التحركات الإيرانية في سوريا: بين تعزيز النفوذ وتعميق الأزمة
2024-12-03 14:55:42
كشفت مصادر عراقية، في تطور جديد في المشهد السوري، عن إرسال إيران عشرات المقاتلين من الفصائل العراقية والحرس الثوري إلى سوريا عبر الجو، ما أثار تساؤلات حول أبعاد التصعيد الإيراني وتداعياته، خاصة في ظل المراقبة الإسرائيلية المستمرة لمنع وصول الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة.
وحلل، الخبير العسكري والاستراتيجي أحمد الشريفي، لقناة "سكي نيوز عربية"، أن "إيران تسعى للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا كجزء من محور المقاومة"، مؤكداً أن "أي تصدع في النظام السوري قد يقطع خطوط الإمداد اللوجستي التي تعتمد عليها الفصائل الموالية لطهران".
كما أشار إلى أن "هذه الخطوة تأتي في إطار صراع النفوذ الإقليمي المتزايد بعد أحداث غزة الأخيرة".
وأكد الشريفي أن "إسرائيل تراقب الوضع عن كثب"، محذراً من إمكانية وصول الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة، وهو ما قد يعطي ذريعة لإسرائيل لاستهداف مراكز الدعم اللوجستي في العراق وسوريا.
وأضاف أن "أي استهداف إسرائيلي داخل العراق قد يؤدي إلى أزمة سياسية كبيرة، خاصة مع التزامات الحكومة العراقية بحصر السلاح بيد الدولة وابتعادها عن الصراعات الإقليمية".
وتناول الشريفي قدرة الجيش العراقي على تأمين الحدود الطويلة مع سوريا، مشيراً إلى أن "هذه الحدود تمتد لأكثر من 600 كيلومتر". ورغم الإجراءات الاحترازية، أوضح أن "التحدي الأكبر يكمن في الفصائل المسلحة غير المرتبطة بالمؤسسة العسكرية الرسمية، والتي قد تعبر الحدود لدعم النفوذ الإيراني".
وأشار إلى أن "هذا التحرك قد يعرض العراق لضغوط دولية كبيرة، قد تؤدي إلى ضربات إسرائيلية تستهدف مراكز القيادة والسيطرة لهذه الفصائل".
حول مستقبل الأوضاع في سوريا، أكد الشريفي أن "النظام السوري يواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة تراجع الدعم الروسي والإيراني"، وتوقع أن تشهد سوريا تغييرات سياسية قادمة، ربما نحو نظام فيدرالي يعيد توزيع السلطة على أسس جغرافية وديموغرافية.
كما لفت إلى أن "استمرار استخدام التنظيمات المسلحة للطائرات المسيّرة والانتحارية يزيد من إنهاك الجيش السوري، الذي يعاني من ضعف في قدراته القتالية".
وأشار الشريفي إلى أن "الصراع السوري أصبح ساحة لتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية، بما في ذلك روسيا، الولايات المتحدة، تركيا، وإيران"، وتوقع أن تكون هناك تسوية سياسية قادمة بوساطة دولية، تتضمن تغييرًا في بنية النظام السوري.
في سياق متصل، حلل المحلل السياسي بشارة شربل من بيروت وأستاذ العلوم السياسية أحمد مهدي من طهران هذه القضية، وناقشا التحركات الإيرانية الأخيرة وأثرها على موازين القوى في المنطقة.
وأشار شربل إلى أن "إيران تسعى لتوسيع نفوذها العسكري في سوريا كجزء من استراتيجيتها الإقليمية رغم الضغوط الدولية والإسرائيلية".
وأوضح مهدي، في التطرق إلى التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن نقل حزب الله قوات من لبنان إلى سوريا لحماية المنشآت الإيرانية، أن "إيران تعتبر هذا الدعم جزءاً من استراتيجيتها لحماية مصالحها الإقليمية، بينما تدرك تعقيدات الوضع الناتجة عن التحركات الإسرائيلية الأخيرة".
كما تطرق النقاش إلى دور تركيا في الشمال السوري، حيث يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين، في الوقت الذي تدعم فيه التنظيمات المسلحة في المنطقة، وأكد شربل أن "التحركات التركية تزيد من تعقيد المشهد السوري، مما يعقد جهود إيجاد حل سياسي".
وأشار مهدي إلى أن "الدعم العسكري الإيراني لسوريا يأتي في وقت حساس بسبب المخاوف من التحركات الإسرائيلية التي تستهدف إضعاف الوجود الإيراني". في المقابل، أوضح شربل أن "روسيا تحاول الحفاظ على توازن في سوريا، لكنها ترغب في تقليص النفوذ الإيراني لصالح تعزيز استقرار النظام السوري".
وكالات