2024- 06 - 17   |   بحث في الموقع  
logo وول ستريت جورنال: هوكشتاين أجرى محادثات غير مباشرة مع حزب الله بوساطة بري logo هوكشتاين في إسرائيل لمنع الحرب الشاملة.. وقد يزور بيروت logo استهداف منزلاً في كفركلا logo لابيد بعد لقائه هوكشتاين: يجب أن تتوقف الفوضى في الشمال logo فيديو يوثّق لحظة استهداف سيارة "سلعا" logo "أسوشيتد برس":حملات إسرائيل الجوية والبرية بغزة أبادت سلالات بأكملها logo هجوم بسكين... إصابة 5 في "اعتداءٍ" شرق فرنسا logo تداعياتٌ "منتظرة" بعد قرار نتنياهو بفض التوافق!
الشماته من إيران سلاح السوريين العاجزين
2024-05-27 11:25:38

الشماتة في إيران باتت طقساً احتفالياً في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً في سوريا. وكانت لافتة الجرعة العالية، تلك التي واكبت حادث اختفاء مروحية الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، والوفد المرافق له يوم 19 أيار الحالي. وقد زاد المنسوب، حين تأكد خبر تحطمها صباح اليوم الثاني، ووفاة رئيسي وجميع من كانوا على متنها، ومنهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. وأعاد ذلك إلى الأذهان، ما سبق أن حصل في أحداث أخرى. ولعل أبرزها اغتيال الولايات المتحدة، لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020. ولم يختلف الأمر بين مسؤول عسكري شارك في معارك داخل سوريا إلى جانب النظام، وبين رئيس دولة ووزير خارجية. بل إن فريق الشامتين لم يميز بين الواقعتين، ما يعني أن النقمة، صارت تنصب على كل ما يخص إيران من دون تمييز، وهذا يحيل إلى القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، ورد طهران عليه، والذي جاء محسوباً، وغير متناسب مع الضربة التي تلقتها في سوريا، والتهديدات ذات السقف العالي، التي كانت تطلقها ضد اسرائيل.
الحقيقة التي باتت طافية على السطح، هي أن إيران مكروهة من طرف قطاع من الشارع العربي. وسبب عدم صدور رد فعل جدي من قبل المسؤولين الإيرانيين، إما أنهم يتجاهلون الأمر، لأنه لا يهمهم، أو أنهم يخطئون في الحسابات. وفي الحالين تقفز طهران على الواقع، ولا ترى الوجه الآخر من صورتها، التي تشكلت نتيجة أدوارها السلبية في أكثر من بلد عربي، ومن ذلك، أنها تدخلت خلال الأعوام الماضية، من أجل تمكين رئيس النظام السوري بشار الأسد من البقاء في موقعه، وساندته في حروبه من أجل قتل وتهجير ملايين من السوريين، ولا تزال تقوم بذلك، وعلى هذا الأساس، لا يمكن إقناع السوري الذي هجّره النظام السوري والميلشيات الطائفية اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية من بيته وأرضه، بدعم من إيران، أن يقف إلى جانبها، سواء تعرضت لإعتداء من إسرائيل، أو غيرها. كما أن دورها السلبي في العراق واليمن ولبنان غير خافٍ على أحد، ومع استمرار حالة التردي في هذه البلدان، باتت الشعارات الرنانة حول وجودها في هذه البلدان، تعطي مفعولا سلبياً.
سياسات إيران في أكثر من بلد عربي، تدفع قطاعاً من الشارع العربي ألا يصدق بأن دعمها لبعض الفصائل الفلسطينية عمل منزه عن الغايات الخاصة، لا يعود في جوهره إلى مساندة النضال الفلسطيني، بقدر ما هو من أجل مصالح خاصة. ومما لا شك فيه هو أن إسرائيل عدو لإيران، لكن ليس بسبب أنها تعمل من أجل تحرير فلسطين. هناك أسباب أخرى أبعد من ذلك، تعود في أغلبها إلى صراع ثنائي يتعلق بالأدوار والنفوذ في الشرق الأوسط والعالم العربي بالخصوص، ولا تخفي إيران طموحها بأن تصبح قوة إقليمية كبرى ذات كلمة مسموعة، وهذا لا يحظى بموافقة الغرب وإسرائيل، ومن هنا يأتي الاعتراض على المشروع النووي الإيراني، ليس لأنه مرشح لتغيير ميزان القوى لصالح فلسطين، بل لصالح إيران، التي تقاتل من أجل تحقيقه، إنطلاقاً من الأراضي العربية. وباستثناء القصف بالمسيرات والصواريخ ليلة 13 نيسان الماضي، لم يسبق لها أن وجهت طلقة واحدة من أراضيها ضد إسرائيل، منذ قيام الجمهورية الإسلامية العام 1979.
تدخلات إيران في أكثر من بلد عربي مقوضة للاستقرار، وضارة في جميع المقاييس، مهما كانت الأهداف نبيلة، وهي سبب الموقف السلبي منها، ولن يتبدل ذلك، ما لم تغير من سلوكها، وتتعامل على نحو مختلف، يقوم على الندية، واحترام خيارات الشعوب العربية الداخلية. وأول خطوة هي أن تسحب نفسها من النزاعات الداخلية في البلدان العربية، وتترك أهلها يحلون خلافاتهم بأنفسهم، لا أن تستثمرها وتفاقمها من خلال تقوية بعضهم ضد البعض الآخر. وعليها أن تبادر إلى أفعال ملموسة، مثل سحب الميليشيات الطائفية التي تنشرها في سوريا، ومنها حزب الله اللبناني، وتتوقف عن استعمال الأراضي السورية كمنصة للمواجهة مع إسرائيل، فهذا شأن سيادي سوري، يجب ألا تقرره إيران بالنيابة عن أهل البلد، تحت ذريعة أن وجودها في سوريا بطلب من النظام السوري، فتلك حجة صارت مستهلكة، لأن رئيس النظام لا حول له ولا قوة، وهو يقايض أمن نظامه بإطلاق يد إيران داخل البلد، ليس عسكرياً فقط، بل سياسياً واجتماعياً أيضاً. ويعرف حتى الطفل السوري أن إيران تمتلك دولة موازية داخل سوريا، وصار لديها ميليشيات خاصة ومراكز ثقافية وحسينيات، وهي تعارض عودة جزء من الملايين المهجرين السوريين، لا سيما في دمشق وحلب.
في جميع الأحوال، تبقى الشماتة تعبيراً عن أمرين. الأول هو الكراهية الشديدة، التي لم يعد فيها أي مكان لأي تسوية، حتى لو غيرت إيران من سلوكها، وهذا يعني أن دائرة الضرر الذي سببته في اتساع مستمر. والثاني هو العجز الذي بلغ القاع في مواجهة المشروع الإيراني، ولم يعد أمام السوريين سوى هذا السلاح الذي لا يجب ألا يُستهان به.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top