""تختلف زيارة زعيم المختارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى أي دولة عن زيارة أي مسؤول آخر لا سيّما أن لآرائه السياسية احترام لدى الجهات الدولية، ومن هذا المنطلق فإن زيارته إلى قطر أخذت بعداً هاماً من خلال الحفاوة التي حظي بها وحرص الجانب القطري على الإستماع إلى رأيه بالأزمة اللبنانية وسبل الخروج منها إضافة إلى استعراض ملفات المنطقة.ويذكّر مصدر مطلع على الزيارة بأن علاقة قديمة تربط جنبلاط مع المسؤولين في قطر وله موقعه واحترامه، وكان هناك حرص على أن يتقّبله أمير قطر بعد الجلسة مع رئيس الحكومة والإستماع إلى وجهة نظره رغم أنهم مطّلعون على رأيه من خلال الوفود التي تزور لبنان لكن العلاقات التي تخطى عمرها عشرات السنين استوجبت هذه اللقاءات، والزعيم الجنبلاطي حريص كما تؤكد المعلومات على استمرار هذه العلاقة.ويذكّر أن القطرين خاضوا تجربة ناجحة سابقة، لا سيّما أن طريقة تعاطيهم مع الملف اللبناني تختلف عن الآخرين حيث يُشهد لهم بالواقعية وحساباتهم دقيقة، ولهذه الأسباب استطاعوا إنجاز اتفاق الدوحة وذلك جراء انفتاحهم على كل الناس، وإذ كان لديهم وجهة نظر خاصة, إلا أنه ليس لديهم مصلحة خاصة بالمعنى التقليدي اللبناني، فالموضوع متعلّق بالدور أكثر ممّا هو متعلق بالمصلحة. إلا أن هذا الدور برأي المصدر يحتاج للقيام به وإنجازه إلى إرادة جيدة لكيفية التعاطي معه، لأن لبنان بلد تناقضات وتنوّع ومشاكل لذلك يتعاطون بالكثير من الواقعية وينفتحون على كل الأطراف.كما شهدت النقاشات محطة أساسية حول غزة، فقطر التي لا تخفي علاقتها بإسرائيل وهي أول دولة أعلنت فتح مكتب تمثيل تجاري لإسرائيل، بقيت على موقفها السياسي الثابت من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة وأي علاقة يجب أن تصب في هذا الإتجاه.وأشار المصدر إلى الدور القطري الكبير في مساندة غزة من خلال قناة الجزيرة التي كان لموقفها تأثيره الكبير على المستوى العالمي الذي كان أهم من تأثير دول عربية في القمم أو اللقاءات التي عقدت، والدليل أن الكنيست الاسرائيلي عندما أقفل الجزيرة استفز هذا الأمر وزير الخارجية الأميركية وعدد كبير من المسؤولين الأميركيين الذين أكدوا أنهم يستقون المعلومات من الجزيرة.إضافة إلى أهمية الدور وإبرازه على مستوى الخارج الذي كان له تأثير أساسي في موضوع حركة الطلاب في الجامعات والتحركات في كل عواصم العالم وهذا كان موضوع تقاطع كبير بين جنبلاط والقطريين، صحيح أن الإشتراكي طرف سياسي بحجم محدد في لبنان لكن التقاطع على هذه القضية أمر أساسي بالنسبة له.ويوضح أن المسؤولين القطريين وضعوا جنبلاط في إطار تحركهم على مستوى المفاوضات لإنهاء الحرب على غزة ومحاولة الوصول إلى مخرج, لذلك فإن الدور المفتوح للقطريين على الجميع الأميركي والإيراني والفرنسي والسعودي يسمح لهم ببناء شبكة علاقات واسعة.أما في النقاشات حول الوضع اللبناني فإن جنبلاط شرح وجهة نظره من الموضوع، ورغم أنهم جزء من اللجنة الخماسية فإن دورهم لم يقتصر داخل اللجنة بل كان لهم حراك موازٍ من خلال موفد أمني وسياسي.ويؤكد المصدر أن جنبلاط عرض وجهة نظره بكل شفافية كما فعل في فرنسا واستمعوا إليه باهتمام وإصغاء إلى ما يراه لناحية التعقيدات الداخلية أو لناحية رأيه بكفية الخروج من المأزق، والرأي الذي عبّر عنه والثابت لديه أن لا خروج من الأزمة أو المأزق إلا بحوار بين اللبنانيين والتفاهم، كان هذا موقفه قبل غزة وبعد غزة أصبح أكثر إلحاحاً نظراً لأن جو المنطقة يتغير.ويشدّد على أنه لا بد من إنقاذ ما تبقى بالبلد وكان هناك تقاطع مع القطريين على هذا الموضوع، ولم ينسَ أن يشكر المسؤولين القطريين لموقفهم من الجيش وتجديد الخطوة التي سبق أن بدأوا بها بالمساعدات المالية والمحروقات للعسكر لا سيّما أنها لفتة هامة في ظل الظروف التي يعاني منها لبنان لتبقى المؤسسات الأمنية صامدة.