قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، إن اسرائيل في "مستوى عال جداً" من الاستعداد لأي سيناريو، سواء كان "دفاعياً أو هجومياً"، بعدما تلقت تهديدات بالرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
"الاعتداء علينا ثمنه باهظ"جاءت تصريحات نتنياهو عقب تقييم للأوضاع حول عمل الجبهة الداخلية بمشاركة قيادة الجبهة الداخلية ووزير الداخلية موشيه أربيل، وقال نتنياهو: "سيترتب على أي اعتداء علينا ثمن باهظ جداً. أولئك الذين يهاجموننا، سنهاجمهم رداً على ذلك"، مضيفاً أنه "بعدما قمنا باغتيال رئيس أركان حزب الله، تلقينا اليوم تأكيداً نهائياً لاغتيال رئيس أركان حماس محمد الضيف"، معتبراً أن "الضيف كان مسؤولاً عن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، بالإضافة إلى عمليات قتل كثيرة ضد مواطني إسرائيل، وقد كان المطلوب الأول لإسرائيل على مدار سنوات، واغتياله يثبت أساساً بسيطاً وهو أن من يؤذينا سنؤذيه".وسبق إشارة نتنياهو إلى مستوى الإستعداد العالي للرد، تشديد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على أن "كل من يهاجمنا سيدفع الثمن"، زاعماً أن حماس تواصل رفض أي اتفاق، إضافة إلى تغيير في الشروط ومطالب غير منطقية.قنبلة زرعت مسبقاًوفي جديد المعلومات حول عملية اغتيال هنية، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن 7 مسؤولين في الشرق الأوسط، بينهم إيرانيان اثنان ومسؤول أميركي، إلى أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس تم بواسطة عبوة ناسفة جرى تهريبها ووضعها داخل مضافة الحرس الثوري الإيراني شمالي طهران، حيث أقام هنية وعدد من الضيوف الأجانب المشاركين في حفلة تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. وأخفيت القنبلة قبل نحو شهرين داخل المضافة، وتم تفجيرها بعد التأكد من وجود هنية داخل الغرفة المخصصة له، وهو الذي سبق أن مكث مرات عديدة في المضافة نفسها خلال زيارته للعاصمة الإيرانية، وذلك وفق ما ذكره 5 مسؤولين من الشرق الأوسط للصحيفة الأميركية التي أضافت أنه بناءً على المعلومات التي حصلت عليها، فإن "القتلة استطاعوا استغلال ثغرة مغايرة في الدفاعات الإيرانية: هفوة أمنية داخل مبنى يفترض أنه محروس حراسة شديدة، ما سمح بزرع قنبلة وبقائها مخفية لأسابيع قبل تفجيرها".وفيما ذكرت "نيويورك تايمز" أنه لام يُعرف بعد كيف زُرعت القنبلة داخل المضافة، نقلت عن مصادرها تأكيدات بأن عملية الاغتيال خُطط لها على مدار أشهر، وتطلبت مراقبة مطولة للمبنى. وأضافت نقلاً عن مصادرها، أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، كان يقيم في غرفة ملاصقة، لكن غرفته لم تتعرض لدمار كبير، ما يكشف عن التخطيط الدقيق لاستهداف هنية. أما عن الأبناء الأولية التي تحدثت عن تنفيذ إسرائيل ضربة صاروخية أدت إلى اغتيال هنية، فلفتت الصحيفة إلى أن هذه الفرضية طرحت أسئلة عن كيفية تمكن طيران الاحتلال الإسرائيلي من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وتنفيذ عملية مماثلة في قلب العاصمة طهران.وخلص عدد من المسؤولين الأميركيين تحدثوا لـ"نيويورك تايمز"، أن إسرائيل تقف خلف العملية رغم عدم اعترافها بذلك رسمياً. وأضافت الصحيفة في هذا الصدد أن مسؤولين بالاستخبارات الإسرائيلية أخبروا الولايات المتحدة الأميركية وحكومات غربية أخرى، بتفاصيل العملية مباشرة بعد تنفيذها، وذلك بحسب ما قاله المسؤولون الخمسة بالشرق الأوسط.