لعلها حالة الرعب الأسوأ التي يشهدها لبنان منذ بدء الحرب. رعب متواصل، دخل بيوت اللبنانيين جميعاً، وتحديداً القاطنين في مناطق يسكنها عناصر من "حزب الله"، بعد انفجارات الأجهزة اللاسلكية والتي خلّفت، خلال يومين، آلاف المصابين، وأكثر من 30 قتيلاً. رعب عام، مستمر، لا يستثني أحداً، ويزداد قسوة بتحليلات وتقديرات لا يُدرَك الصحيح منها أو المضلل.
منذ اللحظات الأولى للهجمات، غصّت شاشات التلفزة بالخبراء في الأمن السيبراني والتقنيات الحديثة والذكاء التوليدي، إلى جانب متخصصين آخرين في المجال التكنولوجي. تعدّدت الفرضيات وطُرحت سيناريوهات مختلفة لتحليل ما جرى. وكما هو الحال في كل حدث كبير، تدفقت المحتويات الرقمية من فيديوهات تحليلية وتقارير أمنية وتقنية، تحاول تفسير ما حدث. وكل هذه التفسيرات سبقت البيان الرسمي لـ"حزب الله"، الجهة المستهدفة في هذه العمليات، وهو في هذه الحالة، الوحيد الذي يفترض أن يمتلك المعلومة، أو على الأقل التقدير لما حصل، وما زال متكتماً، ما يعني أنه أيضاً في طور التقديرات.
لا اظن ان القصة لها علاقة بنوع الجوال اعتقد ان اسرائيل استخدمت الموجات الكهرومغناطيسية لتفجير الاجهزةموجة محددة تفجر نوع محدد من الاجهزةوهذا يفسر تعطل انظمة الحماية وبصمة العين و منظومات الطاقة الشمسية في #جنوب_لبنانpic.twitter.com/1fLBn9QjlZ https://t.co/b2w6goM3NJ
— محمد الموسلي (@Ben___Madi) September 18, 2024
في هذه الحالة، غياب الرواية الرسمية حول ما حدث ويحدث، يبدو أمراً متوقعاً، في ظل الإمكانات الضئيلة للأجهزة الأمنية اللبنانية، والأهم تعقيد الهجوم وطبيعته غير المألوفة، إذ أنه ربما يكون الأول من نوعه على مستوى العالم. وبالتالي، تحليل ما جرى من قبل الجهات المختصة وتقديم تقرير تقني، حتى ولو أوّلي، يعدّ مهمةً صعبة، فمثل هذه القضايا يتطلب أنظمة متقدّمة وكوادر وخبرات متخصّصة.
Today’s Attack on Hezbollah didn’t just target Radios to Detonate, with reports suggesting that Smartphones, Intercoms, Crypto Devices, Tickers, Smart Watches, Solar Panels, and even some Household Appliances within the Homes of Hezbollah Members across the Country had Exploded.
— OSINTdefender (@sentdefender) September 18, 2024
على أن التحليلات التي اجتاحت الشاشات والمنصات الرقمية، يبدو أن معظمها لم يقدم الإرشاد المطلوب بقدر ما ساهم في تعزيز حالة الذعر بين اللبنانيين. فقد بدأت الشائعات تتحدث عن احتمالات انفجار ألواح الطاقة الشمسية، أو حتى الهواتف الذكية في أيدي المستخدمين. وبالتزامن مع هذه المخاوف، استمر انتشار المعلومات الزائفة والمضللة، حيث تم تداول مقاطع فيديو لحوادث انفجارات هواتف أو أجهزة لابتوب لم تقع في لبنان أصلاً. هذه المواد المغلوطة لم تؤدِ إلا إلى تعميق الأزمة وزيادة حالة الرعب بين المواطنين.
مهم مهم وريتويت وخبروا اصحابكم واهلكم هناكعلى جميع سكان لبنان فصل الطاقة الشمسية عن منازلهم ، وإيقاف تشغيل كافة الأجهزة الإلكترونية المزودة ببطاريات ليثيوم.ما يحدث هو استهداف شامل لشعب لبنان بطرق خبيثة ، ويجب اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من المخاطر المحتملة "
— Osama Dmour (@OsamaDmour5) September 18, 2024
تضاف إلى ذلك، الحرب النفسية التي يقودها الإعلام العبري، الذي تنتشر منشوراته بين اللبنانيين، وتتحدث عن امتلاك دولة الاحتلال أسلحة تكنولوجية نوعية، وأن ما تم استخدامه في المواجهات هو جزء من هذه الأسلحة، وسُمّيت "أسلحة يوم القيامة"... فتفاقم الذعر والقلق.
إعلام عبري:ما نراه في موجتي الانفجارات في #لبنان هو نوع من سلاح يوم القيامة من حيث "الاستخبارات التكنولوجية" التي كانت حتى الآن سرية وتم الكشف عنها الآن لغرض تنفيذ هجمات إلكترونية واسعة النطاق كجزء من القدرات التي لا تظهر إلا أثناء الحرب. نحن في مرحلة الحرب.
— Marwan Matni