توقيتٌ "مشبوه" ووقت محدود لتفجيرات الـ"بيجر"!
2024-09-19 12:25:37
وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وفي ظل المساعي الأميركية الحثيثة لاحتواء الصراع في المنطقة، أثارت سلسلة الانفجارات الغامضة التي استهدفت منظومة اتصالات حزب الله، خلال اليومين الماضيين، تساؤلات جوهرية بشأن توقيتها ودوافعها.وذكرت صحيفة "واشطن بوست"، أن "سؤالا حاسما برز إثر العمليات الأخيرة، وهو "لماذا الآن؟"، مشيرة إلى أن "الحكومة الإسرائيلية في حالة اضطراب وواشنطن تحاول بشدة منع نشوب صراع أوسع، مما جعل خبراء ومسؤولين يتساءلون عن توقيت الهجوم وما يشير إليه بخصوص نوايا إسرائيل في لبنان".ولم تعلن إسرائيل، التي نادرا ما تعلق على عملياتها الاستخباراتية في الخارج، عن مسؤوليتها عن الهجوم أو تنفيها. كما تُبلغ إسرائيل الولايات المتحدة بتفاصيل العملية قبل حدوثها، لكنها أطلعتها بعد ذلك عبر قنوات استخباراتية، وفقاً لمسؤولَين أميركيَّين، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل حساسة.وظل من غير الواضح، كيف تمكنت إسرائيل بالضبط من تنفيذ العملية - وما إذا كانت قد انتهت.ويوضح عدم حدوث أي متابعة عسكرية كبيرة (تحرك عسكري موازي) من قبل إسرائيل في الساعات التي تلت الانفجارات الأولى أن "التوقيت لم يكن الأمثل"، كما قال عوديد عيلام، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في الموساد.وقدّر مستشار لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقائد سابق رفيع المستوى في جهاز الأمن الداخلي للبلاد "الشين بيت"، أن "عملاء ربما سيطروا على سلسلة توريد أجهزة النداء، وأفرغوا محتوياتها وملأوها بكميات صغيرة من المتفجرات".وبمجرد اكتمال ذلك، يضيف في حديثه لـ"واشنطن بوست"، كان هناك وقت محدود للتصرف: "مستوى الشك مرتفع، ويكفي انفجار واحد [عن غير قصد] لنسف العملية كلها".وردد مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون سابقون آخرون هذا الرأي، قائلين أن "مثل هذه العمليات - التي تستغرق شهورا، إن لم يكن سنوات، في الإعداد - ولها فترة صلاحية قصيرة بعد وضعها موضع التنفيذ".وفي حالة أجهزة النداء المتفجرة، من المحتمل أن قرار حزب الله بالتحول إلى ما اعتقد أنها أجهزة أقل تقنية وأكثر أماناً بعد موجة من الاغتيالات الإسرائيلية "قد وفر نافذة فرصة"، كما أوضح عيلام.وأضاف، "تحتاج إلى الحد الأدنى [من الوقت] بين التركيب والضغط على الزر".وذكرت "واشنطن بوست"، أنه "لم يكن واضحا على الفور ما إذا كانت العملية مقصودة كضربة أولى في صراع واسع النطاق أو تحذير لحزب الله بشأن التكاليف المحتملة لمثل هذه المواجهة".واعتبر رئيس الموساد السابق، داني ياتوم، أن "الأجهزة المتفجرة تهدف إلى إثارة الذعر والتوتر والصدمة داخل حزب الله"، مما يظهر قدرة إسرائيل على اختراق حتى أكثر خطوط الاتصال أماناً للحزب.وأردف، "إنها عملية سيكون لها ما بعدها وقد تبدأ حرباً أكثر حسما في لبنان".ومن دون أن يعلّق على الانفجارات التي حصلت في لبنان، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء أن "مركز ثقل الحرب ينتقل الى الشمال"، في إشارة الى الجبهة المفتوحة مع حزب الله في موازاة الحرب المستمرة مع حركة حماس في قطاع غزة.وفي الدول العربية المجاورة، تقول الصحيفة أن "المسؤولين الاستخباراتيين والأمنيين شعروا بالقلق من استفزاز آخر".وصرح مسؤول إقليمي، لم تكشف الصحيفة هويته: "كنا بالفعل في مرحلة متقدمة من سلم التصعيد. كانت هذه مقامرة كبيرة من قبل إسرائيل".واتهم وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إسرائيل بأنها تدفع "المنطقة برمتها إلى هاوية حرب إقليمية" من خلال مواصلة التصعيد الخطير على عدة جبهات.وتكهنت الأجهزة الأمنية العربية بأن "حزب الله ربما اكتشف خللا في أجهزة النداء، مما وضع إسرائيل أمام خيار الاستخدام أو الخسارة". وأشار العديد من المسؤولين إلى أنه "بخلاف ذلك، فإن توقيت الهجوم يفتقر إلى المنطق".وقال مسؤول أمني إقليمي ثان: "حتى لو كانوا يحاولون إرسال رسالة، فلماذا الآن؟ سيكون هناك رد فعل من حزب الله. لماذا تفعل هذا إذا كنت مهتما حقا بمنع حرب أوسع؟".
وكالات