شدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على أن إسرائيل ستوجه "رسالة في غاية الوضوح لأعدائها مفادها أن الذين اعتدوا عليها، والذين يتحدثون في كل خطاب عن كيفية تدمير دولة إسرائيل، ستضربهم وستواصل زيادة قوتها". كما قال اليوم الأربعاء من قاعدة تل نوف الجوية: "سنكون قادرين على شن هجمة سريعة للغاية، على كل مكان في لبنان، وعلى كل مكان في غزة، وعلى كل مكان في الشرق الأوسط، فوق الأرض، وتحت الأرض".الخطّ الأحمرونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر مسؤول قوله إنه تم نقل: "رسالة لـ"حزب الله" وإيران أن المسّ بالمدنيين خط أحمر". وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن حزب الله "سيرد أولاً خلال الأيام المقبلة"، وهو ما يفسر حالة الاستنفار القصوى لدى الجيش الإسرائيلي. ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله "سيوجه الضربة الأولى وستكون الأهداف عسكرية وأمنية وليست مدنية". وتحدثت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء اليوم، عن تقديرات حالية صدرت عن جهتين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن "حزب الله سيهاجم أولاً وليس بالشراكة مع محور المقاومة وأن هذا سيحدث في الأيام المقبلة"، وأفادت بأن ذلك قد يعني أن حزب الله اختار الأهداف وقرر بشأن حجم الهجوم وكيفية تنفيذه.تغيّر نمط الصراعبدورها أفادت "الإيكونوميست"، اليوم الأربعاء، نقلاً عن ضابط في "اليونيفيل"، أن "نمط الصراع بدأ يتغير بين حزب الله وإسرائيل، ولاحظنا تحولاً من الكمية إلى النوعية في إطلاق النار". وأردف الضابط في اليونيفيل، "أصبح كلا الجانبين يستخدم القوة بشكل أكثر دقة وأسلحة أكبر حجماً". وتابع: "الجانبان أصبحا أكثر استعداداً للتصعيد وتجاوز خطوط الخصم الحمراء". في السياق أعلن مجلس ماروم جليل الإقليمي، أنّ "قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمرت بتغيير التعليمات في المستوطنات المقامة على أراضيها، بما في ذلك ميرون"، موضحًا أنّه تم منع الأنشطة في المنطقة المفتوحة في ميرون ومناطق أخرى.فتنة اللبنانيينوقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للتأثير على المواطنين اللبنانيين، وتعزيز الضغوط الداخلية على لبنان؛ بما في ذلك من خلال منشورات على الصفحة الرسمية للخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس" باللغة الإنجليزية. وجاء في منشور صدر عن الخارجية الإسرائيلية، "إلى جيراننا في لبنان: لقد وقع بلدكم رهينة لدى حزب الله، المنظمة الإرهابية التي أحدثت الدمار والإرهاب وعدم الاستقرار في مختلف أنحاء لبنان. إن حزب الله لا يشكل تهديداً لنا في إسرائيل فحسب، بل يشكل أيضاً تهديداً لسلامة وأمن الشعب اللبناني. الآن هو الوقت المناسب للتحدث بصراحة".
كذلك، تحاول إسرائيل من خلال التصريحات والتهديدات التي تصدر عن مسؤوليها، التأثير على قرار الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بشأن الرد اللبناني المتوقع على اغتيال القيادي العسكري الرفيع في الحزب، فؤاد شكر. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، التي حذر فيها من أن نصرالله قد يجر لبنان لدفع "أثمان باهظة جدًا"، تأتي في ظل الاعتقاد الإسرائيلي بأن "هناك مساحة للتأثير على قرارات نصرالله بشأن الرد على إسرائيل".
وبحسب التحليلات، "يمكن أن يكون نصرالله عرضة للضغط الداخلي من اللبنانيين الذين يخشون من دمار واسع في لبنان"، وبالتالي قد يختار الرد بشكل محدود منعاً للتورط بحرب واسعة. وأضاف التقرير أن "غالانت أراد من خلال تصريحاته توضيح مخاطر التصعيد لنصرالله، خصوصاً إذا حاول استهداف مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مما يزيد من خطر إصابة المدنيين".