2024- 06 - 17   |   بحث في الموقع  
logo مأزق إسرائيل شمالاً: حرب مستبعدة وعودة مستحيلة للقواعد القديمة logo بايدن يقدم "المقترح الأفضل" لإنهاء الحرب على غزة! logo "مصدر للقلق"... المالديف تعلق قرار حظر دخول الإسرائيليين logo عزيز: اصحاب المبادرات يبحثون عن أضعف واسوأ ماروني logo الجيش الإسرائيلي "يزعم" قصف أهداف لحزب الله! (فيديو) logo والد وزير سابق في ذمّة الله! logo مقدمات نشرات الاخبار logo "كابوس" في أوريغون... 28 شخصاً عالقين في الهواء رأساً على عقب (فيديو)
مهرجان طرابلس عاصمة ثقافية... خطاب الردح
2024-05-25 13:55:44

المختصر من الكلام في افتتاح "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" في معرض رشيد كرامي الدولي، هو الردح على سجيته، والزجل متخماً بمحاسن الألفاط البديعة والرطانة والخفة والنوستالجيا، ونبش "مجد الزمن الجميل" الذي مضى، والتغاضي عن مرحلة الكوارث التي تمضي، ومدح الطاقات المهمّشة التي تزخر المدينة بها، من دون تحديد وجهة لهدف الاحتفالية أو "العرس" كما يحلو لهم تسميتها. بل إن مَن يسمع خطاب دولة رئيس الوزراء، يحسب أنّ المدينة المتوسطية تعيش ذروة المجد والازدهار والرخاء والطمأنينة، لا تشوبها شائبة أو علّة أو أزمة أو وهن، الطبابة فيها مؤمنة "على دوز بارة"، والكهرباء بلا انقطاع، والسياحة ممتازة تقارع اسطنبول، والمطاعم عامرة بالزبائن، والبيئة نظيفة تضاهي البلدان المتقدّمة، وصفر مشاكل اجتماعية، وصفر فقر. ربما تقارع طرابلس عواصم مثل باريس ولندن والمدن الكبرى. "مدينةٌ ليس كمثلِها أخرى"، يقول رئيس الحكومة ابن طرابلس، "هي المسجدُ والكنيسة، والمدرسةُ والتَكية، والمكتبةُ والجامعة، والمستشفى وسوقُ الفقراء، والخاناتُ والحِرَف"... يا الله، إن الفقراء في قمة سعادتهم وفرحهم لأنهم يحظون بسوق...، ربما كان على دولته أن يكمل أنها مدينة أصحاب المليارات، ومدينة الأحياء الأكثر فقراً...الخ...
لم يتطرق(وربما حسنا فعل) الى ثلاثين عاماً من الحرب والنظام الأمني والأسدي والأحزاب السياسية الإيديولوجية البعثية والشيوعية والقومية والإسلاموية والطائفية، ثم لاحقاً الجولات القتالية التي كانت كافية لتفكيك نسيج المدينة وجعلها موئلاً للحوداث المتفرقة والتصدّع وميدان الجهات التي تعكر صفو الحياة العامة. لكن دولته فضّل أن يرسمها في صورة سابقة ونوستالجيا و"أهمَّ ما فيها نسيجُها البشريُّ الذي تتداخلُ فيه كلُّ عناصر الوحدةِ الوطنية. فهي مدينةٌ تجذبُ إليها أهلَها وجوارَها والأبْعَدِين، وتصهرُهم في العيش الواحد، ليحققوا منها وفيها معنى لبنان الرسالة"... و"في أواسط القرنِ العشرين، خرجت الفيحاءُ من مجتمعِها النهري إلى عالم الحداثة. ورافق هذا الخروجَ حَراكٌ ثقافيٌّ"... "فإذا بطرابلس رائدة في تجديد عناصر تراثها. لكنها بقيت في الوقت نفسه محافظة على هويتها، فكان أهلها أمناء على عروبتهم، ملتزمين حتى الشهادة بقضايا العرب"... ومآل خطاب دولته، هو جمع الكلمات الرنانة الطنانة والبحث عن إيقاعها، من "لبنان الرسالة"، ولا ندري أي رسالة، ميشال شيحا أم فرقة الرضوان، هانوي أم هونغ كونغ؟... إلى "الأمناء على العروبة"، ولا ندري أي عروبة، أو أي طبعة أو نسخة من العروبة، الناصرية أم البعثية أم الصدّامية أم عروبة حزب الله... إلى الوحدة الوطنية، متى وكيف وأين؟ لم يقل دولته، ماذا تريد طرابلس الآن، وما الذي ينقص المدينة، وكيف يمكن أن نحتفل بها؟ وأي ثقافة نريد؟ وما مشروعها الثقافي الراهن؟ وهل نستثمر اللحظة أم نتحجج بعدم وجود تمويل؟ هل لدى الحكومة المبادرة الفعلية؟ أم تترك الأمور للتسلية وشد الحبال بين الوزير والمجموعات التي تظن أنها تستفيد أو تفيد في اللحظة؟ لماذا طرابلس بالأساس مهمشة؟ وكيف جرى أنّ البترون التي تبعد كيلومترات قليلة يمكنها أن تكون وجهة سياحية؟ وجبيل التي تصنع من شجرة الميلاد استقطاباً سياحياً؟! بينما طرابلس مدينة الآثار والتنوع، راسخة تحت التهميش ولا تستطيع فعل شيء، و"تدير ظهر للبحر" كما يقولون... ربما مشكلة تهميش طرابلس من مشكلات بعض السياسات أو الهيمنات في لبنان، وسلطة الأمر الواقع، من بعلبك إلى صيدا. جزء كبير من واقع طرابلس يتحمله بعض أبناء المدينة، وجزء كبير يتحمله بعض الاعلام والجهات السياسية، وأيضاً ما يسمى "زعماء المدينة" يتحملون المسؤولية الكبرى، وهم غرضهم أولاً واخيراً كيف يرضى الجمهور ويبقون هم على الكراسي. والجزء الأهم يتعلق بالسياسة العامة للجمهورية اللبنانية القائمة على كانتونات ومحاصصات وتوظيفات ومرهونة بسياسة إقليمية محاورية ثمرتها اليوم حرب "قواعد الاشتباك"...
لم يتحفنا دولته بأي برنامج أعدته الحكومة أو وزيرها، لطرابلس عاصمة ثقافي. ربما اختصر الوضع بأن "بعض أهل السياسة عندنا لا يتعظون من أخطاء الماضي، بل يكررونها ملحقين بالوطن والمواطنين أضرارا كبيرة، في ظل ظروف دقيقة وخطيرة، إن لجهة الوضع المعيشي الناتج عن الحالة المالية والاقتصادية، أو لجهة الوضع الأمني الناجم عن تداعيات حرب غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عن الجنوب". بمعنى آخر، كأنه يقول لا وقت للثقافة الآن.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top