قالت وكالة "رويترز" إن الاتحاد الأوروبي سيجتمع الاثنين، مع المانحين في مؤتمر بروكسل الثامن لإبقاء سوريا على جدول الأعمال العالمي، إلا أن تزايد العبء الاقتصادي والاجتماعي على الدول المجاورة بسبب تدفق اللاجئين، جعل الاتحاد منقسماً وغير قادر على إيجاد حلول للتعامل مع هذه القضية.وتحولت سوريا إلى أزمة منسية لا يرغب أحد في إثارتها في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس وتزايد التوتر بين إيران والقوى الغربية بشأن أنشطتها في المنطقة، كما تبدو آفاق العودة ضئيلة لأكثر من 5 ملايين سوري في لبنان وتركيا، وكذلك بالنسبة لملايين آخرين نازحين داخلياً، بسبب عدم التقدم أي خطوة نحو الحل السياسي.وتراجع التمويل المخصص لدعم السوريين مع تقليص جهات عدة لمساعداتها، بينما تتجلى صعوبات باستضافة اللاجئين، لا سيما في لبنان، الذي يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، فضلاً عن أن الدعوة إلى إعادة السوريين إلى وطنهم تشكّل واحدة من النقاط النادرة التي تتوحد عليها جميع الأطياف اللبنانية.
وقال مبعوث أوروبي سابق إلى سوريا ل"رويترز" إنه "ليس لدينا ما يعزز ذلك لأننا لم نستأنف العلاقات مع نظام الأسد قط، ولا توجد مؤشرات على أن أحداً سيفعل ذلك بالفعل"، مضيفاً أنه "حتى لو فعلنا ذلك، فلماذا يقدم الأسد إغراءات للدول التي كانت معادية له، وخاصة استعادة الأشخاص الذين عارضوه بأي شكل من الأشكال".وتقلص مستوى المشاركة في المؤتمر وتغير عما كان عليه قبل سنوات. فلم تعد روسيا أبرز داعمي الأسد مشاركة، كما أن الدول الخليجية التي كانت يوماً تساهم بشكل كبير، تبدو غير مهتمة، ولم تعد تقدم تعهدات معتبرة، لدرجة أنها لم تقدم شيئاً في 2023، إضافة إلى أن بعضها استأنف التعامل مع حكومة النظام السوري في ضوء التغيرات.وهناك انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول الملف السوري. ففيما بعض الدول مثل إيطاليا وقبرص أكثر انفتاحاً على إجراء شكل من أشكال الحوار مع الأسد لإعادة اللاجئين، ترفض دول مثل فرنسا أي حوار مع الأسد، على الرغم من أن باريس تقر بما يشكله اللاجئون من ضغط على لبنان وتخشى نشوب صراع أوسع نطاقاً بين حزب الله وإسرائيل.ومما يسلط الضوء على الانقسامات في أوروبا، إصدار 8 دول هي النمسا والتشيك وقبرص والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا، الأسبوع الماضي، بياناً مشتركاً بعد محادثات في قبرص، يخالف المواقف السابقة للاتحاد.وقالوا إن الديناميات في سوريا تغيرت، وعلى الرغم من عدم وجود استقرار سياسي بعد، هناك ما يكفي من التطورات "لإعادة تقييم الوضع" من أجل إيجاد "طرق أكثر فاعلية للتعامل مع هذه القضية".وقال دبلوماسي من إحدى الدول التي حضرت المحادثات في قبرص: "لا أعتقد أنه سيكون هناك تحرك كبير في ما يتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي، ولكن ربما بعض الخطوات الصغيرة للتفاعل ومعرفة ما إذا كان يمكن القيام بالمزيد على أصعدة مختلفة".فيما قال دبلوماسي فرنسي بكل صراحة أنه "عندما يحل يوم الثلاثاء، سيتم كنس المسألة السورية تحت السجادة وتذهب طي النسيان، وسيجد اللبنانيون أنفسهم بمفردهم في التعامل مع الأزمة".