استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين غالبيتهم أطفال ونساء، الجمعة، في قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، مع تفاقم الوضع الإنساني وتردى الأوضاع الصحية.وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين، في قصف استهدف منزلاً في حي الفاخورة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي يشهد سلسلة غارات عنيفة.كما استشهد فلسطينيان في قصف استهدف منزلاً يعود لعائلة المصري في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.وأطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي عشرات القذائف على أحياء مختلفة من مدينة غزة وأحياء الزيتون وتل الهوا والرمال الجنوبي والصبرة، ومنطقة الشيخ عجلين.وقصف طيران الحربي الإسرائيلي شقتين سكنيتين لعائلتي أبو اللبن في شارع النفق شمال مدينة غزة، والأيوبي في حي الدرج، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح مختلفة.وفي هذه الأثناء، تتقدم القوات الإسرائيلية نحو مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وتحاصر عدداً من طواقمه الطبية والجرحى.وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 35 ألفاً و800 شهيد، إضافة إلى 80 ألفاً و200 مصاب.المجاعة تهدد غزةوعلى المستوى الإنساني، حذرت الأمم المتحدة من الوضع المزري في قطاع غزة، قائلة إنه "بدون قدر كبير من المساعدات سينتشر الجوع واليأس بسرعة".وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين إن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي يحذر من أنه إذا لم تبدأ المساعدات في دخول غزة بكميات كبيرة فإن اليأس والجوع سينتشران".وأشار دوجاريك إلى أن "إغلاق معبر رفح والوظائف المحدودة لمعبر كرم أبو سالم في الجنوب، خنقت تدفق الإمدادات المنقذة للحياة".ولفت إلى أن "برنامج الأغذية العالمي أعلن عدم قدرته على توزيع المواد الغذائية في جنوب القطاع"، وأوضح أن "المستشفيات تفتقر إلى الوقود والدواء اللازمين بسبب استمرار إغلاق معبر رفح جنوبي القطاع".من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة عن مسؤولين بمنظمات إغاثية وصحية دولية تحذيرهم من أن "الجوع يتفاقم في غزة مع تواصل الهجوم الإسرائيلي على رفح".وتوقع المسؤولون حصول مجاعة في القطاع هذا الشهر "ما لم ترفع إسرائيل القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية"، وقالوا إن "المجاعة في غزة متوقعة ما لم يتوقف القتال وتعود الخدمات الحيوية"، مؤكدين أنه "يجب ألا ننتظر الإعلان عن حدوث المجاعة لمساعدة غزة، لأن الوقت سيكون متأخراً جداً".وفي ما خص رفح أيضاً، قالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن نحو 900 ألف شخص نزحوا قسراً من المدينة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة".وأوضحت في بيان مقتضب الجمعة أن النازحين توجهوا إلى مناطق تستضيف أعداداً كبيرة، وتعاني من نقص في الخدمات.الكارثة الصحية والبيئية تتفاقمفي السياق، أكدت بلدية مدينة غزة الجمعة أن عدم إدخال الوقود لجمع وترحيل النفايات يفاقم الكارثة الصحية والبيئية، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة لنحو 8 شهور.وقالت البلدية في بيان إن "توفير الخدمة يحتاج لنحو 2000 لتر من الوقود يومياً، كي نتمكن من جمع وترحيل النفايات من مختلف أنحاء المدينة"، مضيفة أن ما تستلمه حالياً من وقود غير كاف، وأنه مخصص لتشغيل عدد محدود من آبار المياه فقط، وشددت على أنها بحاجة لكميات أكبر من الوقود كي تتمكن من تقديم باقي الخدمات الأساسية للمواطنين.وطالبت البلدية المنظمات الدولية والمعنية بضرورة التدخل العاجل وإنقاذ الحياة الإنسانية في المدينة والمساعدة في توفير الوقود اللازم لتشغيل آليات جمع النفايات، وتمكين طواقم البلدية من الوصول لمكب النفايات الرئيس شرق المدينة، والتخفيف من الكارثة الصحية والبيئية.المعارك مستمرةميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن 8 من جنوده أصيبوا في معارك بقطاع غزة خلال الساعات ال24 الأخيرة.وأضاف الجيش أن 634 ضابطاً وجندياً قتلوا في غزة، وأصيب 555 بجروح خطيرة منذ بداية الحرب.بالمقابل، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا 3 دبابات إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" وعبوات شواظ شمال شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.وكانت القسام قد أعلنت في وقت سابق الجمعة استهداف دبابتي "ميركافا 4" إسرائيليتين في شارع العجارمة بمعسكر جباليا شمالي قطاع غزة.كما أعلنت الكتائب أن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي داخل أحد المنازل في معسكر جباليا شمالي قطاع غزة.وفي جبالياً أيضاً، استدرج مقاتلو كتائب القسام قوة خاصة إسرائيلية إلى عين نفق واشتبكوا معها من النقطة صفر، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.