2024- 06 - 17   |   بحث في الموقع  
logo خوف لبنان من المحكمة الجنائية الدولية: سلطة تتهيّب العدالة logo "لم يعد موجودًا"... نتنياهو يعلن حل مجلس الحرب الإسرائيلي! logo "الدفاع المدني" ينقذ مواطنة من داخل مصعد في مار مخايل logo نازحو الجنوب يزورون قبور أمواتهم: العودة ليست قريبة logo محامو "أمل" رأيُهم مُصادَر: مهندس يقودهم إلى الفشل النقابي logo بايدن "يتجمّد" مُجددًا... وأوباما يُساعده! (فيديو) logo يزبك: الجيش الاسرائيلي مهما تغطرس وتجبر لن يغير قناعتنا logo بمناسبة زيارة بارولين... سعيد: الطائف مشروع للمستقبل!
إنجازات يحيى السنوار
2024-05-26 09:55:43


يستحقّ السيّد يحيى السنوار، الرأس المدبّر لعمليّة «طوفان الأقصى»، على الأقلّ بحسب الرواية الرسميّة، أن تعلَّق له صورة في كلّ بيت عربيّ من البصرة إلى فاس. لقد نجح السنوار، بفضل هذا العمليّة، في أن يقطع الشكّ باليقين، وأن يثبت للقاصي والداني أموراً طال التشوّف إلى برهانها، وذلك بالرغم من الدمار الماحق الذي حلّ بقطاع غزّة وآلاف الشهداء الذين ما زالوا يسقطون هناك.
أثبت السنوار لكلّ من يهمّه الأمر أنّ نظام الملالي في إيران لا يهمّه أمر فلسطين، وهو ليس «مفحوطاً» بتحرير القدس، ولن يُهرق نقطة دم واحدة من أجل قضيّة العرب الكبرى. لكنّه مستعدّ لإهراق دم العرب جميعاً، وهنا لا فرق بين شيعة وسنّة ومسيحيّين ويهود وإيزيديّين ولاأدريّين وملاحدة، من أجل توطيد مصالحه وتقاسم النفوذ مع جبابرة الأرض على حساب المستضعفين في الأرض.
ولقد بيّن السنوار لدولة إسرائيل، بما لا يقبل الجدل، أنّ الحلف الموضوعيّ الذي نسجته عبر السنين مع جمهوريّة الملالي، والذي أودى إلى تفكيك العراق وتدمير سوريّا، لم يحمها البتّة، ولم يحُل دون أن تخترق حفنة من المقاتلين الفلسطينيّين غلاف غزّة، وتقتل ما تيسّر لها من العسكر الصهيونيّ، وتختطف ما استطاعت من مواطني إسرائيل. كذلك اتّضح لدولة إسرائيل، بما لا يحتمل الريب، أنّ اللعبة الخبيثة التي مارستها طوال عقود، لعبة اللعب على الحبلين بين السلطة الفلسطينيّة وحركة «حماس»، والتي دفع الفلسطينيّون وحدهم ثمنها، محكومة بالفشل وغير قادرة على توفير الأمان، الذي من دونه أنّى لاقتصاد أن يزدهر.
كذلك فضح سلوك يحيى السنوار المأزق العميق الذي يتخبّط فيه «حزب الله». فهو، بالرغم من الخطاب التعبويّ الصارخ والمناورات التي تحاكي تارةً ولا تحاكي طوراً، لا يستطيع خوض المعركة الكبرى التي ما فتئ يعد بها جمهوره منذ عقود، ومنها يستمدّ تسويغه، لأنّ الوالي الفقيه لا يسمح له. ولكونه لا يستطيع بالمقابل أن يتخلّى عن الحمساويّين الواقعين في عين النار الإسرائيليّة، قرّر أن يخوض حرباً ليست بحرب، حرباً اكتشف فيها أنّه مكشوف، وأنّ إسرائيل تتفوّق عليه بالنظر إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ على الأقلّ. غير أنّ الأهمّ من ذلك كلّه هو أن يحيى السنوار دفع دولة إسرائيل إلى الاكتشاف أنّ لعبة التوتّر المضبوط مع هذا الحزب، والتي كان بعض ثمنها إطلاق يده في سوريّا والداخل اللبنانيّ، عادت لا تنفع. فإسرائيل لا تستطيع أن تحتمل قوّةً كحزب الله على حدودها. وهي تخشى فصول طوفان آخر يأتي من الشمال هذه المرّة، من حيث يأتي الغزاة بحسب أنبياء التوراة.
ومن محاسن يحيى السنوار وأفضاله علينا أنّه أظهر للجميع أنّ الإسلام السياسيّ، الذي يمثّله هو في فلسطين، لا يمتلك مشروعاً سياسيّاً لفلسطين. مع ذلك، فإنّ قضيّة فلسطين لن تندثر على الرغم من تواطؤ بعض حاملي شعارها، أو سذاجتهم، أو نرجسيّتهم. فهذه القضيّة أهمّ من السنوار نفسه، ومن أبي مازن طبعاً. وهي نجحت في اختراق العقل اليهوديّ المتنوّر والمعتدل، وفي الولوج إلى قلب الجامعات الأميركيّة حيث افترش الطلّاب العشب وسدّوا المداخل وأغلقوا القاعات، على رغم أنف رجال الشرطة، دفاعاً عن هذه الفلسطين التي بعضهم يعرفها، وبعضهم لا يعرفها. لكنّها صارت اليوم قضيّة القضايا في المحاكم الدوليّة ومعيار الأخلاق في السياسة من إسبانيا إلى النروج.
من الصعب إحصاء إنجازات يحيى السنوار. فهي تكاد تفوق إنجازات أبي عمّار، رحمه الله، الذي شوّهت حركة «حماس» صورته، وأبلست جيله، وقتلت مريديه. لكنّ المتحمّسين للسيّد السنوار حريّ بهم ألّا يسهوا عن أنّ ياسر عرفات قام بما لم يقم به سواه حين تعلّم من أخطائه في الأردنّ ولبنان، ونقل، بمكره الخرافيّ، المعركة إلى «ساحات فلسطين»، مطبّقاً نصيحة صوت فيروز بحذافيرها. ولولا هذه النقلة الذكيّة، ما كانت الإنجازات، ولا كان الطوفان.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top