أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة مشاورات مع المستشارة القانونية للحكومة جالي بهراف ميارا وعدد من الوزراء، بشأن أمر محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري للعمليات في رفح.وتأتي جلسة المشاورات الهاتفية لنتنياهو مع المستشارة وعدد من الوزراء في حكومته كأول تحرك إسرائيلي بعد صدور أمر المحكمة الذي لاقى ردود فعل غاضبة في إسرائيل.وكان الهجوم الأبرز على المحكمة من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي اتهمها ب"معاداة السامية"، داعياً إلى احتلال مدينة رفح.واعتبر بن غفير "أن الأمر غير المتصل بالواقع الصادر عن المحكمة المعادية للسامية في لاهاي يجب أن يكون له إجابة واحدة فقط: احتلال رفح وزيادة الضغط العسكري والهزيمة الكاملة لحماس حتى يتم تحقيق النصر الكامل في الحرب".أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فقد عقّب على قرار محكمة العدل عبر حسابه على منصة "إكس"، قائلاً: "دولة إسرائيل في حرب على وجودها. في فترات حزينة من التاريخ، لم نتمكن من الدفاع عن أنفسنا. اليوم يتمتع الشعب اليهودي بالاستقلالية والقدرة على الدفاع عن نفسه. من يطلب من دولة إسرائيل وقف الحرب يطالبها بإنهاء وجودها بنفسها".وأضاف: "لن نوافق على ذلك. سنواصل القتال من أجل أنفسنا، ومن أجل العالم الحر بأكمله. سيحكم التاريخ على من وقف اليوم إلى جانب النازيين من حماس وداعش".بدوره، عقّب القطب البارز في حزب "ليكود" النائب داني دانون على أمر المحكمة، قائلاً إن "أعضاء محكمة لاهاي يتداولون في غرف مكيفة ويعودون إلى عائلاتهم بعد الجلسة بينما 125 أسيراً يقبعون في الأنفاق"، وأضاف أن إسرائيل ماضية في الحرب في غزة ولن تتوقف إلا بعد هزيمة حماس وإعادة الأسرى.من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن "عدم ربط المحكمة في لاهاي في حكمها بين وقف القتال في رفح وعودة الأسرى وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، هو انهيار أخلاقي وكارثة قيمية"، مدعياً أن "إسرائيل هي التي تعرضت لهجوم وحشي من غزة واضطرت إلى الدفاع عن نفسها".وانتقد لبيد الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "كان من الممكن، بل وكان ينبغي منع هذا القرار القضائي. حكومة عقلانية ومهنية كانت ستمنع تصريحات مجنونة من قبل وزراء، وتوقف المجرمين الذين يحرقون شاحنات المساعدات، وتقوم بعمل دبلوماسي هادئ وناجع. ومن خلال إدارة صحيحة، كان من الممكن التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعوديين، ومع تحالف إقليمي يدخل غزة"، مؤكداً أن "لن ننتصر مع هذه الحكومة".ومن فريق المعارضة الإسرائيلية أيضاً، اعتبر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أنه كان من الخطأ إرسال وفد ليمثل إسرائيل أمام المحكمة.وأضاف: "قرار المحكمة الصادر اليوم يثبت أن مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة وكذلك المحكمة الجنائية في لاهاي أصبحت مساعدة للإرهابيين في جميع أنحاء العالم ودورها بالكامل هو ردع الدول الديمقراطية في حربها ضد المنظمات الإرهابية". وحول فعالية حكم محكمة العدل الدولية، أعلنت وزارة العلاقات الخارجية بجنوب إفريقيا الجمعة، أن "الحكم غير مسبوق وسنتواصل مع مجلس الأمن الدولي بخصوص هذا الحكم، هذا الأمر ملزم ويتعين على إسرائيل الامتثال له".وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن أمر محكمة العدل ملزم لكل أعضاء الأمم المتحدة بما فيها إسرائيل، ومجلس الأمن الدولي هو الجهة الضامنة لتنفيذه.ترحيب فلسطينيورحبت الأطراف الفلسطينية بأمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف هجومها على رفح. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية لوكالة "رويترز" إن "السلطة الفلسطينية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية الصادر والذي يمثل إجماعاً دولياً على مطلب وقف الحرب الشاملة على غزة".كما رحبت حركة حماس بأمر المحكمة، وقالت: "ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية وترجمة القرارات الأممية لوقف الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أشهر".وأضافت: "توقعنا أن يشمل القرار كافة قطاع غزة نظراً لأن الجرائم في جباليا وباقي المحافظات لا تقل خطورة عما يحدث في رفح".