يعقد مجلس الأمن الدولي يوم الخميس جلسة طارئة لبحث تطورات الأوضاع في لبنان في ضوء التصعيد المتواصل بين العدو الإسرائيلي وحزب الله. هي الجلسة الثالثة التي يعقدها مجلس الأمن بناء على طلب فرنسي، ولكن الجلستين الماضيتين لم يصدر عنهما أي قرار. يعوّل لبنان على الاتصالات الدولية والديبلوماسية للوصول إلى وقف لإطلاق النار، لا سيما أن الحكومة أعلنت استعدادها الالتزام بالقرار 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب. وتأتي جلسة مجلس الأمن بعد مشاورات دورية عقدتها الدول الأعضاء وجرى فيها تقديم تقرير حول آخر تطورات الوضع في لبنان. وخلال هذه المشاورات حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطورة الأوضاع في لبنان، ورّحب بقرار مجلس الوزراء بزيادة عدد القوات المسلّحة اللبنانية لتعزيز سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية. كما أكد غوتيريش، أهمية زيادة الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية ومؤسسات الأمن الحكومية من أجل استقرار لبنان ومن أجل الوصول إلى أن ينحصر السلاح بيد الدولة، وقال: "أواصل تشجيع الجهات الفاعلة اللبنانية على تنشيط الجهود لإقامة حوار وطني شامل لمعالجة القضايا العالقة".
مؤتمر الدعم
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الأربعاء أن باريس ستعقد اجتماعاً وزارياً دولياً بشأن الأزمة في لبنان في 24 تشرين الأول (أكتوبر)، وسيركز على الوضع السياسي الداخلي والمساعدات الإنسانية وسط تصعيد الصراع بين إسرائيل و"حزب الله". وأشارت الوزارة في بيان إلى أن الاجتماع سيركز أيضاً على العمل على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في الوقت الذي تحاول فيه الدول إقناع الجانبين بقبول وقف إطلاق النار. وقال بيان الخارجية الفرنسية: "سيجمع هذا المؤتمر الوزاري الدول الشريكة للبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني. وسيكون هدفها تعبئة المجتمع الدولي للاستجابة لاحتياجات الحماية والإغاثة الطارئة لسكان لبنان وتحديد سبل دعم المؤسسات اللبنانية، ولا سيما القوات المسلحة اللبنانية، الضامنة للاستقرار الداخلي في البلاد. وأضاف: "في مواجهة أزمة سياسية وإنسانية خطيرة وعميقة، ستذكّر فرنسا من خلال هذا المؤتمر بالحاجة الملحة إلى وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل دبلوماسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 1701 والسماح بالعودة الآمنة للنازحين في إسرائيل كما في لبنان".
الغزو والحرب الطويلة
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وصف الهجوم الإسرائيلي على لبنان بأنه "غزو"، قائلا إنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن "يبقى غير مبال" إزاء هذا الوضع وأعرب عن أسفه "لعدم وجود توافق" حول الموضوع داخل الاتحاد الأوروبي. وأكد خلال نقاش في البرلمان انه "من الواضح أنه حصل غزو من دولة أخرى لدولة ذات سيادة مثل لبنان، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى غير مبال".
وفيما رأى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن الحرب في لبنان من الممكن أن تطول، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن وزير الخارجية عباس عراقجي"أجرى مباحثات مفيدة وبناءة مع نظيره السعودي، بشأن آخر التطورات في المنطقة خاصة في غزة ولبنان". وأضاف: "وطالب الجانبان بوقف الحرب ضد غزة ولبنان، واكدا أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى النازحين".