2024- 06 - 17   |   بحث في الموقع  
logo خوف لبنان من المحكمة الجنائية الدولية: سلطة تتهيّب العدالة logo "لم يعد موجودًا"... نتنياهو يعلن حل مجلس الحرب الإسرائيلي! logo "الدفاع المدني" ينقذ مواطنة من داخل مصعد في مار مخايل logo نازحو الجنوب يزورون قبور أمواتهم: العودة ليست قريبة logo محامو "أمل" رأيُهم مُصادَر: مهندس يقودهم إلى الفشل النقابي logo بايدن "يتجمّد" مُجددًا... وأوباما يُساعده! (فيديو) logo يزبك: الجيش الاسرائيلي مهما تغطرس وتجبر لن يغير قناعتنا logo بمناسبة زيارة بارولين... سعيد: الطائف مشروع للمستقبل!
يارون "سويسرا" الجنوب: سنديان خمسمئة عام يحترق
2024-05-26 12:25:37


ليست "يارون" إسماً عابراً في نشرات الأخبار المحلية والعربية والدولية تنقل يوميات الاعتداءات الإسرائيلية على ساحاتها العتيقة، التي يرتفع فيها المسجد إلى جانب الكنيسة، اللذين تساويا في تلقي قذائف العدو، منذ اندلاع عمليات "الإسناد والإشغال"، قبل سبعة أشهر ونصف الشهر.بلدة القصورلأرض يارون وموقعها الجغرافي حكايات، يعود عمرها إلى خمسة قرون، هو عمر سنديانها المغروس على مساحة مئات الدونمات، المطلة على قريتي كفربرعم وسعسع الفلسطينيتين، والمجاورة لبلدة "صلحا"، إحدى القرى اللبنانية السبع التي سلختها اتفاقية سايكس بيكو عن لبنان العام 1916، وتقوم على أنقاضها مستوطنة " أفيفيم". كما شهدت أرضها على معركة حامية قادها الشيخ ناصيف النصار، عميد عشائر جبل عامل، في مواجهة أحمد باشا الجزار، في العهد العثماني، وقضى فيها النصار بعدما سقط عن حصانه على صخرة، صارت معلماً ومقصداً، وذلك في العام 1781.
وفي هذه البلدة المسيجة ببنت جبيل وعين إبل ورميش ومارون الراس، واحدة من أبرز ظواهر الإغتراب الجنوبي واللبناني، التي حولت البلدة إلى "سويسرا" الجنوب، بعدما عمرت بكثير من البيوت الجميلة والقصور الفارهة والفاخرة، وشوارعها الرئيسية الواسعة وأحراج السنديان والصنوبر والخروب وأشجار الأرز، لم تسلم فيها قاعة "ناصيف النصار" من الغارات الإسرائيلية، فسوتها بالأرض، بعدما كان يجري الاستعداد لافتتاحها. وكذلك عشرات المنازل في الحارات القديمة، المجاورة لكنيستها ومسجدها. وهي بيوت تراثية مبنية بالحجارة الصخرية "الكدان".بلدة المغتربينقدمت يارون، التي كانت دروباً للعابرين الناجين المثقلين بوجع التهجير، من أهالي صلحا في أيار 1948، وملجأً مؤقتاً للكثير من عائلاتها، عشرات الشهداء، في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، سقطوا على يد العدو الإسرائيلي، الذي يوغل مجدداً في القتل والتدمير، فسقط اثنان من أبنائها "شهيدين على طريق القدس"، ولم يعف الفرق الصحافية، التي كانت تغطي أضرار القصف الإسرائيلي، فاستهدفهم الطيران المسيّر، وجرح أحدهم بجروح طفيفة، وهو الزميل المصور قي قناة الجزيرة عصام مواسي.
يبلغ عدد أبناء بلدة يارون، حسب سجلات النفوس، أكثر من 12 ألف فرد، من المسلمين والمسيحيين، يعيشون الأفراح والأتراح سوياً. ويزيد عدد المغتربين من أبناء يارون على ثمانين بالمئة، ينتشرون في الولايات المتحدة الأميركية (كاليفورنيا، نيويورك) وبنما، وأستراليا، ودول أميركا الجنوبية وغيرها. ولهؤلاء بصمتهم في المساهمة بتحسين نواحي الحياة والبنية التحتية وجمالية العمران في البلدة، الممتددة على مساحة تفوق 15 ألف متر مربع، يزرع قسم كبير من أراضيها بأشجار الزيتون، التي حرم الأهالي من موسمه، إلى جانب زراعات بعلية أخرى وتبغ.بلدة التآخيتتابع بلدية يارون ومخاتيرها وفعالياتها شؤون وشجون الأهالي النازحين من أبنائها، إلى مناطق صور وبيروت، من خلال اللجنة التي شُكلت مع بداية العدوان الإسرائيلي.ويؤكد نائب رئيس بلديتها، حسين جعفر، أن بلدة يارون -جارة فلسطين- هي بلدة التآخي والعيش المشترك، منذ أكثر من أربعمئة عام. وأن تاريخ يارون معمد بالشهادة، ابتداء من الشيخ ناصيف النصار، الذي واجه جيش أحمد باشا الجزار، الذي هدم قلعتها التاريخية عام 1781، مروراً بتفجير الكثير من بيوتها وارتكاب المجازر بحق عدد من أبنائها في السبعينيات، من قبل العدو الإسرائيلي.
وقال جعفر لـ"المدن"، إن الخسائر التي ألحقها العدو الإسرائيلي في بلدتنا كبيرة جداً، وإلى جانب استشهاد مقاومين من خيرة أبنائها، دمر أكثر من أربعين منزلاً تدميراً كاملاً في كل أنحاء البلدة، وعلى وجه الخصوص في الحارات القديمة، التي تشكل روح يارون التاريخي النابض. وأيضاً دمّر محطة المياه والبئر الارتوازي، المنجز حديثاً بتكافل البلدية والأهالي الخيرين، وألحق أضراراً بمئات المنازل وشبكة الكهرباء.
ويضيف جعفر، إن البلدية تواكب كل التطورات المتعلقة بالبلدة، وتقف إلى جانب أبنائها النازحين، من كل طيفها الاجتماعي، الذي يصر على دفن أمواته في ترابها، على الرغم من الغارات والقصف المستمرين.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top