل من لبنان، ورحبنا بانتشار الجيش في كل لبنان ونؤكد أن مصر مستعدة لتقديم الدعم للجيش". وأضاف: "مصر تؤكد على وجوب الالتزام باتفاق وقف النار ولدينا اتصالات دائمة مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب وفرنسا في هذا الإطار".
وعلى الصعيد الحكومي، قال عبد العاطي: "ندعم جهود الرئيس المكلف نواف سلام في تشكيل حكومة لبنانية لا تقصي أو تستبعد أحدا وتعكس كل التنوع الطائفي والديني في لبنان".
كذلك زار عبد العاطي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.الموفد السعوديوسيزور الموفد السعودي يزيد بن فرحان لبنان. وتتردد معلومات عن أن الغاية من الزيارة هي تذليل العقبات أمام تأليف الحكومة. ومن المرتقب أن يتواصل الموفد السعودي مع مختلف الأطراف للطلب منهم التعاون مع الرئيس المكلف وتسهيل مهمته.